هناك مجموعة من الكلمات المستعملة في القاموس العامي يدعي بعض الناس أنها دخيلة على العربية مع أنها ضاربة في القدم والفصاحة. من بين هذه الكلمات لفظة "دوبل" التي تعني لدينا التضعيف والمضاعفة وكذلك التكرار، كمضاعفة السرعة قصد التجاوز أو مضاعفة اللقمة، أو عدم النجاح بتكرار القسم. نظنها مشتقة من اللفظة الأجنبية « Double » وماهي كذلك. فالتدبيل في كلام العرب هو جمع الشيء بعضه على بعض، ودبل اللقمة ودبلها إذا جمعها وعظمها. والشاهد عندنا ما يحكى عن المزرد بن ضرار ( توفي سنة 10 ه ، أخو الشماخ بن ضرار الشاعر)، فقد كان جشعا، وكانت أمه تؤثر عيالها عليه، وذلك يغيظه، فانتهز فرصة غيبتها وعمد إلى صاعي دقيق وصاع من تمر، وصاع من سمن فجمعها وجعل يأكل ويقول: ولما غدت أمي تمير بناتها أغرت على العكم الذي كان يمنع لبكت بصاعي حنطة صاع عجوة إلى صاع سمن فوقه يتربع ودبلت أمثال الأثافي كأنها رؤوس نقاد قطعت يوم تجمع وقلت لبطني أبشر اليوم أنه حمى أمنا مما تحوز وترفع فإن كنت مصفورا فهذا دواؤه وإن كنت غرثانا فذا يوم أشبع والشاهد قوله دبلت أي جمعت لقما في حجم الحجارة التي توضع فوق للطبخ، أو أنها في حجم رؤوس الأغنام الصغيرة. فهذه لقم مدبلة ( مدوبلة) حقا.