على غرار ما هو متوقع، نظم مجلس شباب تازروالت بتنسيق مع البرنامج التشاوري وتحت إشراف جمعية تازروالت للتنمية والتعاون دورة تكوينية بدوار تومنار جماعة سيدي أحمد أوموسى حول موضوع: "صياغة وبناء المشاريع الجمعوية" ابتداء من الساعة الثامنة والنصف صباحا اليوم السبت (13 أبريل). هذه الدورة عرفت إقبالا كبيرا من طرف شباب مختلف الدواوير المكونة للمنطقة الذين ينشطون في الغالب بمختلف الجمعيات، وقد وصل العدد حسب بلاغ من الجهة المنظمة إلى ثلاثين شابا وشابة إلى جانب رئيس الجماعة القروية وبعضا من أعضاء جمعية تازروالت للتنمية والتعاون وفعاليات محلية ودولية وعلى رأسها عضوين من دولة فرنسا تشتغلان في مجال الاقتصاد الاجتماعي كانت تازروالت المحطة الثانية لهما بعد منتدى تونس الدولي بهدف تبادل الخبرات والتجارب مع الشباب الحاضر. منسق مجلس شباب تازروالت في كلمته رحب بالحضور وشرح خارطة طريق هذا اليوم التكويني قبل أن يستلم رئيس الجماعة القروية الكلمة لتثمين مجهود الشباب التازروالتي ومبادراتهم متمنيا لهم المزيد من التوفيق، كما عبر الجميع في مختلف مداخلاتهم التقديمية على أهمية اللقاءات التكوينية التي تجمع جميع أبناء المنطقة داعين إلى مزيد من المبادرات فيما يستقبل لتوثيق الأواصر وتكثيف المشاورات والحوارات لأجل تحقيق هدف واحد يتجلى أساسا في تنمية المجال الذي يعاني ويلات العزلة بشتى تجلياتها. كما انصبت جهود الورشة التكوينية الأولى حول معنى المشروع في شقه الجمعوي وبيان مراحله المختلفة ابتداء بالتشخيص وانتهاء بمرحلة التتبع والتقييم. كما استفاد الشباب المشارك في هذه الدورة من ورشات تطبيقية تهم كيفية صياغة وثيقة المشروع اشتغل خلالها الشباب على ثلاثة محور أساسية اتخذوها نماذج لمشاريع تحن له المنطقة كثيرا وعلى رأسه: مشروع تعبيد الطريق الذي أسال مدادا كثيرا على الورق كما توج بمناقشات وسجالات تتفق جميعها حول الحاجة الملحة إليه، ثم مشروع تأهيل السوق الأسبوعي لمركز زاوية سيدي أحمد أوموسى الذي "يعاني في الآونة الأخيرة من ظلم أهله الذين يلجؤون إلى مركز تيغمي كبديل لهم نتيجة البعد وصعوبة المسالك" على حد تعبير البعض، في حين انصرف جهد الورشة الثالثة نحو مشروع خلق تعاونية متعددة الخدمات كبديل عن التعاونيات ذات التوجه الوحيد الذي غالبا ما يجبر المتعاونين على الاشتغال موسميا لا غير. هذا اللقاء التكويني لم ينته دون إجراء عملي، بل توج بإنشاء لجينات ستتكلف بتطوير وثيقة المشروع للمشاريع الثلاثة المختارة لتطويرها بمساعدة المكون الذي أكد استعداده التام على التعاون في هذا المجال، مع تحديد موعد للقاء تواصلي مع رئيس جماعة سيدي احمد أوموسى من طرف الشباب أنفسهم الذي بدوره بصدر رحب ثمن الفكرة واعتبرها مدخلا لتواصل الشباب مع المجلس الجماعي بمختلف مكوناته قصد مناقشة بعض القضايا الأساسية التي تهم المنطقة، ليتم بعدها توزيع شواهد المشاركة على جميع الشباب الحاضر. أمانة في النقل، "تيزبريس" مباشرة بعد انتهاء أشغال هذا التكوين وعلى هامشه وقفت عند شكاوى عينة من الشباب ينتمون لدواري (الزاوية وتونمان) حول ما سموه "شبح رخصة البناء" التي تهدد استقرار الشباب بالمنطقة معتبرين إياها حيفا في حق الفقراء "ومن يسكن في القرى غيرهم" على حد تعبير أحدهم، كما أكدوا أنهم ماضون في إنشاء خلية للتفكير قصد معالجة هذا الأمر بمختلف الوسائل القانونية المتاحة، دون أن تفوتهم الفرصة للسخرية والاستهزاء إذ نطق أحدهم قائلا ما معناه بالعربية: "نحن هنا في شارع غاندي وفي شواع بانكوك وهاواي.. مع العلم أن المنطقة لو زارها السيد وزير السكنى والتعمير لترك فيها سيارته لكثرة الحفر والأحجار التي تملأ الطرقات !!". احمد إضصالح