أصبح منصب الكتابة العامة لبلدية تافراوت إقليمتيزنيت شاغرا بعد استفاذة الكاتب العام السابق من التقاعد ومغادرته تافراوت نهائيا،هذا المنصب الذي يشكل عصب البلدية وهو بمثابة العلبة السوداء لكل صغيرة وكبيرة عاشتها قرارات المجلس البلدي لتافراوت سواء المقررة من خلال دوراتها العادية والإستئنائية أو تم اتخاذها خارج هذا الإطار، ويعزى ذلك إلى كون منطق احتكار مجمل المهام الرئيسية والحساسة كانت بالمكتب المجاور لمكتب الرئيس والذي يعرفه أهل تافراوت كما يعرفون أبناءهم،فقد منحت رئاسة بلدية تافراوت ،على غرار معظم رؤوساء الجماعات والبلديات بالمغرب، معظم المهام للكاتب العام السابق فهو المكلف بالمنازعات والشرطة الإدارية وعمل المجلس والملفات المالية والتقنية والموارد البشرية والعلاقات الإدارية العامة وغيرها من مهام البلدية أو المفروضة عليها من فينة لأخرى، في حين أن البلدية تتوفر على موارد بشرية أخرى كافية لتوزيعها على تلك المهام . الأمر،إذن، خلف إلى حدود الساعة فراغا كبيرا في التدبير اليومي لشؤون البلدية وصعوبة في تدبير مجمل المهام التي كانت متمركزة في يد الكتابة العامة وتم اقصاء باقي الموارد البشرية في غياب كلي للتكوين المستمر للموظفين بحسب محاضر الحسابات الإدارية السابقة للمجلس.وفي نفس السياق شكل ما حدث انعكاسا واضحا لرؤية المجلس البلدي الحالي والسابق تجاه الإطار البشري العامل تحت إمرته ،وبحسب مصادر" لتيزبريس" فإن أنظار وعمل المجلس كانت كلها في اتجاه خارج البلدية ونسيت الإشتغال على تطوير الأداة البشرية من مختلف المداخل كتحسين ظروف الإشتغال والتكوين المستمر والإرتقاء بالجانب الإجتماعي لها،"فقد تيقن المجلس البلدي لتافراوت أن الموظفين لا يشتكون ولذلك نسيهم" يقول متحدث" لتيزبريس". وفي انتظار تعيين كاتب عام جديد للبلدية تنتظر مكونات الجهاز الإداري البشري للبلدية ميلاد رؤية جديدة من قبل المجلس المقبل تنقلها من مجرد عبء ثقيل على الميزانية إلى عامل محدد لنجاح مخططها التنموي ومن أتباع تعطى لهم اوامر للتنفيذ إلى شركاء حقيقيين في شؤون البلدية ، ولايتأتى ذلك إلا بمنتخبين بدرجة هامة من الوعي والخبرة والقرب والنضال والمصداقية والنزاهة. هذا، ويستمر البرلمان المغربي خلال هذه الأيام في مناقشة "الميثاق الجماعي"كمنظومة قانونية تنظم عمل المجالس المنتخبة في حين يبقى مطلب تعديل النظام الأساسي لموظفي الجماعات المحلية متعثرا في أجندة وزارة الداخلية بحسب عبد الصمد مريمي الكاتب العام لنقابة الجامعة الوطنية لموظفي الجماعات المحلية المنظوية تحت لواء الإتحاد الوطني للشغل بالمغرب. فهل سيتم تعيين كتابة عامة برؤية جديدة وقبل الإنتخابات الجماعية المقبلة؟ يتساءل أحد المواطنين.