دق صيادلة ناقوس الخطر بسبب ما أسموه "فوضى" يعيشها القطاع، سيما أن لها تداعيات تهدد حياة المغاربة، وتفتح المجال لدخول أدوية مغشوشة إلى الصيدليات في غفلة من المسؤولين. وقال حسن عاطش، نائب رئيس الفدرالية الوطنية لنقابات صيادلة المغرب،في تصريح لجريدة الصباح ، إن أدوية مغشوشة تصل إلى بعض الصيدليات دون علم الصيادلة، سيما أن الكثير منهم لا يميزون بينها وبين الأصلية، أو أنهم يسعون إلى في ظل الفوضى التي يتخبط فيها القطاع، إلى الربح التجاري أكثر مما يتهمون بصحة المواطنين، مشددا على ضرورة إعادة توفير الأمن الدوائي بالمغرب، وتشديد المراقبة على ما يروج من الأدوية. وتحدث عاطش تضيف "الصباح"، عن حالات مواطنين ضحايا الأدوية المغشوشة وغياب الأمن الدوائي، ضمنها حالة طفل عانى مضاعفات تناول دواء مغشوش مصنوع من الحليب المجفف ومواد أخرى. وقال الصيدلي نفسه، إن صيدليا اقتنى بثمن منخفض، أدوية مغشوشة من شخص تمكن من تزوير علب شراب للأطفال، ليكتشف في ما بعد أن الدواء مكون من حليب مجفف ومواد أخرى. ووجه المتحدث ذاته، نداءه للصيادلة من أجل أخد المزيد من الحذر في ظل الفوضى التي يعيشها القطاع، وتجنب الاهتمام بالربح التجاري فقط، في الوقت الذي نبه المرضى إلى خطورة اقتناء الأدوية من غير الأمكنة المخصصة لبيعها، إذ قال: "الكثير من المرضى يلجؤون إلى "بارا فارماسي" للحصول على الأدوية، رغم أن الأمر يمكن أن يشكل خطرا بالنسبة إليهم، سيما أن القانون لا يخول لتلك المحلات توفيرها، وأنها تترامى على القطاع". وكشف عاطش ، أن جهوية مجالس الصيادلة من بين الحلول التي يمكن أن تساعد في تنظيم القطاع، الذي من المفترض أن يكون بعيدا عن التشويش، نظرا للخدمات التي يقدمها، للتخلص من المشاكل التي تعيق تطوره، مضيفا أنه في حال تم اعتمادها، بعد حل المجلسين السابقين من قبل الحسين الوردي وزير الصحة، سيكون من السهل السيطرة على الوضع، خصوصا في ما يتعلق بالمشاكل التي لها علاقة بالجهوية. وفي سياق متصل كشف عاطش تستطرد الجريدة، أن فاس ستحتضن خلال يومي 8 و9 ماي المقبل، الأيام الصيدلانية تحت شعار "الأمن الدوائي"، وهو لقاء اعتبره صرخة في وجه المسؤولين لمطالبتهم بإيجاد حلول لمشاكلهم، وتخليص القطاع من الفوضى التي تؤثر عليه بشكل كبير، وتهدد صحة المغاربة. وأكد عاطش أنه من المنتظر أن يتم التطرق خلال اللقاء ذاته، إلى مشاكل أخرى من قبيل عدم توفر المغرب على الكثير من الأدوية، مسترسلا "للأسف نساهم جميعا في توجيه المريض لاقتناء بعض الأدوية من خارج المغرب، في ظل عدم توفرها، علما أن هناك مستثمرين على استعداد لتوفيرها في الصيدليات المغربية، وينتظرون خطوة الوزارة الوصية".