في اطار تفعيل برامج التعاون بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة درعة ومنظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة – اليونيسيف – وخاصة مشروع حماية الطفولة بالوسط المدرسي، احتضن المركز الاقليمي للتكوينات والملتقيات بنيابة تيزنيت صباح يوم الجمعة 24 اكتوبر 2014 فعاليات الورشة التحسيسية التي تنظمها الأكاديمية في مجال التربية على الطوارئ بحضور السيد النائب الاقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ورئيس مصلحة الشؤون التربوية وتنشيط المؤسسات والفريق الجهوي المؤطر والمكون من السيد المنسق الجهوي لبرنامج اليونسيف والطبيبة المكلفة بالصحة المدرسية ومسؤول مكتب الاتصال بالأكاديمية ، اضافة الى المنسق الإقليمي للبرنامج على صعيد النيابة، وبمشاركة فاعلين تربويين من اطر الإدارة التربوية بجماعات ايت وافقا وحد الركادة ورئيس مكتب الصحة المدرسية والأمن الإنساني ومكتب الاتصال ، وممثلين عن المصلحة الإقليمية للوقاية المدنية والأمن الوطني والهلال الأحمر المغربي وقسم العمل الاجتماعي والاسرة بالمجلس الحضري. ويندرج اللقاء التحسيسي في سياق أجرأة العملية الثانية من المشروع ويهم التواصل مع الشركاء المؤسساتيين حول تدبير المخاطر بالوسط المدرسي ، ويهدف إلى تحديد آليات العمل المشترك وضبط مجالات التدخل للمساهمة في حماية الأطفال وتلاميذ المؤسسات التعليمية من الأخطار المحدقة بهم في وضعيات الطوارئ وأثناء حدوث الكوارث الطبيعية (زلازل، فيضانات، حرائق، انهيارات التربة، اوبئة، حوادث السير، تسرب الغازات، …) لتوفير شروط الوقاية والسلامة وتحقيق الأمن الإنساني للمتعلمين والاطر العاملة بالمؤسسات. افتتحت العروض بكلمة توجيهية للسيد النائب الإقليمي، شكر فيها مصالح الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والمنسقية الجهوية لبرنامج التعاون مع اليونيسيف على تنظيمها لهذه الورشة التحسيسية والتواصلية لفائدة مديري المؤسسات التعليمية المستهدفة بهذا المشروع وكذا الفاعلين الرئيسيين في مجال الحماية والوقاية من الأخطار أثناء وقوع الطوارئ من وقاية مدنية وامن وطني ودرك ملكي وهلال احمر ومندوبية الصحة وجماعات ترابية وسلطات وغيرها من المتدخلين، مؤكدا على أهمية التربية على الطوارئ ودورها في إرساء قيم المواطنة وترسيخ ثقافة تدبير المخاطر بالوسط المدرسي لدى الفاعلين التربويين وكذا حماية الأطفال من كل الأخطار المحدقة بهم داخل الفضاءات المدرسية ، مشيرا إلى أن كل الأطراف المعنية بالعمل التربوي معنية بمعرفة جميع التدابير الوقائية الواجب اتخاذها أثناء وقوع الطوارئ والتأهب لها،داعيا رؤساء المؤسسات التعليمية إلى العمل على تفعيل المشروع من خلال تنزيل المخطط الوقائي المدرسي بالتنسيق مع الشركاء المؤسساتيين ، باعتباره مدخلا للوقاية والحماية وبرنامجا للتدخل العاجل في حالات الطوارئ. بعدها مباشرة،قدم الفريق الجهوي للأكاديمية عرضا تاطيريا حول موضوع التربية على الطوارئ للحماية والوقاية من المخاطر بالوسط المدرسي، تناول فيه اهم المرجعيات القانونية المؤطرة للمشروع وأهدافه والنتائج المتوخاة منه ، واليات تفعيله على مستوى المؤسسات التعليمية من خلال التواصل مع المتدخلين وإعداد مخطط للوقاية من المخاطر وتشكيل فرق محلية للتدخل خلال حدوث الطوارئ للتقليل من الخسائر البشرية ، كما تم عرض شريطي فيديو يقدمان وضعية محاكاة لمخطط خاص بالحماية من الزلازل وآخر من الحرائق، أنجزا بمؤسستين تعليميتين، لتحسيس التلاميذ بوضعية الطوارئ وظروف تدبيرها وإعدادهم النفسي في كيفية التصرف أثناء وقوع مثل هذه الحوادث بمساعدة اطر المؤسسة وجميع المتدخلين الميدانيين. باقي الفعاليات الحاضرة في اللقاء من القيادة الإقليمية للوقاية المدنية والمنطقة الأمنية بتيزنيت وممثلة المجلس البلدي ثمنت موضوع الورشة التحسيسية ، وعبرت عن استعدادها للتعاون مع المؤسسات التعليمية بالتاطير والدعم التقني والمصاحبة – كل في نطاق تخصصه – من أجل تفعيل مخططاتها الوقائية للحماية من المخاطر، كما قدمت مداخلات قيمة حول دورها في تدبير المخاطر والتدخل لحماية الممتلكات والأفراد أثناء وقوع الكوارث أو التعبئة في صفوف الأسر، ليفسح المجال امام السادة رؤساء المؤسسات التعليمية والمسؤول عن مكتب الصحة المدرسية والأمن الإنساني بالنيابة للاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم بخصوص تنزيل المخطط على ارض الواقع وأجرأته الفعلية، تلته مناقشة عامة تطرقت لكل الجوانب المتعلقة بالتواصل والمناهج الدراسية وتكوين الأطر وإجراءات السلامة داخل الفضاءات المدرسية وخارجها والتدخل الميداني الوقائي . ولعل من اهم المقترحات الواردة في التدخلات، التفكير في خلق آلية قارة لمأسسة تدخل جميع المصالح المعنية، إدماج مصوغات "الوقاية من المخاطر" ضمن المقررات الدراسية في بعض المستويات التعليمية،استمرارية المخططات الوقائية في الزمان والمكان، تكوين الأطر التربوية والإدارية في مجال تدبير الطوارئ والإسعافات الأولية ، اعتبار الورش استراتيجي وتعميم الورشات التحسيسية على جميع المؤسسات، تفعيل المقاربة المجالية في تدبير الطوارئ ، خلق التكامل بين المخططات المدرسية ومخططات المصالح الإقليمية الأخرى، إدراج العلوم الوقائية ضمن المناهج الدراسية في المستويات العليا، تنظيم تداريب وتمارين محاكاة لتدبير الطوارئ بالمؤسسات التعليمية ينجزها الطاقم التربوي بالتنسيق مع مصالح الوقاية المدنية… واختتم اللقاء بإصدار توصيات هامة من لدن المشاركين سيتم العمل بها وتعميمها على جميع المتدخلين إقليميا وجهويا ،بهدف الوصول الى خطة عمل جهوية موحّدة في مجال التربية على الطوارئ لحماية الوسط المدرسي من المخاطر.