بمجرد إخبارها بفرار تسعة سجناء من السجن الإداري لكلميم الذي تسيره عناصر من القوات المساعدة، في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة الماضي (حوالي الساعة الثالثة)، جندت مختلف المصالح الأمنية بكلميم كل طاقاتها لإيقافهم، إذ تمكنت، في وقت قياسي وخلال نفس اليوم الذي شهد فرارهم، من إلقاء القبض على المدعو (ن.ع) بوادي أم العشار بكلميم، بعد توصلها بمعلومات تفيد كونه مختبئا هناك، كما ألقت القبض، في صباح اليوم الموالي (السبت) على المسمى (ل.ص) بمنطقة بكلميم تدعى تركا وساي. وما زالت عناصر الشرطة تبدل مجهودات كبيرة لإيقاف السبعة الآخرين. واستنادا إلى مصادرنا، فإن الفارين كانوا، وقت اعتقالهم، في زنزانة واحدة واتفقوا على أن يتظاهروا بنشوب عراك بينهم لجلب أنظار الحراس، إذ أخذوا يضربون الباب والجدران ويصرخ أحدهم "اعتقوا الروح، اعتقوا الروح"، إثرها تدخلت عناصر القوات المساعدة لتفريقهم، ما جعل السجناء التسعة يعتدون عليهم بشكل وحشي مستعملين قطعة خشبية وسكين عثروا عليه خارج الزنزانة بعد فتح الباب، ليسقطوهم أرضا ويربطون أطرافهم لشل حركتهم، ما مكنهم من الفرار خارج السجن إلى وجهة غير معلومة، بينما نُقل الضحايا إلى المستشفى العسكري بكلميم وقُدمت لهم الإسعافات الأولية، خاصة أحدهم الذي أصيب بجروح غائرة على مستوى خذيه، قبل أن يُرجَعوا إلى مقر عملهم بالسجن المذكور. وذكر مصدر مقرب أن ثمانية منهم متابعون من أجل الاتجار في المخدرات وترويجها، واحد من أجل ممارسة العنف ضد أحد الأصول. كما أن من مواليد كلميم ولهم عدة سوابق قضائية في مجال الاتجار وترويج مخدر الشيرا. وأضاف المصدر ذاته أن السجناء الفارين هم (ح.ب) البالغ من العمر 40 سنة، زعيم المجموعة، قضت المحكمة الابتدائية بكلميم في حقه بسنة ونصف السنة حبسا نافذا، (ع.ب) البالغ من العمر حوالي 36 سنة صُدر في حقه سنة ونصف حبسا نافذا، (ل.ص) حُوكم بسنة كاملة من أجل الاتجار في المخدرات، (ن.ع) الذي يقضي عقوبة حبسية مدتها شهرين فقط، بينما الآخرون (س.ب)، (م.م)، (م.أ)، (ع.ف) و(ع.د) الذين أُدخلوا أخيرا الإصلاحية المذكورة لم تصدر بعد في حقهم أية أحكام. وأضاف المصدر نفسه أن (ن.ع) حديث بالخروج من السجن المحلي بتيزنيت قبل 15 يوما وأثناء عودته من السجن إلى منزل أسرته بكلميم عثر رجال الشرطة بحوزته بمدخل مدينة كلميم على نصف كيلوغرام من الحشيش، ليتم إيقافه وإحالته على القضاء. يذكر أن جميع الأجهزة الأمنية، رجال الشرطة ورجال الدرك والقوات المساعدة ورجال السلطة وأعوانها، تم استنفارها لإيقاف الفارين الباقين في أقرب وقت ممكن. كما أن الإصلاحية المذكورة التي تحوي 26 سجينا، سبق أن شهدت هروبا لأحد السجناء في وقت سابق.