تعرضت الأستاذة (ي . د) العاملة بثانوية الساحل بإقليم تيزنيت لاعتداء مباغث من قبل أحد المختلين عقليا والمشردين المعروف بالمدينة في الشارع العام نهاية الأسبوع الماضي، وأثار ذلك استياء كبيرا في صفوف الأسرة التعليمية وعموم من حضروا مشهد الهجوم على الأستاذة وإسقاطها أرضا من قبل المعتدي بشارع محمد السادس قبالة مقر العمالة مما خلف لديها جرحا وكدمات نتيجة ارتطامها بالأرض، وكاد الموقف أن يكون أكثر من هذا لولا تدخل المارة وإنقاذ الضحية. هذا وقد نقلت الأستاذة إلى قسم المستعجلات حيث تلقت العلاجات الأولية من آثار الاعتداء وسلمت لها شهادة طبية أثبتت لها عجزا حدد في 12 يوما،... قدمت على إثرها بشكاية إلى مصالح الضابطة القضائية بمفوضية الشرطة بتيزنيت على أمل أن تتخذ إجراءات توقيف المعتدي وإيداعه بإحدى مصالح الرعاية الصحية والاجتماعية التي تفتقر إليها المدينة ويستوجب تلبية مطلب الضحية تنقيل المعني إلى مدينة أخرى. وقد صعد إلى سطح النقاش العمومي بالمدينة مع هذا الحادث موضوع عشرات الحالات من المشردين والمختلين عقليا ونفسيا ومن بينهم أصحاب السوابق في الاعتداءات المماثلة على العموم، ومن ذلك الحديث عن مدى قيام المؤسسات العمومية والأهلية ذات الصلة بمهامها الرعائية والوقائية لهذه الفئة وواجبها في حماية المجتمع من مخاطر جنوح بعض الحالات إلى العنف والتعرض بالضرب والمطاردة لضحايا غالبيتهم نساء وفئات لا تقوى على رد اعتداءاتها. وفي هذا السياق يتداول التيزنيتيون ما يزخر به أرشيف ذكرياتهم المماثلة من حالات كان آخرها اعتداء أحد المخمورين على أستاذة أمام إعدادية مولاي رشيد حيث كانت تعمل قبل مغادرتها النهائية لوظيفتها نتيجة ذلك الاعتداء، وقبله اعتداء بالضرب المفضي لكسر على مستوى الساق على مستخدم إحدى المقاهي بشارع بئرانزران بفعل أحد المشردين المتناولين لمادة الكحول وذي سوابق عدلية متعددة. كما يذكر الشارع بتيزنيت يوم تعرض أحد قواد السلطة المحلية لطعنة بسكين من نفس المشرد وهو يهم بصرف راتبه الشهري من الشباك الأوتوماتيكي لإحدى الأبناك بالمدينة. أما بالحي الصناعي فقد تعرضت إحدى السيدات لمحاولة اغتصاب من طرف أحد "الشمكارة" الذي ألفت الإحسان إليه فهاجمها في بيتها لكن الجيران كانوا في الموعد فألقوا عليه القبض وسلموه لمصالح الأمن، هذا الحي الأخير يعتبر مجاورا للمنطقة الأكثر احتضانا لهذه الفئة ليلا نظرا لتمركز الخمارات وكون الشارع الرئيسي لطريق كلميم يعتبر مكانهم المفضل للتسول من المسافرين عابري المدينة، ولا يمر يوم إلا وطلعت يومه على أخبار مغامرات وحكايات أضحت تنذر بكون تيزنيت هذه المدينة الهادئة بدأت تشق طريقها في درب المدن المعروفة بقصص الاعتداءات والجرائم الليلية والمرتبطة بفئات الجانحين والمرضى المطلوقين في الفضاء العام عوض مكانهم الطبيعي في مؤسسات الرعاية الاجتماعية وأحضان أسرهم. محمد بوطعام / الأحداث المغربية