وزارة التربية الوطنية تلتحق بركب التكنولوجبا. المدرسة المغربية تتجه نحو إلغاء السبورة والطباشير وتعويضهما بالعالم الرقمي. في إطار المرحلة الثانية من برنامج «مسار»، انتقلت المدرسة المغربية إلى التنفيذ، وأصبح بإمكان الآباء وأولياء التلاميذ الحصول على بيان النقط وتتبع مسار أبنائهم عبر بوابات إلكترونية، يحصلون من خلالها على كل المعطيات والمؤشرات المتعلقة بالتحصيل الدراس?.? بعد إنجاز المرحلة الأولى من مشروع «مسار» التي همت تطوير تدبير الدخول المدرسي وإحداث المواقع الإلكترونية للمؤسسات التعليمية، وعلى إثر نجاح فترة تجريب المنظومة على صعيد مجموعة من المؤسسات التعليمية بأربع جهات نموذجية، انطلق الشروع باستعمال منظومة «مسار» عبر ترحيل قاعدة المعطيات الخاصة بالتلاميذ ونشر المواقع الإلكترونية للمؤسسات التعليمية على الويب، وإحداث أسماء الاستعمال وكلمات المرور السرية الخاصة بمديري ومديرات المؤسسات التعليمية للولوج إلى منظومة «مسار» من الموقع الداخلي للوزارة وإرسالها إلى الأكاديميات. البرنامج الذي يعتبر حسب مصادر تربوية «نقلة» في الموارد الرقمية للمنظومة التعليمية، انطلق تطبيقه في عدد من المؤسسات التربوية، وأنهى بذلك الارتباط الوثيق بين التدريس والسبورة، ووصل الآن إلى مرحلة تحديث المواقع الإلكترونية في العديد من النيابات والأكاديميات وكذا المؤسسات التربوية. ففي إطار برنامج «مسار»، تتوفر المؤسسات التربوية على بوابات إلكترونية يتم الولوج إليها من طرف الآباء وأولياء التلاميذ عبر قن رمزي، يخول لهم الحصول على النتائج التي تساعدهم على تقييم واقع أداء فلذات كبدهم. وهو مشروع كان حلم جميع العاملين في الحقل التربوي، تحقق في بعض المؤسسات التعلمية، لكنه مازال لم يتحقق في الكثير منها، التي شملها مشروع جيني. فهناك مؤسسات استفادت من التجهيزات والعتاد الرقمي لكن دون أن يستفيد التلاميذ من هذا التطور. عبد الله بنيس مدير مؤسسة تربوية خاصة، أشار بامتعاض شديد إلى بعد الاختلالات التي قال عنها «ستقف حاجزا أمام التطبيق»، والتي من أهمها أن «الأساتذة أصبحوا ملزمين بإدخال النقط التي لا يمكن التراجع عنها، ونحن نعلم أن النجاح مرتبط بنقط المراقبة التي يتم نفخها في العديد من المؤسسات، سواء العامة أو الخاصة»، لكن القاسم المشترك بين كل هؤلاء هو البحث عن الجدوي. كان إيجاد بدائل جديدة لإدماج تكنولوجيا المعلوميات في المنظومة التربوية، هاجس الفاعلين التربويين والآباء?.? ولتحقيق المبتغى، تلقى الفاعلون التربويون ساعات من التكوين في المجال المعلوماتي، وتم إعداد دليل للتعرف على المفاهيم المتعلقة بهذه التكنولوجيات وتطوير الاستعمالات. ما يقلق محمد الأستاذ بالتعليم الثانوي التأهيلي، ليس الانخراط في إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الحقل التعليمي كاستراتيجية وطنية، هو «تدبير الزمن المدرسي فإدخال النقط ليس عملا سهلا مع بوابات غالبا ما تصاب بالعطل مما يجعل الأساتذة والأطر التربوية أمام إكراه التأخير»?.? يستمر الأستاذ في الشرح بعض العوائق قائلا «هناك الكثير من لأساتذة والأطر التربوية الذين لا يتقنون الاستعمالات المتاحة لتكنولوجيا المعلومات، مما يأخر عملية التعميم». يقترح لتجاوز هذه الإكراهات أن «يتم توفير وثيقة مرجعية تقوم بتحسيس الأستاذ بأهمية استخدام تكنولوجيات الاتصال وتوضح كل أنواع الاستعمالات المتاحة بشكل بيسط»?.? وفي انتظار التعميم، يأمل محمد وعبد الله أن تتمكن منظومة «مسار» من إرساء طرق جديدة للتدبير والتواصل بالمؤسسات التعلمية، تمكن من التتبع الفردي للتلاميذ وتدبير أفضل للزمن المدرسي.