نشرت جريدة أخبار اليوم المغربية في عددها 576 الصادر اليوم الثلاثاء 20 ذو القعدة 1432 ه الموافق ل 18 أكتوبر 2011 مقالا حول الإعلان عن النسيج المدني ضد إحداث المحطة الحرارية بإقليمتيزنيت، المقال للصحافي لحسين أرجدال بعنوان النسيج المدني بتيزنيت يرفض مشروع المحطة الحرارية المخصصة لتوليد الطاقة الكهربائية بالفيول الثقيل، وفي ما يلي نص المقال: "بعدما لفظته عدة مدن ورفضت أن يقام على أرضها، آخرها كان مدينة أيت ملول، توجه القائمون على مشروع بناء المحطة الحرارية... لتوليد الطاقة الكهربائية بالفيول الثقيل إلى إقليمتيزنيت، وبالضبط على بعد كيلومترات قليلة من مدينة تيزنيت، وذلك بمحاذاة الطريق الرابطة بين المدينة وجماعة وجان. وفي غفلة من سكان الإقليم، إنطلق إنجاز المشروع، ليتفاجؤوا بكون المشروع والدراسات المنجزة بشأنه تشوبها عدة اختلالات، وأنها أغفلت الآثار الجانبية للمشروع على البيئة والتوازنات... الإيكولوجية بالمنطقة. وردا على انطلاق المشروع دون اعتماد المنهجية التشاركية من طرف القائمين عليه، ومحاولة هؤلاء سن سياسة فرض الأمر الواقع، انعقد نهاية الأسبوع المنصرم بالدار البيضاء اجتماع موسع حضره ممثلو أزيد من 25 جمعية وتنظيم مدني تنتمي إلى مختلف جماعات الإقليم، خاصة بكل من تيزنيت، وجان، أنزي، إداوسملال، تافراوت، أيت وفقا، تهالة، أفلا إغير،أملن، أمانوز، المعدر الكبير وأكلو، إضافة إلى عدد من الهيئات الحقوقية وبعض المنتخبين لدراسة التداعيات الإيكولوجية للمشروع على المنطقة. وحسب بيان صادر عن الهيئات والفعاليات المجتمعة، فهذا الإجتماع جاء تتويجا لسلسلة من التحركات التي تقوم بها العديد من الفعاليات الجمعوية، سواء المقيمة بالإقليم أو المستقرة بمدن الهجرة، وذلك من ” أجل مناهضة هذه المنشأة التي سيتم إحداثها بتراب جماعة وجان في تغييب تام لمنهجية المقاربة التشاركية ودون استحضار لآثارها الخطيرة على التنوع البيولوجي والتوازنات الإيكولوجية بالمنطقة، وفي تعارض صارخ مع مضامين المواثيق الدولية المتعلقة بالبيئة، ومع ما ينص عليه الدستور الجديد بخصوص الرقي بالبيئة المغربية، ويتنافى كذلك مع القوانين البيئية الوطنية التي تستهدف حماية العالم القروي والمحافظة على الأنظمة البيئية بالأرياف والمناطق الجبلية ووقاية مواردها وجودة بيئتها من كل تدهور، وكذلك مع ما تم تكريسه في الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة من توجه رسمي نحو تشجيع مشاريع الطاقة المتجددة والنظيفة والصديقة للبيئة ” حسب تعبير البيان. وحسب البيان ذاته، فقد أسفر اللقاء عن تأسيس ما أطلق عليه ب” النسيج المدني ضد إحداث المحطة الحرارية بتيزنيت ”، والذي يتكون من جميع الجمعيات والهيئات التي حضرت اللقاء، إضافة الى فتح الباب للإنضمام إلى هذا النسيج في وجه جميع التنظيمات والتنسيقيات والفعاليات الحقوقية والبيئية وكل النشطاء والمناضلين، ” من أجل ضمان حق العيش في بيئة سليمة، كما هو وارد في الفصل 31 من الدستور ”. كما قرر الجمع العام توقيع عريضة استنكارية لإحداث المحطة الحرارية لتوليد الطاقة الكهربائية بالفيول الثقيل بإقليمتيزنيت، وفتح باب التوقيع أمام كل الهيئات والفعاليات المهتمة بالموضوع سواء بالإقليم أو خارجه، إضافة إلى تمكين كل الجمعيات والفعاليات والفاعلين في مجال المحافظة على البيئة من الإطلاع على دراسة الجدوى المتعلقة بالمشروع، في إطار عملية التحسيس بالمخاطر الإيكولوجية لهذه المنشأة. وبخصوص الخطوات العملية والتنظيمية والتواصلية لهذا النسيج المدني المحدث، فقد تقرر خلال اللقاء تكوين سكرتارية لهذا النسيج الجمعوي، تتولى مهام التحضير للخطوات الترافعية المستقبلية، وتتكون من ممثلي عدة جمعيات تغطي كل مناطق الإقليم، وتعيين خلية تواصلية، أسندت إليها مهام المواكبة الإعلامية للبرنامج الترافعي والإحتجاجي، وتوسيع دائرة هذا النسيج المدني، وتنظيم ندوة صحفية يوم الخميس المقبل بالدار البيضاء، لتسليط مزيد من الأضواء على الموضوع، وكذا تسطير برنامج عملي للخطوات المستقبلية التي سيقبل عليها هذا النسيج المدني من أجل الترافع والتحسيس بالمخاطر الإيكولوجية للمشروع." الحسين أرجدال – أخبار اليوم