هو أكثر أنواع المخدرات انتشارا في المغرب، والأكثر استهلاكا بين "ولاد اليوم"، البعض يصفه بالمخدر الشعبي، والبعض الآخر يعتبره بوابة رئيسية لعالم الضحك. بينما آخرون فيروون عنه قصصا بالغة الأهمية لتسببه في فقدان عقول المدمنين وقتلهم أيضا، إنه "المعجون". الصماكة، البربوقة، القاتلة، و"المندمة" مسميات يتداولها عشاق "البلية الشعبية" للإحالة إلى "المعجون"، ذلك أن كثيرون يعتقدون بأنه يرفع مدمنيه من عالم واقعي حيث المشاكل و"صداع الراس" إلى آخر وردي – إفتراضي، تنمحي فيه كل أشكال القهر والمعاناة، وتتسع في رحابه مساحة الضحك المجاني، ويرتفع في عليائها مستوى التفكير إلى أرقى درجاته لتحليل ظواهر والصور السوريالية التي تسقط فجأة في قعر مخيلتهم، أو للحصول على قوة إضافية بالنسبة للرياضيين الذين يرغبون في نشاط أكثر وشراهة في الأكل؛ ونظرا لارتفاع نسبة مدمني المعجون في صفوف الشباب في السنين الأخيرة، ارتأينا الغوص والذوبان وسط المدمنين والبزناسة للوقوف على أسباب تعاطي هؤلاء لهذا السم القاتل، الذي أدى بحياة الكثيرين خاصة في مناطق المدن الكبرى التي يكتسح فيها سوق المعجون آلاف الشباب، لنقف على مشارف عالم تتعدد فيه أسماء المعجون وكيفية تحضيرها، ونكتشف ما يعرفه كثيرون عن "المخدر الشعبي" مجرد نزر قليل، ذلك أن ما خفي كان أعظم. المعجون، المدمن والبزناس لا يختلف اثنان على أن "المعجون" هو المخدر الأكثر شعبية في المغرب، وهو حسب بعض المدمنين على تناوله، وسيلة لولوج عالم مثالي يوفر لزائريه نشوة طويلة، يعانقون من خلالها أحلامهم التي استعصى عليهم تحقيقها. والمعجون بعدما كان معروفا بشكله وطريقة تحضيره، التي كانت مألوفة عند الناس، أصبح الآن "صناعة" تشعبت روافدها لتنتج عنها أنواع أخرى حديثة العهد، ك"البربوقة، الصَمَّاكة، القاتلة، القرطاسة، المُنَدِّمَة، شكيليطة، وأسماء أخرى في طريقها إلى البروز، لاعتبارات عديدة، أهمها تنافس مروجو هذه الأنواع من المخدرات، لاحتكار سوق التخدير. بحيث يبتكر المروج لها أو "البزناس" تسمية مغرية لمنتوجه من المعجون، تحمل معاني ودلالات تهيج المدمنين على تناوله.. ولتقريب القارئ الذي كثيرا ما تهاطلت على مسامعه بعض الأسماء من هذا المخدر، قمنا بتجميع بعض المعلومات حول كل منها حتى تكتمل الصورة في الأذهان.. وللإشارة فقط فإن التطرق لموضوع حساس كهذا ليس الهدف منه إغراء الشباب بتناوله أو تحفيزهم على التعاطي لهذه الأنواع الجديدة من المخدرات، بل لنظهر فقط إلى أي حد يتفنن مروجو هذه الموبيقات في الإيقاع بالضحايا، بعدما يكونوا قد منحوهم تأشيرة الدخول إلى عالم الإدمان من بابه الواسع. التبواق درجات.. تختلف أنواع مخدر المعجون باختلاف طريقة تحضيرها، وكذا درجة تأثيرها، ومدة تخديرها للعقول المسلوبة والمنساقة وراء نشوة عابرة، ومن بين هذه الأنواع نجد: "البربوقة" وهي عبارة عن مخدر يحضرها المدمنون دون اللجوء إلى "البزناس"، وغالبا ما تكون سهلة التحضير، إذ يعتمد المدمن أو الذي يطرق باب الإدمان في صنعها على "المارخيوانا" فقط، وهي ما تبقى من "قبطة" الكيف بعد "تقصيصها" من طرف المدخن، أو نفايات الكيف التي ترمى في غالب الأحيان، حيث يستعمل مسحوقها مع الياغورت أو "سلو" أو البسكويت، و كأس شاي ساخن.. إذ بعد مرور لحظات يرحل صاحبنا إلى "عالم مزيف" يصعب مغادرته إلا إذا عاود الكرة مرة أخرى، ويقال لمستعمل هذه "البربوقة" ب "المبربق". القرطاسة: يتكون هذا المخدر من مواد طبيعية، تعتمد بالأساس على الأعشاب ك (الكوزة، الخشخاش أو خرشاشة، زيت العود، بسيبيسة، قرقلو، لسان الطير، إضافة إلى التقاوت، مع تدعيمه بنسبة كبيرة من "المارخيوانا"). وغالبا ما تباع القرطاسة عند البزناس الذي يتفنن في تحضيرها وشكل تلفيفها، حيث تباع ملفوفة في قطع بلاستيكية على شكل رصاصة. الصمَّاكة: وهي مخدر خطير يعتمد في تحضيره على حبوب الهلوسة (القرقوبي) ومسحوق البسكويت إضافة إلى الماريوانة، وغالبا ما تكون على شكل حبة (كاوكاو) أو أكبر منها بقليل، إذ بمجرد تناولها مصحوبة بكأس شاي ساخن حتى يفقد المدمن الشعور، ويحس كما لو أنه معزول عن العالم الخارجي، ويفقد يفقد القدرة على الإنصات. القاتلة: وهي أحسن تسمية لهذا المخدر الخطير الذي يعتمد أساسا في تحضيره على قطرات من دواء يمنح للمرضى ذوي القصور العقلي.. وأيضا مسحوق حبوب الهلوسة من نوع (دوبوان) إضافة إلى مسحوق البسكويت، هذه التركيبة تتسبب لمن يتناولها نشوة وقتية ، يتجرد من خلالها المدمن من صفة الآدمية، مما قد يدفعه إلى ارتكاب أي جرم بما فيه القتل.. وشعار المتعاطين لتناول "القاتلة" هو "لا شيء مستحيل". الفرشاخة: وهو مخدر من نوع خاص، يتم تحضيره بالاعتماد على "الحشيش"، بحيث يأخذ المدمن قطعة "حشيش" ويضعها في مقلاة مع بعض الزيت مضيفا إليها بيضة، ليحصل على وجبة مخدرة تحمله عند تناولها إلى عوالم خيالية مليئة بالصور الغريبة التي تشغله عن مشاكله اليومية، لكن خطورته تكمن في كونه يصيب الكبد مباشرة، ذلك أن تناولها حسب طبيب مختص أشبه بتناول سم فئران مخفف بدرجة 20 في المائة. شكيليطة: لا تختلف عن القاتلة في شيء سوى أنها إضافة إلى قطرات دواء المذكور.... وحبوب الهلوسة من نوع (دوبوان) تعتمد على الشوكولاته للزيادة لإبطال مفعول الطعم المر الذي تسببه تلك القطرات الطبية الخطيرة على صحة الإنسان العادي، وتكمن خطورة "شكيليطة" حسب أحد "البزناسة" في كونها تسبب استرخاء شديدا يصعب معه التفكير أو الحركة، كما أنها قد تسبب بعض المشاكل الصحية لمن يتناولها، إن لم نقل الموت المحقق حين الإفراط في بلع كميات كثيرة منها. وفي البربوقة شؤون في السبعينيات من القرن الماضي كان المعجون وسيلة للتسلية فقط، أو لإضفاء البهجة في التجمعات العائلية كالأعراس أو الأعياد وما شابه ذلك، حتى أن تركيبته كانت بريئة من كل ما يلوث شعبيته، فقد كان الناس آنذاك يعتمدون في تحضيره على الفواكه الجافة وبعض الأعشاب، من ضمنها (الكوزة)؛ أما الآن فقد اكتسح المعجون الذي دخلت عليه بعض المواد المخدرة السامة ( أعشاب و أدوية طبية محظورة) عالم الشباب، ونجد المعجون أو البربوقة حديث الشباب في المدارس والثانويات بل حتى الجامعات والمعاهد والملاعب الكروية.. يقول مصطفى تلميذ بثانوية إبي شعيب الدكالي بالدارالبيضاء، "بعد أن انقطعت عن تدخين الحشيش، لجأت إلى تعويض (هاذ البلية بالنفحة) لكن هذه الأخيرة "معفونة" فقد داومت على استعمالها قرابة سنة، لكنها سببت لي بعض المشاكل في الأنف وكذا الجلد، لالتجأ إلى (البربوقة)، فهي على الأقل توازي مفعول الحشيش ولا تحتاج إلى عمليات معقدة في تحضيرها، (البربوقة ماشي بحال لحشيش خاصك تقّاد الجوان وتفتخوا وتكميه)، هذه العملية تتطلب وقتا ومجهودا، أما البربوقة فأقتنيها من المدينة القديمة ويكفي أكلها مع تدعيمها بكأس شاي ساخن ليسري مفعولها في باقي الجسم.. وغالبا ما أتناولها قبل حصة الرياضة (مع الحركات ديال الرياضة البربوقة كتفركع)".. ولكل في (بربوقته شؤون)، فهناك من يعوض بتناولها التدخين أو النفحة، وبعضهم الآخر يرى فيها وسيلة لقضاء مآربه، فإبراهيم مثلا (30 سنة – بائع متجول) يرى فيها دعما لطرد الخجل، فهي حسب تعبيره تمكنه من استعمال الكلمات المناسبة لعرض منتوجاته في المقهى أو الشارع، يقول إبراهيم "العديد من الباعة المتجولين يستعملون حبوب الهلوسة أو يدخنون الحشيش، لكن هناك من لا يستعملون أيا منهما، أما أنا فقد أدمنت على تناول المعجون لأنه يساعدني على عرض منتوجي باحترافية للزبناء، كما يمكنني من انتقاء العبارات اللازمة لإقناع الزبون بشراء هذا المنتوج.. (المعجون كيطيح ليا البلانات)، لا أتصور أن أعمل دون تناوله، فقد أبلع يوميا أربع أو خمس (بربوقات) لأن واحدة أو اثنتين لا تكفيان لتخديري (تخلطات ليا مع الدم)"وأذا كان إبراهيم لا يعي خطورته فإن محمد (خياط) وجد نفسه ذات مرة بمصحة خاصة لغسل الأمعاء بعدما يناول "بربوقة" في ليلة رأس السنة (2012)، حيث كان قاب قوسين أو أدنى من موت محقق. البلية "فيمينين" ليس المعجون حكرا على الرجال فقط، بل هناك فتيات أيضا مدمنات على تناوله، فقد قادتهن رغبتهن في اقتحام عالم الرجال إلى استعمال المعجون كخطوة أولى قبل أن تطرقن باب التدخين أو الشيشا والمخدرات الأخرى.. تقول عائشة وهي من مواليد 1980: "أول مرة تناولت فيها المعجون كانت سنة 2004، بإحدى المقاهي بحي بورنازيل، كنت رفقة أصدقائي، وكانت إحدى صديقاتي تدخن الشيشا، كانت بين الفينة والأخرى تحثني على تدخينها، رفضت في البداية، لكن إلحاحها وتوسلها وكذا إغرائها دفعني إلى أن أجربها، وما هي إلا لحظة حتى شعرت بدوار كبير(نترت النترة الأولى وأنا نحس بالقهوة كتدور)، مباشرة بعد ذلك أمدني عشيقها بشيء ما ملفوف في ورق ألمنيوم، قال لي (هذا سلو)، أكلته ثم منحني كأس شاي ساخن.. لم تمر إلا بضع دقائق حتى أخذت كل الصور التي تلتقطها عيناي تتمايل، لقد أفرطت تلك الليلة في الضحك، لم أتوقف لحظة واحدة في كبح جماح ضحكة واحدة.. وبعد ذلك اليوم اكتشفت بأنني تناولت المعجون، لقد كسر "اللعين" كل الحواجز بيني وبين هؤلاء الشباب، إلى درجة أني في إحدى اللحظات وجدت نفسي في حضن شاب لم أتعرف عليه إلا في تلك المقهى مع صديقتي.. أقسمت بعد هذه (الشوهة) ألا أتاوله مرة ثانية، كما أني عزفت عن الذهاب إلى مثل هذه المقاهي التي يتفشى فيها هذا النوع من المخدرات". المعجون الخطر القاتل يقول طبيب مختص بمستشفى إبن رشد بالدارالبيضاء إنه عندما يلبي الشباب رغبتهم في تناول المعجون، فإنهم يسعون من وراء ذلك إلى تحقيق توازن نفسي، ترقى فيه نفوسهم إلى درجات الكمال أو التعويض عن حرمان مكبوت. فالمعجون بالنسبة لهم كالإسفنج، يمتص وفق اعتقادهم مشاكلهم التي استعصى عليهم حلها. لكنهم ينسون أو يتناسون أن للمعجون آثارا جانبية قد تعصف بعقولهم، إن لم نقل يتسبب في حالات الموت المفاجئ.. وكثيرة هي الحالات التي فقد فيها بعض المدمنين عقولهم جراء تناول كميات كثيرة من هذا السم الفتاك، بل هناك بعض الشباب الذين قضوا نحبهم بسبب المعجون.. وتعرف مستشفيات الدارالبيضاء مثلا توافد حالات تصنف في درجة الخطورة، والسبب تناولها بإفراط للمعجون، وغالبا ما تتم معالجتهم بإخضاعهم لعملية غسل المعدة... ويتابع المختص أن منطقة الهراويين والتقلية والأحياء الشعبية بالدارالبيضاء تستفحل فيها ظاهرة المعجون بكثرة، " فقد لقي سنة 2003 شابا نحبه، بعد أن تسبب له المعجون في ورم خبيث على مستوى الرجل، التي تعرضت للبتر فيما بعد، لينتقل الورم إلى باقي الجسم، وبالتالي فقد حياته؛ كما فقد شاب في كاريان طوما عقله، إثر إفراطه في تناول كميات كثيرة من المعجون". الهدهد ربيعة الغشوة هو أكثر أنواع المخدرات انتشارا في المغرب، والأكثر استهلاكا بين "ولاد اليوم"، البعض يصفه بالمخدر الشعبي، والبعض الآخر يعتبره بوابة رئيسية لعالم الضحك. بينما آخرون فيروون عنه قصصا بالغة الأهمية لتسببه في فقدان عقول المدمنين وقتلهم أيضا، إنه "المعجون". الصماكة، البربوقة، القاتلة، و"المندمة" مسميات يتداولها عشاق "البلية الشعبية" للإحالة إلى "المعجون"، ذلك أن كثيرون يعتقدون بأنه يرفع مدمنيه من عالم واقعي حيث المشاكل و"صداع الراس" إلى آخر وردي – إفتراضي، تنمحي فيه كل أشكال القهر والمعاناة، وتتسع في رحابه مساحة الضحك المجاني، ويرتفع في عليائها مستوى التفكير إلى أرقى درجاته لتحليل ظواهر والصور السوريالية التي تسقط فجأة في قعر مخيلتهم، أو للحصول على قوة إضافية بالنسبة للرياضيين الذين يرغبون في نشاط أكثر وشراهة في الأكل؛ ونظرا لارتفاع نسبة مدمني المعجون في صفوف الشباب في السنين الأخيرة، ارتأينا الغوص والذوبان وسط المدمنين والبزناسة للوقوف على أسباب تعاطي هؤلاء لهذا السم القاتل، الذي أدى بحياة الكثيرين خاصة في مناطق المدن الكبرى التي يكتسح فيها سوق المعجون آلاف الشباب، لنقف على مشارف عالم تتعدد فيه أسماء المعجون وكيفية تحضيرها، ونكتشف ما يعرفه كثيرون عن "المخدر الشعبي" مجرد نزر قليل، ذلك أن ما خفي كان أعظم. المعجون، المدمن والبزناس لا يختلف اثنان على أن "المعجون" هو المخدر الأكثر شعبية في المغرب، وهو حسب بعض المدمنين على تناوله، وسيلة لولوج عالم مثالي يوفر لزائريه نشوة طويلة، يعانقون من خلالها أحلامهم التي استعصى عليهم تحقيقها. والمعجون بعدما كان معروفا بشكله وطريقة تحضيره، التي كانت مألوفة عند الناس، أصبح الآن "صناعة" تشعبت روافدها لتنتج عنها أنواع أخرى حديثة العهد، ك"البربوقة، الصَمَّاكة، القاتلة، القرطاسة، المُنَدِّمَة، شكيليطة، وأسماء أخرى في طريقها إلى البروز، لاعتبارات عديدة، أهمها تنافس مروجو هذه الأنواع من المخدرات، لاحتكار سوق التخدير. بحيث يبتكر المروج لها أو "البزناس" تسمية مغرية لمنتوجه من المعجون، تحمل معاني ودلالات تهيج المدمنين على تناوله.. ولتقريب القارئ الذي كثيرا ما تهاطلت على مسامعه بعض الأسماء من هذا المخدر، قمنا بتجميع بعض المعلومات حول كل منها حتى تكتمل الصورة في الأذهان.. وللإشارة فقط فإن التطرق لموضوع حساس كهذا ليس الهدف منه إغراء الشباب بتناوله أو تحفيزهم على التعاطي لهذه الأنواع الجديدة من المخدرات، بل لنظهر فقط إلى أي حد يتفنن مروجو هذه الموبيقات في الإيقاع بالضحايا، بعدما يكونوا قد منحوهم تأشيرة الدخول إلى عالم الإدمان من بابه الواسع. التبواق درجات.. تختلف أنواع مخدر المعجون باختلاف طريقة تحضيرها، وكذا درجة تأثيرها، ومدة تخديرها للعقول المسلوبة والمنساقة وراء نشوة عابرة، ومن بين هذه الأنواع نجد: "البربوقة" وهي عبارة عن مخدر يحضرها المدمنون دون اللجوء إلى "البزناس"، وغالبا ما تكون سهلة التحضير، إذ يعتمد المدمن أو الذي يطرق باب الإدمان في صنعها على "المارخيوانا" فقط، وهي ما تبقى من "قبطة" الكيف بعد "تقصيصها" من طرف المدخن، أو نفايات الكيف التي ترمى في غالب الأحيان، حيث يستعمل مسحوقها مع الياغورت أو "سلو" أو البسكويت، و كأس شاي ساخن.. إذ بعد مرور لحظات يرحل صاحبنا إلى "عالم مزيف" يصعب مغادرته إلا إذا عاود الكرة مرة أخرى، ويقال لمستعمل هذه "البربوقة" ب "المبربق". القرطاسة: يتكون هذا المخدر من مواد طبيعية، تعتمد بالأساس على الأعشاب ك (الكوزة، الخشخاش أو خرشاشة، زيت العود، بسيبيسة، قرقلو، لسان الطير، إضافة إلى التقاوت، مع تدعيمه بنسبة كبيرة من "المارخيوانا"). وغالبا ما تباع القرطاسة عند البزناس الذي يتفنن في تحضيرها وشكل تلفيفها، حيث تباع ملفوفة في قطع بلاستيكية على شكل رصاصة. الصمَّاكة: وهي مخدر خطير يعتمد في تحضيره على حبوب الهلوسة (القرقوبي) ومسحوق البسكويت إضافة إلى الماريوانة، وغالبا ما تكون على شكل حبة (كاوكاو) أو أكبر منها بقليل، إذ بمجرد تناولها مصحوبة بكأس شاي ساخن حتى يفقد المدمن الشعور، ويحس كما لو أنه معزول عن العالم الخارجي، ويفقد يفقد القدرة على الإنصات. القاتلة: وهي أحسن تسمية لهذا المخدر الخطير الذي يعتمد أساسا في تحضيره على قطرات من دواء يمنح للمرضى ذوي القصور العقلي.. وأيضا مسحوق حبوب الهلوسة من نوع (دوبوان) إضافة إلى مسحوق البسكويت، هذه التركيبة تتسبب لمن يتناولها نشوة وقتية ، يتجرد من خلالها المدمن من صفة الآدمية، مما قد يدفعه إلى ارتكاب أي جرم بما فيه القتل.. وشعار المتعاطين لتناول "القاتلة" هو "لا شيء مستحيل". الفرشاخة: وهو مخدر من نوع خاص، يتم تحضيره بالاعتماد على "الحشيش"، بحيث يأخذ المدمن قطعة "حشيش" ويضعها في مقلاة مع بعض الزيت مضيفا إليها بيضة، ليحصل على وجبة مخدرة تحمله عند تناولها إلى عوالم خيالية مليئة بالصور الغريبة التي تشغله عن مشاكله اليومية، لكن خطورته تكمن في كونه يصيب الكبد مباشرة، ذلك أن تناولها حسب طبيب مختص أشبه بتناول سم فئران مخفف بدرجة 20 في المائة. شكيليطة: لا تختلف عن القاتلة في شيء سوى أنها إضافة إلى قطرات دواء المذكور.... وحبوب الهلوسة من نوع (دوبوان) تعتمد على الشوكولاته للزيادة لإبطال مفعول الطعم المر الذي تسببه تلك القطرات الطبية الخطيرة على صحة الإنسان العادي، وتكمن خطورة "شكيليطة" حسب أحد "البزناسة" في كونها تسبب استرخاء شديدا يصعب معه التفكير أو الحركة، كما أنها قد تسبب بعض المشاكل الصحية لمن يتناولها، إن لم نقل الموت المحقق حين الإفراط في بلع كميات كثيرة منها. وفي البربوقة شؤون في السبعينيات من القرن الماضي كان المعجون وسيلة للتسلية فقط، أو لإضفاء البهجة في التجمعات العائلية كالأعراس أو الأعياد وما شابه ذلك، حتى أن تركيبته كانت بريئة من كل ما يلوث شعبيته، فقد كان الناس آنذاك يعتمدون في تحضيره على الفواكه الجافة وبعض الأعشاب، من ضمنها (الكوزة)؛ أما الآن فقد اكتسح المعجون الذي دخلت عليه بعض المواد المخدرة السامة ( أعشاب و أدوية طبية محظورة) عالم الشباب، ونجد المعجون أو البربوقة حديث الشباب في المدارس والثانويات بل حتى الجامعات والمعاهد والملاعب الكروية.. يقول مصطفى تلميذ بثانوية إبي شعيب الدكالي بالدارالبيضاء، "بعد أن انقطعت عن تدخين الحشيش، لجأت إلى تعويض (هاذ البلية بالنفحة) لكن هذه الأخيرة "معفونة" فقد داومت على استعمالها قرابة سنة، لكنها سببت لي بعض المشاكل في الأنف وكذا الجلد، لالتجأ إلى (البربوقة)، فهي على الأقل توازي مفعول الحشيش ولا تحتاج إلى عمليات معقدة في تحضيرها، (البربوقة ماشي بحال لحشيش خاصك تقّاد الجوان وتفتخوا وتكميه)، هذه العملية تتطلب وقتا ومجهودا، أما البربوقة فأقتنيها من المدينة القديمة ويكفي أكلها مع تدعيمها بكأس شاي ساخن ليسري مفعولها في باقي الجسم.. وغالبا ما أتناولها قبل حصة الرياضة (مع الحركات ديال الرياضة البربوقة كتفركع)".. ولكل في (بربوقته شؤون)، فهناك من يعوض بتناولها التدخين أو النفحة، وبعضهم الآخر يرى فيها وسيلة لقضاء مآربه، فإبراهيم مثلا (30 سنة – بائع متجول) يرى فيها دعما لطرد الخجل، فهي حسب تعبيره تمكنه من استعمال الكلمات المناسبة لعرض منتوجاته في المقهى أو الشارع، يقول إبراهيم "العديد من الباعة المتجولين يستعملون حبوب الهلوسة أو يدخنون الحشيش، لكن هناك من لا يستعملون أيا منهما، أما أنا فقد أدمنت على تناول المعجون لأنه يساعدني على عرض منتوجي باحترافية للزبناء، كما يمكنني من انتقاء العبارات اللازمة لإقناع الزبون بشراء هذا المنتوج.. (المعجون كيطيح ليا البلانات)، لا أتصور أن أعمل دون تناوله، فقد أبلع يوميا أربع أو خمس (بربوقات) لأن واحدة أو اثنتين لا تكفيان لتخديري (تخلطات ليا مع الدم)"وأذا كان إبراهيم لا يعي خطورته فإن محمد (خياط) وجد نفسه ذات مرة بمصحة خاصة لغسل الأمعاء بعدما يناول "بربوقة" في ليلة رأس السنة (2012)، حيث كان قاب قوسين أو أدنى من موت محقق. البلية "فيمينين" ليس المعجون حكرا على الرجال فقط، بل هناك فتيات أيضا مدمنات على تناوله، فقد قادتهن رغبتهن في اقتحام عالم الرجال إلى استعمال المعجون كخطوة أولى قبل أن تطرقن باب التدخين أو الشيشا والمخدرات الأخرى.. تقول عائشة وهي من مواليد 1980: "أول مرة تناولت فيها المعجون كانت سنة 2004، بإحدى المقاهي بحي بورنازيل، كنت رفقة أصدقائي، وكانت إحدى صديقاتي تدخن الشيشا، كانت بين الفينة والأخرى تحثني على تدخينها، رفضت في البداية، لكن إلحاحها وتوسلها وكذا إغرائها دفعني إلى أن أجربها، وما هي إلا لحظة حتى شعرت بدوار كبير(نترت النترة الأولى وأنا نحس بالقهوة كتدور)، مباشرة بعد ذلك أمدني عشيقها بشيء ما ملفوف في ورق ألمنيوم، قال لي (هذا سلو)، أكلته ثم منحني كأس شاي ساخن.. لم تمر إلا بضع دقائق حتى أخذت كل الصور التي تلتقطها عيناي تتمايل، لقد أفرطت تلك الليلة في الضحك، لم أتوقف لحظة واحدة في كبح جماح ضحكة واحدة.. وبعد ذلك اليوم اكتشفت بأنني تناولت المعجون، لقد كسر "اللعين" كل الحواجز بيني وبين هؤلاء الشباب، إلى درجة أني في إحدى اللحظات وجدت نفسي في حضن شاب لم أتعرف عليه إلا في تلك المقهى مع صديقتي.. أقسمت بعد هذه (الشوهة) ألا أتاوله مرة ثانية، كما أني عزفت عن الذهاب إلى مثل هذه المقاهي التي يتفشى فيها هذا النوع من المخدرات". المعجون الخطر القاتل يقول طبيب مختص بمستشفى إبن رشد بالدارالبيضاء إنه عندما يلبي الشباب رغبتهم في تناول المعجون، فإنهم يسعون من وراء ذلك إلى تحقيق توازن نفسي، ترقى فيه نفوسهم إلى درجات الكمال أو التعويض عن حرمان مكبوت. فالمعجون بالنسبة لهم كالإسفنج، يمتص وفق اعتقادهم مشاكلهم التي استعصى عليهم حلها. لكنهم ينسون أو يتناسون أن للمعجون آثارا جانبية قد تعصف بعقولهم، إن لم نقل يتسبب في حالات الموت المفاجئ.. وكثيرة هي الحالات التي فقد فيها بعض المدمنين عقولهم جراء تناول كميات كثيرة من هذا السم الفتاك، بل هناك بعض الشباب الذين قضوا نحبهم بسبب المعجون.. وتعرف مستشفيات الدارالبيضاء مثلا توافد حالات تصنف في درجة الخطورة، والسبب تناولها بإفراط للمعجون، وغالبا ما تتم معالجتهم بإخضاعهم لعملية غسل المعدة... ويتابع المختص أن منطقة الهراويين والتقلية والأحياء الشعبية بالدارالبيضاء تستفحل فيها ظاهرة المعجون بكثرة، " فقد لقي سنة 2003 شابا نحبه، بعد أن تسبب له المعجون في ورم خبيث على مستوى الرجل، التي تعرضت للبتر فيما بعد، لينتقل الورم إلى باقي الجسم، وبالتالي فقد حياته؛ كما فقد شاب في كاريان طوما عقله، إثر إفراطه في تناول كميات كثيرة من المعجون".