في إطار المجهودات، التي تقوم بها وزارة الصحة في تعيين أطباء جدد على المستوى الوطني، استفاد إقليم سيدي إفني مؤخرا من تعيين دفعة من الأطباء بهذا الإقليم الفتي، الذي يعرف نقصا كبيرا في الأطباء سواء الطب العام أو ذات الاختصاص. وحسب مصادر مطلعة، تم تعيين مجموعة أطباء من بينهم طبيبة في طب الأطفال واختصاصي في الصيدلة، اللذين عينا بالمستشفى الإقليمي بسيدي إفني المدينة، في حين عين الباقي بجماعات مختلفة داخل الإقليم، وحسب ما وصلنا من أخبار... فإن اثنين من الأطباء (طبيب وطبيبة) في الطب العام رفضوا التوقيع على قرارات التعيين، وبالتالي رفضوا الالتحاق بمقرات عملهما بكل من المركز الصحي الحضري بمركز بلدية الأخصاص والمركز الصحي إدو علي بالجماعة القروية سيدي عبد الله أبلعيد قيادة أيت الرخا. وتجدر الإشارة أن هذين المركزين يتوفران على طبيبين، لكنهما استفادا مؤخرا بالحركة الانتقالية الوطنية (بالنسبة للمركز الصحي بالأخصاص هناك شرط وجود طبيب خلف حتى يكتمل الانتقال) . من جهة أخرى لازال إقليم سيدي افني يعاني نقصا كبيرا من الأطباء خاصة ذوي الاختصاص في الجراحة والطب الباطني وطب الأطفال إلى غير ذلك من الاختصاصات.. كما أن جل المراكز الصحية بمختلف جماعات الإقليم لا تتوفر على الموارد البشرية الكافية من ممرضات وممرضين، الشيء الذي يرغم الكثير من المواطنين على التوجه إلى مراكز صحية بعيدة مجهزة ولها خدمات طبية أحسن، أو التنقل في الغالب نحو وجهة مدينة تيزنيت التي تتوفر على مستشفى إقليمي يضم عدة اختصاصات، وكذا أطباء في القطاع الخاص موزعين على عدة نقط بالمدينة. ورغم المجهودات التي تقوم بها الوزارة المعنية في تزويد المراكز الصحية بالدواء الممنوح للمرضى بالمجان خاصة بالعالم القروي فإن الحصة التي تصل من المندوبية الإقليمية إلى كل مركز صحي على حدة تبقى دون المستوى المطلوب خصوصا في هذه الأوقات من السنة، التي تعرف انتشار أمراض خطيرة ومعدية (الأمراض المرتبطة بالجهاز التنفسي واللوزتين وضربات الشمس الخطيرة) . من جهة أخرى، انخرطت فعاليات المجتمع المدني في إصلاح القاعات العلاجية وبناء مقرات صحية بمناطق نائية، وتتوخى من مثل هذه المساهمات أن تقوم السلطات الإقليمية والجهات المختصة كالمندوبية الإقليمية للصحة بسيدي إفني دراسة إمكانية تزويد هذه المقرات بموارد بشرية مساهمة منهما في تقريب الخدمات الطبية للمواطنين البسطاء والمحتاجين لمثل هذه الخدمات مع تسهيل القوافل الصحية المتنقلة داخل الإقليم خاصة منها تلقيح الأطفال حديثي الولادة .