علمت «المساء» أن إبراهيم الحافيدي، رئيس مجلس جهة سوس -ماسة -درعة، لجأ إلى قيادة حزب التجمع الوطني للأحرار من أجل مساندته في الترشح للانتخابات التشريعية المقبلة، بعد أن أبدى مجموعة من أعيان الحزب تحفُّظَهم على ترشحه لأسباب عزوها إلى كون الحافيدي من الأطر التي لا حظوظ لها على أرض الواقع وإلى أنه لا يتوفر على الإمكانيات المالية التي تؤهله إلى خوض الانتخابات على مستوى دائرته، الأمر الذي جعل هذا الأخير يعرض الملف على القيادة الوطنية... للحزب من أجل النظر فيه. ويأتي هذا في الوقت الذي ذكرت مصادر مقربة من الموضوع أن الحافيدي، بحكم ماضيه الجمعوي، أصبح مدعوما بنخبة من الأطر الجمعوية والشباب الراغبين في التغير، مما قد يرفع حظوظه في المرور إلى قبة البرلمان. وستجعل كل هذه المعطيات السباق نحو ال25 من نونبر المقبل «ساخنا» في بيت «الأحرار» في سوس، خاصة على مستوى دائرة شتوكة -أيت باها. وقد يتكرر نفس السيناريو على مستوى دائرة أكادير، التي ما تزال تعرف غموضا بشأن الشخصية التي قد تعوض لحسن بيجديكن، قيدوم برلمانيي الأحرار، الذي تتحدث الأوساط السياسية عن عدم اعتزامه الترشح للانتخابات البرلمانية بسبب الخلاف العميق الذي يجمعه مع عزيز أخنوش، الرجل القوي في سوس، وكذا لعامل السن، الذي لم يعد يسعفه في خوض غمار «المعارك الانتخابية»، وهو ما سيفتح المجال أمام تلاميذه النجباء من رؤساء الجماعات القروية المطلة على خليج أكادير، والتي تحدثت آخر الأنباء التي تسربت من كواليس اللقاءات المغلقة عن أن هؤلاء التلاميذ قد أعدوا خطة ل»الانقلاب» على أستاذهم وترشيح واحد من بينهم. أما على مستوى دائرة تزنيت، فإن الإرهاصات الأولية كشفت عن كون السباق سيكون على أشده بين عزيز أخنوش، وزير الفلاحة، وعبد اللطيف أعمو، رئيس بلدية تزنيت، الأمر الذي جعل الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية عبد الجبار القسطلاني يفكر في مغادرة هذه الدائرة، التي منحته ولايتين متتابعتين، ليشد الرحال نحو دائرة إنزكان -أيت ملول، التي تعرف فراغا كبيرا بسبب غياب مرشح يملك حظوظا قوية في هذه الدائرة، التي تعتبر فيها إنزكان قطب الرحى في أي حراك سياسي في سوس. وعزت بعض الأوساط السياسية المتتبعة للموضوع رغبة رفاق بنكيران في «التضحية» بكاتبهم الجهوي في إنزكان إلى رغبتهم في تجاوز العديد من ردود الفعل السلبية التي أثارها أداء مستشاري الحزب على مستوى الإقليم، خاصة في المجلس البلدي لإنزكان، إلا أن تحليلات أخرى تذهب إلى أن غياب بديل قوي في الإقليم سيقوي من حظوظ حزب «المصباح» في الحفاظ على مقعده البرلماني في الإقليم. وذكرت بعض المصادر المتتبعة لنوايا الترشح أن الذين عبّروا، إلى حد الساعة، عن رغبتهم في دخول غمار الاستحقاقات البرلمانية في دائرة إنزكان هم إبراهيم الصوم، عضو المجلس الإقليمي لإنزكان -أيت ملول، ورئيس الجماعة القروية «التمسية» وإبراهيم أخراز، النائب التاسع لرئيس بلدية إنزكان، عن الحزب الدستوري، والذي تم الإعلان عن ترشيحه بحضور بعض تجار إنزكان خلال مؤدبة عشاء في بيت الرئيس، وزمرة من أعضاء المجلس البلدي لإنزكان، في حين أجمعت كل الجهات المتتبعة للمشهد السياسي في إنزكان على أن محمد أمولود، رئيس بلدية إنزكان والنائب البرلماني، قد عبّر، غير ما مرة، عن رغبته في عدم الترشح إلى البرلمان، بل إن بعض المقربين منه يؤكدون أن الرجل أصبح يفكر في اعتزال السياسة بشكل نهائي. كما أن من بين المرشحين على مستوى هذه الدائرة العربي كانسي، الرئيس الحالي لبلدية «القليعة»، عن حزب الأحرار، فيما لم يحسم الاتحاديون بعدُ في اسم مرشحهم على مستوى هذه الدائرة، بدعوى أن الهياكل هي التي تحسم في أسماء المرشحين. غير أن الأنباء المتسربة من كواليس الإتحادين في إنزكان تؤشر على حيرة الإاتحادين في أي الأسماء سيتم ترشيحها للاستحقاقات القادمة، حيث بلغت لائحة الترشيحات ما يقارب 11 مترشحا، لكن الأسماء التي تتردد بشكل كبير هي كل من الطيب الحسناوي، عضو المجلس البلدي لأيت ملول، وسومان، النائب البرلماني السابق للحزب في إنزكان. وقد أرجعت بعض المصادر المقربة من الاتحاديين في إنزكان سبب كثرة الترشيحات إلى ردة فعل الاتحاديين على الطريقة التي أعلن بها الحسين أضرضور، رئيس بلدية آيت ملول، دعمه لنائبه في المجلس الطيب الحسناوي، التي اعتبروها طريقة «فوقية» لفرض المرشح، وهو ما يؤشر حسب المتتبعين على أن البيت الاتحادي لن يهدأ في الأيام القليلة المقبلة. أما على مستوى دائرة شتوكة -آيت باها، فإن الصراع سيحتدم بين اثنين من القيادات الشابة لحزب الاستقلال، ويتعلق الأمر بكل من إبراهيم باط، الكاتب الإقليمي للاتحاد العام للشغالين، وعلي البرهيشي، الذي يقود المعارضة في أكبر جماعة في الإقليم، وبين البرلمانيين الكبيريْن للحزب على مستوى هذه الدائرة، وهما كل من سعيد الضور، العضو المعارض في بلدية أكادير ورئيس غرفة الصناعة والتجارة في المدينة، وعضو مجلس المستشارين، سعيد كرم. ويأتي هذا في الوقت الذي يعرف الحزب الاشتراكي الموحد تفككا على مستوى القواعد في الإقليم بسبب تشبث زعماء الحزب بمناصبهم وكذا لعدم وضوح رؤية الحزب بخصوص المشاركة في الاستحقاقات القادمة، مما دفع رئيس جماعة «بلفاع» إلى طلب التزكية من الاتحاد الاشتراكي، الذي رفضت قواعده منح هذه التزكية، فلجأ إلى حزب التقدم والاشتراكية، الذي ما تزال المفاوضات جارية معه إلى حدود الساعة. أما البرلماني الحالي للحزب الاشتراكي الموحد في دائرة شتوكة -آيت باها، لحسن فتح الله، فقد صرح لمقربين منه أنه في حالة ما إذا قرر حزبه عدم المشاركة، فإنه سيسعى إلى طلب التزكية من حزب آخر.
محفوظ آيت صالح المساء - السبت 10 سبتمبر 2011 العدد : 1544