إن تاريخ قبائل أيت باعمران تاريخ عظيم صنعه رجال ونساء هذه القبائل،خصوصا في فترة الاستعمار الإسباني بالمنطقة منذ 1934 بعد معاهدة أمزدوغ،لكن المقاومة الشديدة التي واجهها المستعمر أدت في نهاية المطاف إلى خروجه من مدينة سيدي إفني والقبائل المجاورة لها سنة 1969.لكن رفض الساكنة الخضوع لأطماع إسبانيا، جعلت المستعمر يسلب الساكنة أملاكها وينتزع منهاوثائق ملكيتها لهذه الأراضي.وهذا ما دفع الساكنة إلى إستغلال هذه الأراضي عن طريق عرف الأجداد لكن دون أية وثيقة تتبت أن الأراضي في ملكيتهم الخاصة. وتمة من المقاومين من يقول إن وثائقهم سلمت لأحد أتباع الاستعمار الإسباني لكنها لم ترجع لأصحابها . غير أن مسلسل السلب لم ينتهي ولم يتوقف بمجرد انتهاء الهيمنة الاسبانية،بل عاد و طال نفس القبائل التي أسست لنفسها تاريخا يحتفل به على الصعيد الوطني،تحت غطاء ما سمي بتحديد الملك الغابوي و حماية شجرة أركان من طرف إدارة المياه والغابات ،هذه الأخيرة التي عمت إلى تحفيظ ممتلكات الساكنة بشكل غير قانوني منذ سنة 2002 ، حيت أن الساكنة لم تكن على علم بما يجري، وذلك نظرا لكون أغلب مجالسها انتخب على رأسها أميون ليست لهم القدرة على فهم و استنباط نوايا هذه الادارة، ولم تعلق أي إعلان للتحفيض الذي ستقوم به المياه والغابات،حتى يتسنى للساكنة الطعن فيه. فإدارة المياه والغابات تدعي أنها إتبعت المساطير القانونية والسلطة تدعي هي أيضا أنها قامت بتعليق إعلان عن التحفيض.والساكنة في غفلة من أمرها،والمجالس القروية كأنها غير موجودة أوربما أنها صادقت على التحفيظ دون إطلاع.هنا تبرز لنا إشكالات يجب تفسيرها. أولا مشكلة مياه والغابات التي تدعي أنها تسعى إلى حماية شجر الأركان الذي تزخر به المنطقة،لكنها تسعى إلى ترحيل الساكنة من أراضيها دون حق وتسعى إلى جعل غابة أيت باعمران محمية لا منطقة سكنية ربما قصد كرائها لأمراء الخليج كما فعلت في نواحي إقليم طاطا . هنا يطرح السؤال: أ لسنا مغاربة؟ أليس لنا حق العيش الكريم والحياة الكريمة ؟ .كل هذه الأسئلة لم نجد لها تفسيرا ولا أجوبة شافية، بل إن إدارة المياه والغابات أدخلت بيوت سكنية داخل التحفيظ الغابوي،مستي نموذجا حيت أكدت بعض المصادر أنه تم تغريم أحد السكان حوالي 100000.00 درهم أي عشرة ملايين سنتيم.بمجرد أنه قام ببعض إصلاحات على ملكه الخاص. كما أن إدارة المياه والغابات قامت لسنوات خلت بإطلاق الخنازير البرية داخل غابة أيت باعمران، وهو ما أصبح يشكل خطرا على ممتلكات الساكنة وحتى على حياتها. وفي الأيام القليلة الماضية قامت مجموعة من الكلاب المتوحشة بألحاق خسائر جسيمة بماشية الساكنة ،يروج أن إدارة المياه و الغابات هي من يقف وراء تواجد هذه الكلاب المفترسة، لكن تم بحمد الله ،القضاء عليها من طرف الساكنة . ثانيا مشكلة السلطات المحلية التي إدعت أنها لم تسجل أي اعتراض على التحفيض الغابوي كما صرح قائد قيادة مستي في دورة أبريل بجماعة إمي نفاست،و أنها أدت واجبها عبر تعلق الإعلانات بجميع الجماعات القروية. هنا تكمن المشكلة ، هل الساكنة واعية بمايجري كي تقدم إعتراضها ضد الملك الغابوي؟. تم إن الساكنة جلهم أميون لا يعرفون حتى كتابة أسمائهم القصيرة،فما بالك قراءة إعلان والتعجيل بتقديم إعتراضا للسلطات المحلية ثم إن الساكنة لحد الساعة لا تعلم حتى معنى التحفيظ الغابوي. كان على السلطات أن اتقوم بواجبها عبر توجيه الساكنة وتشرح لها معنى هذا التحفيظ وما هي أهدافه و مراحله بشراكة مع إدارة المياه و الغابات ،عوض اللجوء إلى تحايل و أساليب تجعل المواطن أمام الأمر الواقع. ثالثا مشكلة المجالس المنتحبة فعوض أن يلتجئ المجالس إلى إستفسار مياه والغابات حول جدوى هذا التحفيظ وما إيجاباته وسلبياته على الساكنة، وكذا عدم إستعانتهم بالخبراء حول هذا الجانب ،لكن عدم وعي هؤلاء المنتخبين سهل بشكل غير مباشر في تمرير مقترحات المياه والغابات .ربما دون إطلاع. وربما أيضا حتى التوقيع على التحفيظ الغابوي.ويراج على أن المياه والغابات قدمت لهم المشروع في قالب أخر غير هذا . ختاما يجب على الساكنة أن تصعد من حملاتها الإحتجاجية لرفض هذا التحديد جملة وتفصيلا. وتلجأ إلى تشكيل إئتلاف قوي يشمل جميع المتضررين من هذا القرار، ونرفض المصطلح القائل أيت باعمران من الماضي المجيد إلى الحاضر المهمش. بقلم : حسن بداني