ذ.محمد أزرور الوثيقة هي جواز التلقيح، وخير الأنام هو بالطبع سيدنا محمد عليه وعلى اله أفضل الصلاة والتسليم، أرسله الله رحمة مهداة إلى العالمين ليضع عنهم الأغلال التي كانت عليهم ويحررهم من ربق العبودية والاستبداد. لكن..ما وجه المناسبة بينهما؟ المناسبة هي أنه وفي ليلة عيد المولد النبوي الشريف الذي يحتفل به المغاربة والعالم الإسلامي قاطبة، وفي غفلة من الجميع، أصدرت الحكومة بلاغا عبر قنواتها الرسمية حول إلزامية التوفر على وثيقة الإصر والأغلال للتمتع بحقوق المواطنة من سفر وتنقل وتنزه وتبضع ورياضة وترفيه..والحصول على الوثائق الإدارية والذهاب إلى مقرات العمل… هكذا وبجرة قلم انتزعت منا نحن الملقحين وغير الملقحين كافة حقوقنا الدستورية والقانونية والإدارية علما أن التلقيح كإجراء طبي هو أمر اختياري ولا حق لأحد أن يجبره على أحد بإجماع جميع المواثيق والقوانين والمعاهدات الدولية. هكذا وبجرة فلم أصبحنا عبيدا مجردين من جميع حقوقنا الإنسانية الأساسية في ليلة عيد المولد النبوي الشريف، عيد نبي الرحمة والحرية ورسول السلام والإسلام. فهل هناك إساءة لنبي الإسلام أكثر من هذه؟ أن نستعبد في أرضنا ليلة مولد محرر العبيد عليه أفضل الصلوات والتسليم؟ أن تدنس هذه الذكرى العزيزة على قلوب المغاربة المسلمين بهذا القرار الجائر؟ لقد انتهك كل شيء على أرض الأولياء والصالحين ولم تسلم حتى الذكريات وعلى رأسها ذكرى عيد المولد النبوي الشريف. لماذا يصمت علماء وفقهاء المغرب حول هذه الإساءة؟ كيف يتم استغلال مناسبة دينية لتمرير قرار ظالم في حق المغاربة؟ هل أصبح التلقيح من المقدسات أيضا؟ لقد انحدرنا إلى الدرك الأسفل من الانحطاط والوصولية والانتهازية في السياسة. لم تبق أي حرمة لرموزنا الدينية ولا أي مهابة أو إجلال لشخص نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام. فيا رسول الله..يا رسول الله..وا رسول الله..وا رسول الله.. السلام عليك وأنت القائل ′′اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به′′ وا رسول الله..لقد جار علينا ولاة أمورنا وشقوا علينا فكن خصمهم الآن وأنت راقد في روضتك الشريفة وادع الله لنا أن يقتص منهم في الدنيا قبل الآخرة. ويوم القيامة نعرض جميعا على رب الأرباب وملك الملوك ليحكم بيننا بالحق وهو خير الحاكمين. آمين..آمين..آمين. وصلى الله وسلم وبارك عليك يا أفضل خلق الله.