يسود غضب كبير وسط أعضاء اللجنة الإقليمية للمراعي بتيزنيت ، المكلفة بتأطير تنقلات الرعاة الرحل والحرص على مصالح ساكنة المناطق المعنية وملاحقة الرعاة الرُّحل الخارجين عن القانون . هذه اللجنة التي تضم في عضويتها محلفين مكلفين بتنزيل مقتضيات القانون رقم 113.13 ، ومن بينها تحرير محاضر المخالفات و التفعيل الأنسب لحسن تدبير النشاط الرعوي التقليدي بما يضمن احترام الموارد المعيشية للساكنة المحلية وعدم المساس بمصالحها واستقرارها، وبما يكفل كذلك استمرارية هذا النشاط الرعوي المرخص له. و أوعز مصدر داخل اللجنة لموقع "تيزبريس "،أن سبب هذا الغضب مردُّه ما يتعرضون له أثناء تأديتهم لعملهم ، من إهانات بالسب و القذف و التهديد من طرف الرعاة الرحل بمختلف جماعات الإقليم . وكشف مصدرنا ، أن الوضع وصل إلى منعطف خطير ، أصبح فيه أعضاء اللجنة و كأنهم يخاطرون بحياتهم و يخافون في كل خرجة معاينة أن يصيبهم مكروه . وأوضح مصدرنا أن الكل داخل اللجنة بما فيه رجال السلطة و عناصر الدرك الملكي ، يُعامَلون باستخفاف من طرف بعض الرعاة الرحل من ذوي النفوذ . « هادشي ماشي معقول صافي اولينا في عهد السيبة ، ما كاين لا قانون لا حماية للممتلكات ..راه بزاف هادشي ، هادو مابقاو رُحّل ، هادو راه عصابة بكل ما تحمل الكلمة من معنى » ، يضيف المتحدث الى تيزبريس . ويحكي ذات المصدر كيف تعرض أعضاء اللجنة اكثر من مرة للتهديد بالقتل والضرب والسب والشتم ،مضيفا : « اولينا تا نهربو باش غير نجمو الارواح ديالنا اولا تجي فينا شي ضربة او نصدقو شادين القنط، صافي راه الهيبة ديال الدولة طاحت قدام هاد العصابات » ويحكي ذات المصدر كيف تعرض أعضاء من اللجنة للهجوم بالمقالع من طرف الرحل عندما انتقلوا إلى منطقة "الكعدة" بجماعة اثنين أكلو بحر هذا الأسبوع حيت هاجمهم رعاة الجمال ، ولولا هروبهم لوقع ما لا تحمد عقباه . ويسرد المتحدث ذاته ، قصته رفقة القائد والقوات المساعدة والدرك الملكي حيت انتقلوا إلى الدوار السالف الذكر ، بعدما تلقوا شكاية من طرف الساكنة مفادها أن جحافل ابل الرعاة الرحل عاثت فسادا في المزارع و الممتلكات و المنازل، وما ان وصلوا الى عين المكان ، تقدم أعضاء اللجنة إلى احد الرعاة طالبا إياه بإخلاء المكان و الابتعاد عن بساتين الساكنة . مباشرة ،بعد ذلك يضيف مصدرنا ، قام الراعي بإطلاق " صفارة " واحدة ، أجمعت حوله حوالي سبعة رعاة آخرين ، لم ينتظروا و لو ثانية واحدة و بدأوا بالهجوم على أعضاء اللجنة ، فما كان على الجميع بما فيهم الدرك الملكي والقوات المساعدة ، إلا أن يطلقوا سيقانهم للريح ولم ينفعهم الا احد المساجد احتموا به من الأحجار التي تتساقط عليهم كالمطر الغزير ، و لحسن الحظ لم يخلف الحادث إلى إصابة طفيفة لرئيس المجلس الجماعي لأكلو . هذا الهروب ، ترك الوضع بمنطقة " الكعدة " على ما هو عليه وأصبحت مزارع الصبار والأشجار تحت رحمة الرعي الجائر ، وشبه المتحدث، الأمر بالحرب مضيفا نجد صعوبة حتى في تحرير محاضر المخالفات . وسبق لأحد رجال السلطة بالإقليم أن وصف الوضع قائلا : « ما بقات عندنا شي خدمة من غير نْسْرحو جْمال او لكسيبة ديال الرحل ، باش نحافظوا على ممتلكات الساكنة وحمايتهم » . وختم هذا الوضع لا يستقيم وعلى الجهات المسؤولة اقليميا ومركزيا إيجاد الحل لهذا المشكل، ونبّه إلى أن الوضع يزداد خطورة يوما بعد يوما . وهدد بعض المحلفين وبعض أعضاء اللجنة بعدم الخروج لمعاينة الإعتداءات، نتيجة ما يتعرضون له من اعتداء وترهيب . هذا وتعرف مجموعة من جماعات الإقليم اجتياح كبير لجحافل اغنام و ابل الرعاة التي تعود في الغالب إلى شخصيات نافذة داخل الادارت و رجال أعمال، و ما يصاحب ذلك من فتك بشجر الأركان ومحاصيل السكان واقتحام الدور السكنية . وسنويا تتوالي هذه الاعتداءات في غياب تدخل حازم للسلطات بالرغم من تبوث الأفعال المقترفة المنافية للقوانين الجاري بها العمل بالبلاد ، علما أن بعض هؤلاء الرعاة يستغلون مجموعة من الأشخاص كرعاة ، منهم ذوي السوابق و أفارقة وأطفال لم يبلغوا بعد سن الرشد يزرعون الرعب وسط المواطنين بأعمالهم الإجرامية دون أن يطالهم القانون . أمام هذا الوضع، وجّهت الأمانة العامة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد ملتمسا الي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير من أجل التدخل بخصوص هجوم رعاة رحل على ممتلكات ساكنة دواوير بعض الجماعات بالإقليم . وأورد الملتمس أن شاحنات محملة بقطعان من الإبل والأغنام، توافدت بحر الأسبوع الماضي على مجموعة من المناطق بإقليم تيزنيت ، فاجتاحت الضيعات الفلاحية وعبثت بحقول الصبار وأشجار الأركان وترامت على خزانات المياه و أحدثت خرابا ودمارا وضررا كبيرا بهذه الضيعات وأتلفت الكثير من المزروعات .