إلمامك صديقي بكوارث و بؤس الإقليم و تتبعك لماسيه و زلات سياسيه و جمعوييه يشهد لك به منذ نعومة أظافرك التي مازالت للأسف على حالها . غريب جدا ما تدون و تصيغ من توجيهات و إرشادات عقيمة و فضفاضة تجاه من يشهد لهم الميدان بالبسالة و الذكاء و التجربة و الرزانة في تدبير شؤون إقليم لم تطأ قدماك إلا شاطئه و مركزه المعبد لاحتساء كوب قهوة و قراءة جريدة على ارصفة مقاهي تشهد لك بالهوان و الكسل و أنت للاسف لم تسبر اغواره وحال مستضعفيه اللذين تعطف عليهم بجمال لغتك و عدمية نقدك و تحليلك. يقول المثل الشعبي ” سول المجرب و لا تسول الطبيب ” . قد تجد في هذا الكلام البليغ و الواضح و انت تلوك معانيه أن التجربة فقط هي التي تجعلنا نجيب عن كل التساؤلات و الإشكالات – نعم التجربة فقط – اما التهام امهات الكتب و حصد شواهد التكوين لن تمنح صاحبها إلا مزيدا من الغرور و التعالي . و بلغتنا الأم يقول المثل ” الحاج إزرات الطالب إغرات ” وهذا ما ينطبق عليك و على امثالك من المتقوقعين العاجزين على حج البيت و الإكتفاء بتلقين مناسكها . فقبل ممارسة هوايتك المفضلة يلزمك ان تكلف نفسك استقاء ولو جزء يسير من الحقائق و التفاصيل بخصوص تظاهرة أيام تيزنيت بأكادير التي ترى و تحاول إقناع من يجهل شخصك و نواياك أنها تظاهرة تسويقية فاشلة مدعمة من المال العام و بلون حزبي معلوم و تزعم ان حلحلة أزمة العطش و غيرها من الإكراهات الإقليمية أولى من هكذا مبادرات متجاهلا كعادتك ان للثقافة و التراث و الفن نصيب . و ان ثلة من أبناء مدينتك ينشطون و يحترفون حرفا فنيّة و ثقافية .. تؤمن لهم العيش الكريم . فكيف تتضايق من كل مبادرة إشعاعية تحمل إسم تيزنيت ؟ و كيف تنصب نفسك لسان المترصدين المتربصين بكل النجاحات ؟ كان حريا بك أن تقف عند إكراهات و متاعب الإعداد و تقدر لكل المساهمين و المتطوعين جهودهم و سهرهم . و ان تستقي إرتسامات و اصداء آلاف الزوار داخل الجهة و خارجها و تتحسس رضى و سعادة النسوة و الأرامل و الحرفيين من أثر هذا الاسبوع التسويقي العظيم الأثر على جيوبهم و معيشهم . البوز يكون له معنى و صدى بالإنخراط و الإنتقاد من الداخل لا أمام الشاشات . فلترحم يا رحيم نفسك من التبخيس و الفضفضة .