شدّد محمد الراجي الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة كلميمالسمارة وعضو المجلس الوطني لذات الحزب على أن خطاب الملك ل9 مارس لم يأت بجديد، وأنه أعاد طرح كلام قديم عن الإصلاحات وعن وعود بالإصلاح ليس إلا، ضاربا المثل بما يقع قبل كل انتخابات حيث يتم الحديث عن النزاهة والديموقراطية لكن الواقع يكذب كل شيء. وذهب الراجي في اتصال هاتفي مع "هسبريس" إلى أكثر من تحليل خطاب الملك حين ناقش مفهوم إمارة المؤمنين مقترحا أن يعاد النظر فيها لاعتبارات عديدة منها أن مبرر تمسك الإسلاميين الذين يمنتمي إليهم بها في مرحلة من التاريخ قد استُنفذ، وهذا المبرر هو التهديدات التي كانت تواجه النظام الحاكم نتيجة محاولات الانقلاب وكذا محاولة استيلاء اليسار المتطرف على الحكم، حيث قدّر حينها التيار الإسلامي الذي ينتمي إليه أن مصلحة الوطن ومصلحة الشعب تقتضي الدفاع عن إمارة المؤمنين، لكن الوضع حسب الراجي تغير اليوم، وأن أهم ما تغير فيه هو أن اليسار المتطرف أصبح يحكم إلى جانب الملك، ويحكم باسم إمارة المؤمنين ضدا على إرادة المؤمنين، وهذا ما يوجب تغيير المعادلة حسب المتحدث. وشن الراجي هجوما على فؤاد عالي الهمة وعلى إلياس العماري واصفا إياهما بالمتطرفين الرادكاليين اللذين يحكمان ويفسدان، وبسببهما يجب أن تتغير المعادلة في المغرب. وتأسف المتحدث على كون الملك لم يتحدث في خطابه عن وعد بمتابعة المفدسين خاصة المحيطين به، متسائلا لماذا لم تتم محاسبة كل المتورطين في نهب خيرات الوطن رغم أن الدستور الحالي يتضمن ما يفيد ضرورة المحاسبة والمساءلة، ليخلص إلى أن المغاربة لا يحتاجون إلى قوانين جديدة بقدر ما يحتاجون إلى ملكية برلمانية حقيقية لا تفتح المجال لتسرب عناصر مفسدة إلى مراكز القرار، كما أشار الراجي إلى أن الواجب اليوم هو حل حزب الأصالة والمعاصرة ليس لأنه حزب سياسي ولكن لأنه يستمد شرعيته من الملك ومن القرب من الملك وهو "أمر مرفوض في الساحة السياسية"، وقال المسؤول الحزبي المذكور أن حزب "البام" هو حزب الملك لأن قيادييه دائما يركزون على أن مشروعهم هو مشروع الملك، وهو مايجب أن يُرد عليه بوضوح. يشار إلى أن عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الذي ثمن مضامين الخطاب الملكي ليوم 9 مارس، وأشاد بالإصلاحات التي أطلقها الملك محمد السادس، لم يسبق له رغم انتقاداته اللاذعة للهمة وحزبه أن عبر عن مواقف مشابهة لما عبر عنه محمد الراجي عضو المجلش الوطني للحزب المذكور، وهو ما يطرح سؤالا حول وحدة المواقف داخل حزب العدالة والتنمية. وعلمت "هسبريس" أن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ستصدر اليوم بيانا إلى الرأي العام ستضمنه مواقف الحزب الرسمية من خطاب الملك، كما يُنتظر أن توجه أمانة حزب المصباح في بيانها رسائل إلى جهات معنية في البلاد.