زار سامويل كابلان، سفير الولاياتالمتحدة بالرباط، يومي الأربعاء والخميس الماضيين، رفقة حرمه سيلفيا، مدينة تيزنيت وسيدي إفني ومدينة تافراوت، إذ كان في استقباله بتيزنيت عامل الإقليم إدريس بن عدو ورئيس المجلس البلدي، عبد اللطيف أوعمو وبسيدي إفني، عامل الإقليم ماماي باهي. وحسب بلاغ صادر من السفارة الأمريكية بالرباط، توصلت "الصباح" بنسخة منه، فإن كابلان الذي كان بصحبة طاقم إداري خاص مهم ناقش مع المسؤول الإقليمي ورئيس المجلس البلدي لتيزنيت عدة قضايا مرتبطة بالمجالين الاقتصادي والتنموي بالإقليم، إذ أكد كابلان بصفته ممثلا للرئيس الأمريكي باراك أباما بالمملكة المغربية، أنه يقدم عناية خاصة لجميع مناطق المغرب، خاصة المدن الصغيرة من حجم مدينة تيزنيت التي تتوفر على مؤهلات مهمة. وأثناء تواجده بتيزنيت، زار سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية محطة معالجة المياه العادة ومركب الصناعة التقليدية وقصبة أغناج، إلا أن ما خلف آثارا إيجابية في زيارة السفير، إطلاعه على برنامج "أكسيس" لتعلم اللغة الإنجليزية بالثانوية التأهيلية الوحدة عبر عدة ورشات للمسرح والأغنية والتكوين الذاتي، حيث يشرف طاقم تربوي مغربي على تعليم مجموعة من التلاميذ الذي استفادوا من دعم مالي مقدم من السفارة الأمريكية. وبهذا الخصوص، أكد كابلان أن برنامج "Access" يعتبر من بين أهم البرامج التي تشخص بوضوح التعاون المغربي-الأمريكي في ميدان التربية والتكوين. وفي ختام زيارته لتيزنيت، كان للسيد كابلان الذي حُظي بحراسة مشددة لقاء مع بعض ممثلي جمعيات المجتمع المدني وأعضاء من المجلس البلدي، حيث أكد ممثل أباما أن أهم شيء لساكنة تيزنيت، خاصة الشباب، هو العيش الكريم والسكن اللائق، "ومن أجل ذلك أنا موجود هنا وعليكم أن تعرفوا أن الولاياتالمتحدة شريك لكم، وبين المغرب وبلدي عناصر مشتركة عديدة، من بينها مكافحة الإرهاب وحفظ السلام العالمي". من جانبها، أبرزت سيلفيا أنها وزوجها من الداعمين لأباما في حملته الانتخابية، وقالت أنها لاحظت المستوى العالي للديمقراطية داخل المجلس البلدي لتيزنيت، وأن "هؤلاء الأعضاء بإمكانهم أن يقدموا النموذج الأمثل لكثير من البلدان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتجاوز المشاكل التي تعيشها بعض الدول كتونس ومصر"، إلا أن كابلان انتقد أعضاء المجلس البلدي لعدم محاورته، وبدلا عن ذلك سألهم مجموعة من الأسئلة التقنية، من قبيل كم هو عدد أعضاء المجلس وسط الحضور وعدد رؤساء الجمعيات وعدد الزائرين لأمريكا ضمن الحضور وعدد الزائرين لفرنسا وإسبانيا. وجوابا على سؤال حول آفاق الدعم الذي من المنتظر أن تقدمه الولاياتالمتحدة الأمركية لمدينة تيزنيت في إطار تفعيل التوأمة المبرمة بين بلدية تيزنيت وبلدية سامرفيل بولاية ماسوشيسيت الأمريكية، أوضح كابلان أن بلده قدم في إطار برنامج الألفية مساعدات مالية مهمة للمغرب في مجال التربية والتكوين ومحاربة الأمية والسقي والصيد البحري وتشجيع الصناع التقليديين. يذكر أن هذه الزيارة صادفت تواجد الفنان الفلسطيني مروان فارس من قطاع غزة الذي شارك في المهرجان الدولي للفيلم القصير بتيزنيت، إذ شكر الولاياتالمتحدة في شخص سفيرها بالرباط على اهتمامها بتكوين الشباب العربي، إلا أن الجانب السياسي تم إغفاله في تدخل السفير، وتساءل عن موقف الولاياتالمتحدة عن الثورات التي يقودها الشباب بكل من تونس ومصر، وهو نفس التساؤل الذي عبر عنه أحد أبناء تيزنيت (خ.احمد)، أستاذ باحث، حين عبر عن شكره الخاص للسفير الذي "قام بما لم يستطع أي وزير في الحكومة القيام به، حين زار تيزنيت واستمع إلى هموم ومشاكل الشباب والمجتمع المدني". وفي ختام كلمته، أكد كابلان أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تترد يوما في دعم المبادرات الملكية، سواء تعلق الأمر بإصلاح القضاء أو التربية والتكوين، واعتبر المبادرة المغربية الخاصة بمنح الحكم الذاتي لأقاليمنا الجنوبية مبادرة جيدة وممتازة تستحق الدعم. وأضاف أن أمريكا كانت دائما إلى جانب الدول العربية المحبة للسلام والتي تبحث عن الديمقراطية كما يحدث في تونس ومصر. جريدة الصباح ليوم الإثنين 14 فبراير 2011