لم يكن يعلم والد طفلة صغيرة ، يتحدر من دوار « إدْ لْمْقدْم » التابع للنفوذ الترابي لجماعة وِجان بإقليم تيزنيت ، أنه سيذهب برجليه طواعية ليُقدِم فلذة كبده ، التي لم تتجاوز بعد العشر سنوات من عمرها و المريضة بمرض نفسي ، لوحش (أدمي) يتستر وراء العلاج بالرقية الشرعية والطب البديل، مارس عليها الجنس بلا شفقة و لا رحمة فلم يشفع لها لا صغر سنها و لا مرضها النفسي الحاد . الأب المسكين وبعد أن فقد الأمل عند الأطباء لعلاج ابنته ، نصحه بعض معارفه بزيارة «فقيه » (ابن بلدته وِجان مزداد سنة 1950 ) قيل له أن له تجربة في معالجة مس الجن و الأمراض النفسية ، و هو«فقيه » بالمناسبة سبق له أن كان إماما بمجموعة من المساجد بدائرتي تافراوت و أنزي ، الشيء الذي شجع الأب على طلب العلاج لديه ، لما لا ؟؟ و هو الحامل لكتاب الله عزو جل . و بالفعل اتصل الأب بالفقيه و حدد معه موعدا بمدينة تيزنيت لكي يقوم بالمعاينة الأولية للطفلة المريضة بمرض حرمها من النوم ، ويتسبب لها في كوابيس وتسمع أصوات تناديها وتصفيق متواصل طول الليل في أي مكان تنام فيه. الموعد مع « الفقيه الوحش » كان بأحد الفنادق بمدينة تيزنيت حيث حجز الأب غرفة على نفته لاستغلالها في عملية علاج فلذة كبده ، فتم اللقاء و شرح الأب لإبن بلدته أعراض المرض الذي تعاني منه ابنته وطلب منه بدل ما في جهده لإخراجها من هذا الوضع الذي يدمر صحتها يوما بعد يوم . بعد أن قدم الأب شرحا مفصلا لمرض ابنته للفقيه ، طالب منه هذا الأخير المغادرة لتحضير وسائل العلاج وهو الأمر الذي نفذته الأب ، ولكي يتيقن أن الأب لن يسترق السمع قرب باب غرفة الفندق طالب منه إحضار« فص ثوم» ، قال له بأنه سيحتاجها في العلاج ، واستغل « الوحش » الذي يبيع وهم العلاج ، وفق تصريحات الطفلة للضابطة القضائية ، استفراده بالطفلة الصغيرة المريضة ليعمد إلى إقفال باب الغرفة بإحكام ثم بدأ في نزع ثيابها وبدأ في تلمس أعضائها التناسلية و أخرج عضوه التناسلي يلامس به أعضائها ، ولم يتوقف عن ذلك حسب دائما تصريحات الطفلة للضابطة القضائية ، حتى في الوقت الذي رجع فيه الأب وأحضر معه « الثوم » ، و بدأ في طرق الباب، لكن « الفقيه » غير مبال و غارق في تلبية نزواته الجنسية أمام جسم الطفلة الذي أنهكه المرض و السهر . لم يتوقف الأب عن طرق الأب ، وفي كل مرة يجيبه « الفقيه » من الداخل أنه منهمك في حصته العلاجية وما كان على الأب إلا الانتظار حتى أنهى صاحبنا أعماله المشينة على الطفلة فدفع له الأب أتعابه وشكره على مجهوداته ، وضرب معه «الفقيه» موعدا جديدا بعد أسبوع في نفس المكان و الزمان . الطفلة الضحية ، صرحت أنها كانت على وعيها حين استغلها « الفقيه الوحش » داخل الغرفة التي استأجرها والدها بالفندق ، لكنها صمت ولم تقدر على البوح لوالدها بما حدث عندما ذهب لإحضار فص الثوم و عندما مكث بالقرب من باب الغرفة ينتظر أن ينهي «الفقيه» حصته العلاجية . وعندما وصل الموعد الذي حُدد مع «الفقيه» ، تمردت الطفلة على أبويها ورفضت مرافقتهما ، وبعد أن ألحت الأم عليها لمعرفة سبب رفضها ، انهارت الطفلة وكشفت بالتفصيل ما وقع لها عندما انفرد بها « الفقيه الوحش » داخل غرفة الفندق ، فذُهلت الأم من هول ماسمعت ، فاضطرت أن تعيد مكاشفته لها ابنتها لوالدها ، الذي تقدم بشكاية إلى لوكيل الملك بابتدائية تيزنيت ، حيث قامت عناصر المركز القضائي التابعة لدرك تيزنيت بالاستماع للضحية و لوالديها وجمع معطيات حول الحادث، قبل أن تقوم بإعتقال ال « الفقيه الوحش » الذي تم تقديمه أما م أنظار النيابة العامة التي أمرت بإيداعه السجن المحلي لتيزنيت و متابعته في حالة اعتقال .