الفنانون المغاربة وهشاشة الخلفية الثقافية : الإساءة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة نموذجا شكل موضوع البرامج التلفزية الوطنية المقدمة خلال شهر رمضان المنصرم، مادة دسمة تناولتها منابر إعلامية متعددة، اتفقت جميعها - ورقية كانت أم الكترونية – على رداءة العرض ، واستغفال المتلقي، مع السباحة ضد ثيار التحديث، والابتعاد عن الانخراط في مرامي التوجهات الكبرى للبلاد، الداعية إلى تبني " أنظمة " جهوية تحترم الخصوصيات السوسيوثقافية لمناطق المغرب، ذات التنوع المتعدد، وهكذا عمد مسؤولوا القناتين الأولى والثانية إلى اختزال كل ذلك التنوع في قاموس لغوي يمتح من لسان جهة البيضاء، وعبد دكالة ، ليبقى المشاهد المنتمي لجهات أخرى خارج التغطية، بالرغم من مساهمة كل المغاربة في ميزانية القطب العمومي التي بلغت أكثر من عشرة ملايير سنتيم لبرامج شهر رمضان فقط !! لقد أضحت الحاجة ماسة لتشجيع قيام قنوات تلفزية جهوية تعمل على احترام المتلقي في منأى عن تبضيعه واستهجانه . وفي سابقة فريدة دخلت بعض الأعمال المعروضة ردهات المحاكم، كما هو الشأن بالنسبة لبرنامج الكاميرا الخفية " طاكسي 36 " والمأخوذ عن فكرة للتلفزة الجزائرية، حيث رفعت إحدى الجمعيات دعوى ضد البرنامج كونه يستهتر بالمشاهدين ، كما أن احد المشاركين في هذه السلسلة قرر رفع دعوى قضائية بسبب عدم إمضائه على قرار السماح للقناة الثانية بتمرير إحدى الحلقات التي كان " مستهدفا " فيها . وفي موضوع ذي صلة بادر منتج برنامج " نغموتاي " إلى اتهام الفنان " حسن الفذ " بالإساءة إلى برنامجه ، وقد امتدت الإساءة إلى شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة والتي تلقت اهانة وتجريحا بليغا من طرف احد الفنانين الشعبيين " رشيد المر يني " والذي رد على نفور النساء من الزواج به على انه ليس أعرجا ولا أعمى ، أمام ملايين المشاهدين المتابعين لسلسلة جار ومجرور ليوم الخميس 26 غشت 2010 على الساعة الثامنة وربع مساء والذي يعتبر وقت ذروة المشاهدة بامتياز ، وهكذا لم تستسغ جمعية تأهيل المعاق بالقصر الكبير هذا الفعل لذلك بادر رئيسها الخليل الفقي إلى التعبير عن استيائه بعدد من المنابر الإعلامية الجهوية والوطنية ، مع اعتزامه رفع دعوى قضائية صونا لكرامة شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة والتي تساهم في الحركية المجتمعية عبر تقلبها في وظائف متعددة تساهم في رقي المجتمع . وقد اعتبرت الجمعية المذكورة ذلك استفزازا لمشاعر المعاقين والذين نجحوا في تحمل مسؤولياتهم لعدد من الأسر المغربية ، وعموما فان مثل هذه المواقف تنم عن : - هشاشة الخلفية الثقافية لدى فئة واسعة من الفنانين المغاربة . - انعدام حس المسؤولية لدى منتجي برامجنا والذين يوظفون أموال الشعب في الإساءة إليه . - الإساءة إلى المرأة المغربية ،خصوصا اللواتي اقتنعن بالزواج من دوي الاحتياجات الخاصة.