يحرص الإسلام على استقرار الأسرة المسلمة ، وعقد الزواج يعقد للدوام والتأبيد إلى أن تنتهي الحياة، ليتسنى للزوجين أن يجعلا من البيت مهدا يأويان إليه، وينعمان في ظلاله الوارفة، وليتمكنا من تنشئة أولادهما تنشئة صالحة. ومن أجل هذا كانت الصلة بين الزوجين من أقدس الصلات وأوثقها. وليس أدل على قدسيتها من أن الله سبحانه سمى العهد بين الزوج وزوجته بالميثاق الغليظ، فقال: «وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً». واذا كانت العلاقة بين الزوجين هكذا موثقة مؤكدة، فإنه لا ينبغي الإخلال بها، ولا التهوين من شأنها. وكل أمر من شأنه أن يوهن من هذه الصلة، ويضعف من شأنها، فهو بغيض إلى الإسلام، لفوات المنافع وذهاب المصالح كل من الزوجين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبغض الحلال إلى الله - عز وجل - الطلاق. وأي إنسان أراد أن يفسد ما بين الزوجين من علاقة فهو في نظر الإسلام خارج عنه، وليس له شرف الانتساب إليه. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من خبب - أي أفسد - امرأة على زوجها». والزوجة التي تطلب الطلاق من غير سبب، حرام عليها رائحة الجنة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس، فحرام عليها رائحة الجنة. وقد اختلفت آراء الفقهاء في حكم الطلاق، والأصح من هذه الآراء، رأي الذين ذهبوا إلى حظره إلا لحاجة ، واستدلوا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لعن الله كل ذواق، مطلاق». ولأن في الطلاق كفراً لنعمة الله، فإن الزواج نعمة من نعمه، وكفران النعمة حرام فلا يحل إلا لضرورة.