نظمت جمعية الجيرة للتفاعل الثقافي بتعاون مع غرفة التجارة والصناعة والخدمات التابعة لولاية طنجة، وموقع شبكة طنجة الإلكتروني، وجمعية الغد للتنمية، وجمعية المنار للتنمية الاجتماعية؛ محاضرتين للأديب: محمد محمد البقاش في قاعة المحاضرات التابعة لغرفة التجارة والصناعة والخدمات وقاعة المحاضرات التابعة لمندوبية وزارة الثقافية بطنجة تحت عنوان: القرآن الكريم وجهازه المناعي يوم 17 رمضان الأبرك لسنة 1431 ه الموافق ل 28 غشت 2010، ويوم 24 رمضان لسنة 1431 ه الموافق ل 4 شتنبر 2010 محاضرة أخرى بعنوان: الأدب المَمْدَري بين الإبداع والانضباع. تطرق الأديب في المحاضرة الأولى إلى تعريف القرآن من منظور جعله لفظا ومعنى معا، بحيث إن كتبت معاني القرآن بأي لغة لا تكون قد كتبت قرآنا، بل تكون قد كتبت معانيه لأن القرآن هو اللفظ والمعنى معا. وقف على حروفه العربية وجاء بأمثلة على فعل تلك الحروف حين تربط بالكلمات لتعطي معاني راقية غير مسبوقة في النظم والتأليف، أشار إلى أنه قرآن عربي وأن عربيته ليست وصفا له، بل هي وصف للفظه لأن معانيه معان إنسانية من حيث معالجاتها لمشاكل الإنسان وقضاياه وليس من حيث صدورها عن الإنسان. وبين كيفية بنائه لأسلوبه، ثم انتهى إلى أن أسلوب القرآن هو جهازه المناعي، ودلل على ذلك بأمثلة ساقها من معتوهين يتهمون القرآن بالنقص والزيادة فبين فسادها من جهة إبراز أسلوب القرآن في النظم والتأليف والذي لا يمكن أن يسمح بحرف واحد يزاد فيه أو يتقص منه فضلا عن كلمة أو جملة أو فقرة أو نص. وفي المحاضرة الثانية شرح الأدب المَمْدَري وبين أنه يقوم على مكون التثقيف الفني والرياضة الذهنية، ويستهدف غاية مزدوجة هي المتعة العاطفية ويشترك مع غيره من الآداب الأخرى، والمتعة الذهنية ويتميز بها منفردا ومتفردا. ساق أمثلة على التثقيف الفني والرياضة الذهنية، ثم تطرق إلى الإبداع وعينه بكونه إتيان بشيء غير مسبوق على نسق متميز لا بد أن تكون له بصمة وراثية تابعة لمبدعها لأن الأسلوب هو الشخص كما يقال وهو قول موفق، إلى أن انتهى بالحدث عن الانطباع وبين كيف أنه هبوط في التعبير وقردنة يجدر بالمبدعين أن ينكروها.