صدر حديثاً للدكتور محمد الأمين المؤدب كتاب جديد بعنوان "في بلاغة النص الشعري القديم، معالم وعوالم" وذلك عن منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة عبد الملك السعدي، تطوان - المغرب. وحسبما كتب محمد الأزرق بصحيفة "القدس العربي" يأتي هذا الكتاب ليقدم قراءة للنص الشعري القديم من الداخل، حيث ربط الباحث ما وصل إليه النقاد القدامى في لحظاتهم التاريخية من قراءات وتفسيرات وتأويلات للنص القديم بما انتهت إليه المناهج النقدية الحديثة مع حرص شديد على عدم السقوط في الإسقاط والحشو. يتفرع الكتاب إلى مدخل وبابين وثمانية فصول، يحمل المدخل عنوان "بلاغة النص الشعري القديم بين ثوابت المنهج ومتغيرات القراءة"، أما باب الأول فيحمل عنوان "في المفهوم: تحديات ومعالم" ويضم أربعة فصول هي "النص الشعري وبلاغة الافتنان، مفهوم الغرض الشعري، الاستصراخ غرضا شعريا، النص الشعري وفاعلية التلقي"، ويعنون الباب الثاني ب "في النص: لوحات وعوالم" ويضم بدوره أربعة فصول هي "هاشميات الكميت بين النمطية والخصوصية، في تماسك النص الشعري، المعنى الشعري وأشكال التحول، الإيقاع وبناء المعنى في النص" وبحسب الصحيفة، فالبرغم من أن الكتاب تجميعاً لمقالات نشرت في منابر مختلفة، إلا أن ما يوحد بينها هو إدراجها ضمن قراءة نسقية تتعامل مع النصوص الشعرية القديمة باعتبارها كلا موحدا يتضمن نسقا مخصوصا يحقق هذه الوحدة، وقد عمل المؤلف والباحث على الكشف عن هذا النسق المضمر في النصوص الشعرية القديمة مثل "هاشميات الكميت" و"كافوريات المتنبي" ومقاطع من شعر كل من ابن قيس الرقيات، وذي الرمة، وعمرو بن الأهثم المنقري التميمي، وسويد بن أبي كامل وغيرها. وقد استند د.المؤدب في كتابه إلى مفاهيم نقدية من صميم النظرية النقدية العربية لإبراز خصوصية النص الشعري القديم كما فعل في استقراء بلاغة الافتتان في الشعر العربي القديم، مصاحبا ممارسته النصية بقبسات من أمهات الكتب العربية أمثال منهاج البلغاء لحازم القرطاجني وأسرار البلاغة للجرجاني والعمدة لابن رشيق.