" ..دور الصحافي هو الإخبار بما فيه من نبش وتنقيب وتحري وتمحيص ..." نور الدين مفتاح ، مدير نشر اسبوعية " الأيام " . رشيد نيني ، توفيق بوعشرين ، علي أنوزلا ، علي عمار ، ادريس شحتان ، أحمد بنشمسي ، نور الدين مفتاح ، المختار لغزيوي ، أبو بكر الجامعي، حنان الهاشمي ... وآخرون ، يعدون ، على رؤوس الأصابع ، ليس ، لأن عدد نساء ورجالات الصحافة ، على قلتهم ، ولكن ، لأن ، الأسماء التي تخلق الحدث الصحفي ، في المغرب ، اليوم ، هي من القلة ، بحيث ، يستحيل القفز، عليها ، وأنت تتحدث ، عن واقع المشهد الإعلامي المغربي المكتوب والسمعي البصري منه . أسماء ، قد تتفاوت درجات حضورها ، في المشهد الإعلامي المغربي ، كما قد تتباين مستويات تأسيسها ، لنقاش إعلامي داخل وخارج الوطن ، لكنها تبقى ، في آخر المطاف ، حاضرة و بقوة ، على عكس الكثير من الكتبة ، الدين لا يحسنون ، إلا فن " النسخ " و" اللصق " ، لتسويد صفحاتهم البيضاء . أسماء نكرة ، بلا حضور إعلامي ، يكاد يذكر ، هي ، فقط ، اختارت التواري ، خلف العصب ،الجمعيات ، الاتحادات ، الأندية والمنتديات واستحضر ما شئت ، من الإطارات والهيئات ، التي تحتمي ، خلف عضويتها ، هروبا من خواء فكري فضيع . هم ، فقط ، متخصصون ، في الهرولة خلف المهرجانات كل المهرجانات ، المؤتمرات كل المؤتمرات ، هم في كل مكان ولا مكان ، لكن ، بدون صدى يذكر ، هم ، فقط ، لا يحسنون ، إلا الأكل من فضلات الآخرين ، في سرقة مقالاتهم وفي نسخ ، كل ما يكتب ، بالحرف والفاصلة والنقطة . أسماء من الزمن الأصفر و من زمن " المسخ " الإعلامي ، أسماء ، إن شئت القول ، وبقليل كلمات ، ساهمت بشكل ، كبير ، في هجرة الكثير ، من القراء ، من الصحافة المكتوبة ، لأنها أعطت ، صورة " مشوهة " وغير حقيقية ، عن الصحفي ، كما يجب أن يكون . الصحفي ، الذي منه وإليه ، تبدأ لتنتهي : "النزاهة ، المصداقية ، الحقيقة و الاستقلالية "، صحفي كلماته ، لا تباع ولا تشترى ، و لا يقدم مصالحه الشخصية على حساب مصلحة الآخرين . صحفي ، شفاف ، أشبه بالمرآة ، تعكس نبضات الشارع في تموجاته ، يتكلم بصدق عن آلام ،أحلام وطموحات الكثيرين . صحفي ، إن شئنا ، القول ، من العيار الثقيل ، ليعيد للصحافة هيبتها ومصداقيتها وحضورها ، ككاشفة عن الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة ، بدون حسابات أو خلفيات مهما كانت مرجعيتها . صحفي ، يعيد للكلمة ثقلها ووزنها ، الذي سلبته الامتيازات والإكراميات و الأغلفة السمينة ، التي كانت السبب ، في تناسل صحف " باردة " بلا ملفات ساخنة و مواضيع بلا ثقل إعلامي و في ارتفاع عدد الصحفيات والصحفيين ، بلا وزن يذكر . صحفي حقيقي ، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى :" السبق ، المصداقية ، الجرأة ، البحث والتحري " و ليس صحفي ، على المقاس ، " كاري حنكو" ، مخصص في تلميع صورة الآخرين و الإطناب في مدح " الأشباح " ، و قلب الحقائق وكل ما من شأنه ، أن يقربه من أصحاب المال والحال . اليوم ، أصبح مطلوبا ، أكثر من أي وقت ، مضى ، في زمن الإعلام الجديد ، إعلام القرب :" الصحافة الإلكترونية ، " الفايس بوك " و" التويتر " ، في زمن ، أصبح فيه ، محرك البحث " غوغل "،الكاشف عن الأسرار كل الأسرار ، إن سلبا أو إيجابا ، وفي زمن ، سقط فيه القناع ،عن كل الوجوه المتنكرة ورفع الستار عن كل الأشباح ،هو أن تضخ دماء جديدة ، في شرايين الجسد الإعلامي المغربي ، حتى تعاد إليه الحياة من جديد و كذا الحد بشكل جدي ، من الدخلاء ، الانتهازيين ، الوصوليين والطفيليين الدين لا يصطادون ، إلا في الماء العكر . [email protected]