( من كان شعاره الله الوطن الملك فهو مسئول على بناء الوطن ) ولكن كيفما كانت الأحوال علينا أن لا نعيش على قاع ماضينا وان نترك وراءنا تجارب مريرة وثقافة سياسية قائمة على الانقلابات والانفلاتات والتفرد بالسلطة والاستبداد والدكتاتورية , حان الوقت بأن ننظر الى الحاضر والمستقبل نظرة جريء ومتفائل لا نظرة خائف ومتردد ونغتنم ما أتيح لنا من مقومات النجاح في بناء دولة الغد ونقصد بناء الدولة التي طالما يقول ملكها نصره الله أنها مبنية على الإحترام والديمقراطية وحقوق الإنسان حيث الإقصاء وإن عانيناه فهو يعبر عن علاقة الأمن المعاصر الذي رسمه المدير العام الشرقي الضريس بالمجتمع المدني , هذه العلاقة التي يحاول المدير العام أن يرسمها في عقول بعض الولاة والمراقبين ولكن للأسف الشديد لم يستطيعوا فهمها واستيعابها كي تظل العداوة قائمة والحرب على قدم وساق. وهذا هو المفهوم الجديد الذي تنتهجه المديرية الإقليمية للأمن بالخميسات التي احتفلت بالذكرى 54 للأمن الوطني و استدعى ديوان مراقبها الأحباب والأصحاب وأقصى الفاعلين السياسيين ورجال الفكر وبعض رجال الإعلام الذين كانوا بالأمس يدافعون عن مديريته ويسهرون الليالي الطوال دفاعا عن سيادة الدولة التي يمثلها لأنه عجز على الدفاع عنها , وهذا ليس ترويجا ولكن تحليل واقعي وسياسي مرتبط مصيريا ووجدانيا ووطنيا بالدولة وعلينا أن نجود في الجهد ونسعى من اجل ترسيخ وتعزيز الدولة والمواطنة رغم أن ديوان السيد المراقب العام أقصانا من الحضور لحفل بهيج يحمل الذكرى 54 للأمن الوطني وليس الذكرى 54 للسيد ديوان المراقب العام. ومن هنا نقول للسيد رئيس ديوان المراقب أن ما نريده وما نسعى إليه هو تعريف وترسيخ لحقائق وتشخيص وتهذيب لصور تعلقت وعلقت بالمبدأ التشاركي حيث وجب على ديوان المراقب العام أن يعرف أن علاقة المخزن بالمواطن علاقة لها جذور ' فلا قيمة للمخزن إذا رفضه المواطن ولا قيمة للمواطن إذا رفضه المخزن, وإذا كانت المديرية الإقليمية للأمن الوطني حاولت أن ترسم لنا بالذكرى 54 صورة مشوهة كي تستفزنا لعدم حضورنا. فنحن نقول لديوان المراقب العام نحن أبناء هذا الوطن وسنظل ندافع عنه وعن سيادته وأرضه ورايته وعرش جالسه نصره الله وحضورنا كان أم لا يكون لا يجردنا من حب المملكة المغربية الشريفة أما من نديتم عليه من بعض الأقلام هم عبارة عن مجرد وفاء لنذر سنوي قطعوه على أنفسهم فيما لا يملكون, كما أن حضورنا لو كان سوف لن يفجر حماقاتنا لنتبرع أمام المسئولين موزعين ابتساماتنا البلهاء ذات اليمين وذات اليسار لنكون حديث الساعة . إن ديوان المديرية الإقليمية للأمن بالخميسات الذي أقصى وجودنا من الحضور بالذكرى 54 للأمن الوطني يجب أن يتحمل مسؤوليته لعدم استدعائنا كباقي بعض الزملاء المأجورين , وإذا كان ضمير مسئوليها أغدا أنانياً حد البشاعة، لا تهمه إلا نفسه وقرابته، وليذهب الجميع حيث شاءوا لتبتلعهم السيول، أو ينهشهم المرضى، أو ليموتوا جوعاً أو ليعيشوا أن شاءوا يحيط بهم النكد اليومي والتخلف الأزلي والقهر الأبدي, نقول لهم أن المديرية العامة للأمن الوطني تعرف جيدا توجهنا بخلفياته ونوايانا وبواعثنا وتثق بما نكتبه ونعبر عليه من أجل إصلاح المنظومة الأمنية التي يعطيها جلالة الملك محمد السادس نصره الله ما تستحقه من العناية.