أكد محمد بن يوسف المدير العام لمنظمة التنمية الصناعية والتعدين العربية أن هناك حاجة ملحة لبلورة فكرة إنشاء شركة عربية قابضة للاستثمار في الصناعات الصغيرة والمتوسطة وذلك في إطار تنفيذ مقررات القمم العربية من أجل إنشاء صندوق عربي لتمويل ودعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة في العالم العربي. جاء ذلك في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية "قنا" على هامش الاجتماع التنسيقي العربي حول إنشاء شركة عربية قابضة للاستثمارات الصناعية الصغيرة والمتوسطة والذي عقدته المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين أمس بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية. وقال محمد بن يوسف المدير العام لمنظمة التنمية الصناعية والتعدين العربية إن فكرة الشركة المقترحة تقوم على أنها شركة عربية قابضة تدار بشكل تجاري من قبل القطاع الخاص ويفتح الباب لتمويلها من قبل الحكومات لمن يرغب في ذلك وتكون الإدارة خاصة لضمان الاستمرار والدوام. وأوضح أن الهدف من قيام مثل هذه الشركة هو تمويل البحوث والدراسات التي تقوم بها المنظمات العربية المتخصصة في مجال التنمية الصناعية. وأوضح أهمية تلك الشركة والتي بموجبها سيتم الاستفادة خلالها من اتفاقيات العمل العربي المشترك من خلال الجامعة العربية فضلا عن الاستفادة من الدراسات والتقارير والمسوحات الميدانية التي تقدمها المنظمات العربية المتخصصة وكذلك الاتحادات المعنية خاصة وأنها ستتيح امتيازات وضمانات كبيرة تحققها الاتفاقيات الموحدة خاصة في مجال فض المنازعات أو في مجال التسيير التجاري البيني أو في مجالات التفاوض فيما يتعلق بالتجارة الخارجية للدول العربية. واضاف المدير العام لمنظمة التنمية الصناعية والتعدين العربية أن الشركة التي يتم دراستها ستخدم البحوث الدراسية والصناعية وستعمل على تأسيس شركات أخرى مساهمة تنطلق منها كشركة قابضة تعد هي الأم. واكد ان الشركة المقترحة تأتي في إطار تحقيق ضمان لتمويل دائم ومستمر للمشروعات الصغيرة والمتوسطة والمنظمة العربية للتنمية الصناعية بصدد تنفيذ هذه المشروعات فنيا مع "اليونيدو" ولكن هناك العديد من المشروعات التي ستخدم التنمية الصناعية وستحد من البطالة العربية وخلق الترابطات الأمامية والخلفية في الاقتصاد العربي على المستوى القومي الشامل. واضاف ان هذه الشركة ستعمل على المدى البعيد بعد الانتهاء من المشاريع على المستوى القطري وتخلق هياكل صناعية عنقودية وتكاملية تكمل بعضها البعض ومن ثم تخلق في المستقبل صناعات أكبر تمهيدا لخلق صناعات استراتيجية..مؤكدا أهمية التطوير الصناعي العربي ولافتا إلى أن التطوير على المستوى "الميكرو" والاقتصاد الخاص هو الذي سيسهم في تطويرالعمل على مستوى القطاع العام. وحول المدى الزمني للشركة المنشودة قال محمد بن يوسف إن مشروع إنشاء الشركة سيطرح كورقة عمل خلال منتدى الدوحة الصناعي خلال شهر مايو الجاري والذي سيتم مناقشتها وحال الاجماع على جدواها ستطرح كمشروع قرار أمام اجتماع مجلس وزراء الصناعة العرب في اجتماعهم المقبل بالدوحة. وقال سوف نعمل على إنشائها حال الموافقة عليها من قبل الوزراء عند انعقاد اجتماعهم الوزاري على هامش منتدى الدوحة الصناعي العربي الدولي المقرر خلال الفترة من 25 وحتى 28 مايو الحالي. حول ما إذا كانت الشركة المزمع إنشاؤها ستحقق أرباحا قال السيد محمد بن يوسف إن هذا يتوقف على مدى تضافر الجهود بين شركات التمويل والدراسات والتقارير بشأنها من الجهات المتخصصة حيث ستسهم في إنشاء مشاريع مهمة وجهات التمويل وسيتوقف نشاطها بناء على دراسات الجدوى التفصيلية لها. ولفت إلى أهمية دور التمويل من قبل القطاع الخاص العربي لهذه الشركة خاصة في ضوء الدراسات التي ستحدد المردود الذي ستحققه الشركة التي ستعمل على منافسة التكتلات الاقتصادية الدولية .. داعيا إلى تكثيف الجهود نحو إنشاء شركات صناعية صغيرة ومتوسطة وإنشاء مشاريع استثمارية إنتاجية خاصة في مواجهة الأزمات المالية الراهنة لأن الخبرة أثبتت أن المضاربات في البورصات والسوق العقارية جاءت بمردود سيئ على بعض الدول. وقال انه ومن هذا المنطلق لابد من التوجه إلى الاستثمار الإنتاجي خاصة أن نسبة انخفاض الصادرات الصناعية أقل بكثير من نسبة انخفاض الصادرات للمواد الأولية وهذه تعد أحد أسباب الأزمة المالية العالمية ..موضحا ان الاقتصاد الصناعي عندما يتطور سيكون أقل عرضة للهزات العالمية والمالية التي حدثت مؤخرا. واوضح ان الاستثمار الصناعي سوف يسهم في خلق فرص عمل وصناعات تكميلية أخرى وتوسيع الاستثمارالمشترك وربط المشاريع ببعضها البعض تمهيدا لصناعات أكبر.