حدثنا ابو يوسف الصفار, انه وفي زمن صارت الرجولة من الاثار, واصبح الطرب لأصوات كنهيق الحمار, جاءه ابنه الصغير ,الذي على قلب ابيه اثير, وهو مقطب الحاجبين, تكاد لاترى له عين, حزين هو وغضبان, مكدر الخاطر وزعلان, قال لابيه بحسرة, بصوت تكاد تخنقه العبرة, لم ياأبي اصبح مجلس الامن, درعا لاسرائيل وحصن, يغض عن جرائمها الطرف, ويزرع في قلوب اعدائها الخوف, لايرى جرائم امريكا مهما كبرت, ويرى عندنا النعجة اذا عثرت, فان قتل الفلسطينين في نضالهم صهيونيا, مقاتلا عدوا وجنديا ,صار ارهابا مشجوبا, وان قتل الصهاينة الالاف كان دفاعا مشروعا , قال ابو يوسف لولده , حبيبه وفلذة كبده, أن اسمعني ياولدي يوسف, ساروى لك قصة عن هذا الوضع المؤسف. في يوم من قديم الازمان و الايام, كان هناك قرصان, يهاجم سفن السلطان, اقض من عين الجنود المضاجع, وعجزت عن قهره السيوف والمدافع, كان يهاجم سفن الاسطول الملكية, التي تنقل اموال الضرائب السخية , مما جمعه الجنود من المستعمرات, بعد نهب ثرواتها والخيرات, من نقود وفضة وذهب, وما خفي كان من العجب , يتنعم بتلك الاموال السلطان, ويموت غما وفقرا اهالي تلك البلدان , استمر في هجماته القرصان, ذو السفينة الواحدة وبضع غلمان, حتى ضاقت الدنيا بذلك الملك المهول, فجمع كل سفن الاسطول, وارسلها في صف واحد يطول ويطول, ضربوا عليه شديد الحصار, وهاجموه حتى وقع وانهار, فامسك به الجنود وساقوه الى السلطان وهو في القيود , القى اليه السلطان بشماتة نظره, ملقى على الارض والجنود حوله, فخاطبه بصوت جهير, كي يسمع صوته الحشد الغفير, كيف تجرؤ ان تمارس القرصنة, وتهاجم سفن السلطنة ؟ اجابه القرصان بابتسامه, على وجه لاتعلوه الندامة, عندما يكون لك سفينة واحدة يتيمة, تهاجم بها سفن الظالم وتحصل على غنيمة, فسيقال لك لص وقرصان, وإن كانت لك من السفن مئتان, تهاجم بها الشعوب والبلدان, وتقتل الرجال والنساء والولدان, وتسرق الخيرات في كل مكان, فسيقال عنك فاتح وسلطان, وسيشار لك بالبنان, وتسجل فتوحاتك في كل مكان . هذا ياولدي يوسف مجلس أمن الامريكان, الذي يظلم الشعوب في كل مكان وزمان, يغطى للامريكان والصهاينة جرائمهم, ويثبط للاحرار والمناضلين عزامئهم, يصف بني صهيون بالمدافعين, وشعب فلسطين المقهور بانهم ارهابيين, يعامل اغتصاب اسرائيل لفلسطين على انها امانة ,ودفاع المقاومين عن ارضهم بالخيانة, يصدر بحقهم الملزم من القرارات, وبحق اسرائيل الطف وارق البيانات , فكل ماصدر منه في صالح العرب من قرارات , لاتنفع حتى ان تكون ورقا للحمامات , * مقتبسة من قصة تاريخية للامبراطور نابليون بونابرت [email protected]