تستعد العديد من الفعاليات الثقافية الأدبية المحلية بالقصر الكبير لتأبين الشاعر الراحل محمد عفيف العرائشي ، وذلك بعد مرور أكثر من شهر على رحيله المفاجئ عشية الخميس 18 فبراير 2010. والراحل من الشعراء الذين تركوا بصماتهم الواضحة على الحركة الشعرية المحلية ، وان كان من الذين ظلوا أوفياء للشعر في قالبه العمودي الماتح من قاموس عربي فصيح ينأى عن الغريب من المعاني ويقترب كثيرا من الأحداث المؤثرة في محيطه ذات الدلالات العميقة الممتدة والموغلة في الاعتزاز بالموروث التاريخي ذي الأصول القديمة. يقول عنه الأستاذ الراحل بوسلهام المحمدي في كتابه : أدباء ومفكرو القصر الكبير المعاصرون بحث وتراجم : الأستاذ العرائشي شاعر مطبوع له عين لاقطة تحسن اختيار المواضيع الاجتماعية والإنسانية كما أن له قدرة جيدة على سبك اللغة واستعمال الإيقاع وتطويع القافية .
أما الأستاذة إنصاف القجيري فقد بثت شهادتها بالواجهة الخلفية لديوان الراحل محمد عفيف العرائشي. هو أسد الشعر وشعراء مدينة القصر الكبير وشاعر اللوكوس كما سماه بعض النقاد والأدباء والشعراء من مواليد سنة 1944 بدا نشاطه الأدبي في الستينات شارك بعدة إسهامات نشرت في المجلات والصحف الوطنية من بينها - المشاهد +أقلام +دعوة الحق+العلم + الأنباء وغيرها. صدر له مؤخرا ديوانان الأول " من رقائق لوكوس " سنة 2006 والثاني جلد الذات " سنة 2009 والذي يضم علامات مضيئة على خارطة الشعر العربي تخرج عن طوق الصمت وتتضمن بوحا صريحا حول الذات الإنسانية في أبعادها المختلفة الذاتية والاجتماعية والوطنية والقومية لتؤسس تجربة شعرية تتميز بصدقية وأمانة النصوص التي تعتمدعلى الشفافية والرهافة وقوة الخيال واقتحام المشاعر في عفوية . المرحوم الشاعر محمد عفيف العرائشي في سطور تتسلل حمولات معانيها إلى الروح والقلب ببطء وهدوء لتنشر الاسىواللذة في خوالج النفس فتتذوق بذلك شهد الشعر من خلال مضامين مثيرة وموسيقى صادحة وصور شعرية بديعة مكثفة بتوصيفات رقيقة ولغة مشرقة جذابة تعبر بصدق وأمانة وجرأة ورؤية واضحة . - ويبث صاحب ديوان " زغاريد مبحوحة " الشاعر " الطيب المحمدي " أشجانه ، وتبرمه من الأيام التي لم تعد تحمل غير ما يعكر الصفو ، في قصيدة مؤثرة عنونها ب : زمن كالمدى أيامه .... ما بال أيام تعكر صفوها وتواثرت، تجفو الورى أخبارها قطعت عهودا لا ترى غير الضنى، ما أخلفت ميثاقها أيمانها عكفت تثير زوابعا وتوابعا حتى تعانق نقعها وغبارها جالت دقائقها تروم هلاكنا إذ لا احتضان تجيده أوقاتها زمن تبدت كالمدى أيامه شحذت بكل العاديات سنانها ذاق الألى رحلوا شديدة موطئ شهباء ، تسعد بالجفا ألحاظها تلقي عصاها حيث شاءت ما ترى غير الضنى حطبا ونحن رمادها قدما خطاها إلى أمام عجولة واها على من عانقت أحضانها لتسدد السهم المميت متى رنت هدفا ، وما تعفو الحشا أوتارها جئنا مرابعها نفاخر هامة فأذل كل فخارنا غلواؤها سلبت من الأسد المشاعر والهوى والقافيات تغربت أشطارها رحل العفيف محمد في ومضة فعلا المنابر صادحا قرآنها أ " رقائق اللوكوس " بعده يتمت فتدفقت بدموعها أفنانها ؟ مالت على شطيه تبكي نعشه لهفي ، تشاركها ألبكا أمواهها أبدونه اضطربت حدائقها التي دأبت تغرد في شجى أطيارها ؟ أم " جلد ذات " حلقت بسمائها تختال ، في أفاقها أشعارها لتعانق النفس التي أودعتها وحيا تجلت في المدى آهاتها فلطالما اقتدت القوافي حالما ، ولطالما انساقت لكم أسرارها أمحمد أنت النزيل برحبة فاهنأ ، فرحمة ربنا أركانها أسلمت روحا للإله يحوطها برعاية مما قضت أقدارها فتحية مني إليك أبثها مهما سنت أو أدملجت أقمارها