يظل المغرب في صدارة البلدان المستوردة للشاي الصيني الأخضر، باستيراد 58 ألفا و500 طن، من هذا المنتوج، سنة 2009، مقابل 55 ألف طن سنة 2008، أي بزيادة تناهز 16 في المائة، بقيمة مالية بلغت 120 مليون دولار. وأشارت جريدة "الصحراء المغربية" إلى أن المغرب يحتل بحسب كاي جون المسئول في قسم الشاي، صدارة البلدان المستوردة للشاي الصيني، متبوعا بأوزباكستان، التي استوردت 22 ألف طن، وروسيا "21 ألف طن"، أما البلدان الخمسة الأخرى الأكثر استيرادا للشاي الصيني، فهي الولاياتالمتحدةالأمريكية، واليابان، وباكستان، والجزائر، وبينين، وأخيرا موريتانيا. ومنذ 1993، تاريخ تحرير استيراد الشاي، يشهد استهلاك هذا المنتوج نموا متواصلا، كما تشهد على ذلك العلامات، البالغ عددها حاليا 300 نوع، وعدد المستوردين، البالغ 50 مستوردا من الصين وحدها. وتتقاسم السوق بحوالي 60 في المائة، مجموعتان كبيرتان هما ميدو فود كومباني، وسوماتيس، التابعة لمجموعة هولماركوم، التي فازت في عملية خوصصة المكتب الوطني للشاي والسكر، وكان هذا المكتب المحتكر الوحيد للشاي، لما يناهز 35 سنة. ويستهلك المغاربة 1.8 كيلوجرام للفرد من الشاي سنويا، وهو أعلى معدل لاستهلاك هذه المادة الحاضرة باستمرار في موائد الأسر المغربية، خصوصا في البوادي الأطلسية، والشرقية، والجنوبية. وشكل هاجس البحث عن جودة المنتوج، أحد انشغالات المستوردين المغاربة، إذ تبين أن العديد من المصانع تزور علامات معروفة بجودة منتوجاتها. وفي هذا الإطار، طالب مسئولو ومديرو شركات مغربية، متخصصة في استيراد الشاي من الصين، السلطات الصينية المختصة، بتحسين جودة هذه المادة. وأوضح مهنيون، أخيرا، في اجتماع مع وفد صيني مكون من 20 عضوا، ضم مسؤولي شركات صينية مصدرة للشاي، ومسؤولين عن قطاع التجارة الخارجية، بوزارة التجارة الصينية، وممثلون تجاريون في المغرب، وإدارات الجودة، ومراقبة سلامة المنتوجات الغذائية، والسفارة الصينية بالرباط، "أوضحوا" أن جودة الشاي المستورد "تحسنت إلى حد القبول"، منذ سبتمبر/ شتنبر الماضي، بفضل الإجراءات التي اتخذتها السلطات الصينية، لكنها ما تزال تحتاج إلى إجراءات صارمة، تخدم تعزيز المبادلات في الشاي، والاستهلاك الداخلي من هذه المادة، التي قالوا إنها ليست كمالية في المغرب، لكنها أساسية. وشدد مسئولو الشركات المغربية المستوردة، في الاجتماع، الذي نظمته شركة "أندوكاف"، أخيرا، على ضرورة محاربة تزوير العلامات والمنتوجات، وقالوا إن هذه الظاهرة ازدادت حدتها، بشكل أكثر، خلال السنة الجارية، انطلاقا من الجزائر، رغم الإجراءات الجمركية المتخذة، داعين إلى تشديد الإجراءات، وخضوع كل الحاويات المشحونة بالمنتوجات للمراقبة الجمركية، وليس بعضها فقط". وضمن المطالب التي طرحها المهنيون المغاربة، تسوية مشكل أخلاقي، يتمثل في أن الكثير من المعامل الصينية المتخصصة في إنتاج الشاي "ليست ملتزمة مع المستوردين"، إذ "كثيرا ما تفرق بين المستوردين الكبار والصغار، ما يطرح منافسة غير شريفة بين كل الشركات المستوردة".