صرح مدير الوكالة الذرية الايرانية علي اكبر صالحي لتلفزيون "العالم" الايراني الحكومي الاحد ان ايران ستبدا الثلاثاء في انتاج اليورانيوم العالي التخصيب في مصنع نطنز بعد ان تلقى تعليمات بهذا المعنى من الرئيس محمود احمدي نجاد. وجاءت هذه التصريحات بسبب عدم التوصل الى اتفاق، بحسب طهران، حول تبادل الوقود النووي بعد اكثر من ثلاثة اشهر من عرض القوة مع مجموعة الدول الست (الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والمانيا). وقال صالحي لتلفزيون "العالم" الناطق بالعربية "سنبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية في رسالة غدا (الاثنين) بنيتنا تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%". واضاف "ان التخصيب بنسبة اعلى سيبدأ في منشأة نطنز اعتبارا من بعد غد (الثلاثاء)". واعطى الرئيس الايراني الامر بالانطلاق في انتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20% لدى افتتاح معرض مخصص لانجازات ايران في مجال الليزر. واعلن احمدي نجاد متوجها الى صالحي الذي كان الى جانبه "لقد قلت: لنعط (القوى الكبرى) شهرين او ثلاثة (لابرام اتفاق تبادل يورانيوم)، واذا لم تتفق سنبدأ بانفسنا (بانتاج اليورانيوم العالي التخصيب). لكن (القوى الكبرى) بدات تلعب معنا، ولو انها ارسلت اخيرا رسائل تقول انها تريد ايجاد حل". واضاف "(...) الان، دكتور صالحي، ابداوا بانتاج اليورانيوم (المخصب) بنسبة 20% مع اجهزة الطرد المركزي التي لدينا". الا ان الرئيس اشار مع ذلك الى ان "الباب يبقى مفتوحا امام المباحثات"، مضيفا ان تبادلا محتملا للوقود ينبغي ان يكون "من دون شروط". وتخصيب اليورانيوم في صلب النزاع منذ سنوات عدة بين ايران وقسم من المجتمع الدولي الذي يشتبه في ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تسعى الى امتلاك السلاح النووي تحت غطاء برنامجها النووي المدني على الرغم من نفي طهران المتكرر لهذا الامر. ومحطة نطنز التي تقع في وسط محافظة اصفهان والتي كشف عن وجودها في 2002، هي المعروفة اكثر بين المنشآت النووية الايرانية. وهذا المركز الذي يقع تحت رقابة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يعد اكثر من ثمانية الاف جهاز طرد مركزي، يعمل منها حوالى 4600 جهاز. ويمكن للمنشآت تحت الارض في نطنز ان تستوعب 50 الف جهاز طرد مركزي. وفي معرض التعليق على اعلان احمدي نجاد، دعا وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس المجتمع الدولي الاحد من روما الى "تشكيل جبهة موحدة للضغط على الحكومة الايرانية". واعربت لندن بدورها عن "قلقها الشديد". واحمدي نجاد الذي تواجه بلاده تهديدات بفرض عقوبات دولية جديدة عليها، اعلن في بداية كانون الاول/ديسمبر ان ايران ستنتج اليورانيوم المخصب بنسبة 20% والذي قال انها تحتاج اليها لمفاعلها للابحاث الطبية في طهران اذا رفضت الدول الكبرى تسليمها اياه وفق شروطها. ورفضت طهران في تشرين الثاني/نوفمبر عرضا قدمته الدول الست الكبرى يتضمن ارسال القسم الاكبر من مخزون اليورانيوم الايراني الضعيف التخصيب دفعة واحدة الى روسيا ثم الى فرنسا لتحويله الى وقود لمفاعلها للابحاث. وحددت طهران في المقابل مهلة للدول الكبرى الست لكي تقبل في نهاية كانون الثاني/يناير بتسليمها الوقود وفق شروطها --تبادل متزامن وبكميات صغيرة. الا ان ايران بدت انها تنتهج ليونة في الموقف لان احمدي نجاد اكد في الثاني من شباط/فبراير ان "لا مشكلة" لبلاده في مبادلة الوقود، من دون ان يفصح عن شروطه. ومنذ تشرين الاول/اكتوبر "كثفت ايران من المواقف المتناقضة فتبنت لهجة تصالحية يوما قبل التلويح بتهديدات في اليوم التالي"، كما لفت خبير غربي في طهران. وقال انها "تامل ان تؤخر فرض عقوبات دولية محتملة عبر تقسيم الدول الست من دون التخلي عن اي شيء من برنامجها النووي".