استمعت الشرطة القضائية، في العاصمة الرباط، بأمر من النيابة العامة، إلى توفيق بوعشرين، مدير تحرير يومية "أخبار اليوم المغربية"، الصادرة باللغة العربية، على إثر مقال افتتاحية الجريدة تضمن خطأ مطبعيا مسيئا للعاهل المغربي الملك محمد السادس. وجاء مقال بوعشرين تحت عنوان "خريف الديمقراطية القادم"، في عدد الجمعة 5-2-2010 الذي تواجد طيلة النهار في الأسواق. وعلمت العربية.نت، نقلا عن مصادر من "أخبار اليوم المغربية"، أن توفيق بوعشرين، قضى نهار الجمعة من الساعة 9 صباحا وحتى 4 عصرا، في مكتب الشرطة، للاستماع إلى أقواله حول عموده الصادر في الصفحة الأخيرة من الجريدة، والذي وردت فيه عبارة: "عهد الملك الراحل محمد السادس". وبحسب اليومية المغربية التي تحول مقرها عمارة "السعادة" الشهيرة في مدينة الرباط بعد إغلاق السلطات المغربية لمقرها الأول في مدينة الدارالبيضاء، فإن خطأ مطبعيا تسبب في هذا اللغط. وفي مقاله "خريف الديمقراطية القادم"، تحدث توفيق بوعشرين عن توقف أسبوعية "لوجورنال" الناطقة باللغة الفرنسية، عن الصدور وعن عدم اتفاقه مع الخط التحريري للمجلة التي ظهرت في العام 1997، لكونه مسيسا أكثر من اللازم، وفق تعبير مدير تحرير "أخبار اليوم المغربية". قائلا إن الخطط التحريري يعكس، في كثير من الأحيان، آراء أصحابه ومواقفهم في المعالجة الإخبارية والتحليلية لمختلف الموضوعات، وخاصة تلك التي تتعلق بالقصر الملكي. وهذا الخط التحريري، يوضح توفيق بوعشرين، يحوّل الصحفي إلى "واعظ" أو"نبيّ" أو"أستاذ" يعطي الدروس للآخرين ولا يستمع إلاّ قليلا إليهم، لكن "اختلافي الجزئي هذا مع لوجورنال، لم يكن يمنعني من اقتناء المجلة كل أسبوع، ولا يمنعني الآن من إعلان تضامني مع فريق هذه المجلة، وأن يحجب مطالبتي للسلطة بالتراجع عن هذا القرار الخاطئ بإعدام المجلة، كيفما كانت توجّهاتها ولغتها وأسلوب معالجتها للشأن السياسي في البلاد. الصورة الآن، بغض النظر عن التفاصيل، هي: لوجورنال مجلّة جريئة". وكانت السلطات المغربية قد أوقفت في وقت سابق جريدة "أخبار اليوم"، بسبب نشرها رسما كاريكاتيريا عن زواج الأمير مولاي إسماعيل ابن عم العاهل المغربي الملك محمد السادس، رأت فيه السلطات مسا بما تعتبره مقدسات، ونتيجة لذلك دانت المحكمة مدير الجريدة بعقوبة السجن وأداء غرامة مالية، كما ألغت الترخيص الممنوح للجريدة، ما جعل بوعشرين يدخل تغييرا بسيطا على الاسم باضافة "المغربية". ووجه بوعشرين في حينها رسالة اعتذار للأمير مولاي إسماعيل الذي تنازل عن حقه في الدعوى المرفوعة ضد بوعشرين، فيما تم الاحتفاظ بحق الدولة في المتابعة.