حتى لا ننسى جرح فلسطين وحتى لا ننسى أطفال غزة في مثل هذه الأيام كانت الطائرات الصهيونية تمطر قطاع غزة بوابل من القنابل العنقودية، لا تميز بين شيخ أو امرأة ولا بين حجر أو بشر .. في مثل هذه الأيام كانت غزة غارقة بالدماء. كلنا نتذكر تلك الصور المؤلمة التي كانت تصل من هناك... ونتذكر الصمت المريب لحكام الخونة والذين أعطوا الضوء الأخضر للآلات الصهيونية لإباحة دماء شعب محاصر ومازال ليومنا هذا تحت قبضة الحصار التي تفرضه مصر أم الدنيا على إبنها العاق "قطاع غزة". هذا الإبن الذي فضل اتباع طريق العزة والكرامة، أم الدنيا تعاقبه لمخالفته أوامرها، وإنا أقول لهذا الابن ما قاله الله تعالى لنبيه ابراهيم [QURAN]وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون[/QURAN]. هؤلاء الأطفال الثلاثة ناموا هذه الليلة وألبستهم ماما ملابس دافئة حتى لا يشعروا بالبرد القارص لعدم توفر التدفئة، ناموا جائعين لأنه لا يوجد طعام فالحصار خانق ولا يسمح بإدخال المعونات، ناموا ولم يستحموا لأنه لا توجد مياه ساخنة، ناموا معاً في غرفة واحدة حتى لا يخافوا لأن الكهرباء مقطوعة والظلام دامس، ناموا ينتظرون إشراق فجر جديد لربما يتمكنون من اللعب في ساحة البيت, يركضون, يمرحون, يتشاجرون, يبكون, يتصالحون ... ناموا وهم لا يفهمون ما معنى كلمة سياسة, ناموا وهم لا يعرفون لماذا يطلقون عليهم الصواريخ والقذائف. انظروا إلى الطفل بأسفل الصورة, ألا تلاحظون ابتسامته الخفيفة ؟ انظروا إلى ملامح وجهه ما أروعها, انظروا إلى ملابسه ما أجملها ! هي الطفولة البرئية لم تفقد معانيها رغم امتزاجها بالموت. ناموا معاً وماتوا معاً. ناموا أبرياء وماتوا أبرياء. من يريد أن يبكي فليبكي فهذه الصورة أقوى من محاولة حصر الدموع في الجفون. هؤلاء أطفال غزة, يذبّحون ويحرّقون وحسني مبارك لا يتدخّل ولا يعنيه، بل يعمق الجراح بفرض مزيد من الحصار وتطويق شعب بجدار فولاذي لمنع ما يتسرب من غذاء لهم. لقد بلغ السيل الزبى ويبدو أنّ حاكم مصر الأبدي لا يفهم لغة الاحترام وأنا أقول لك يا فرعون زمانه إفتح المعابر حتى يهربون هؤلاء الأطفال إلى مكان آمن. إفتح المعابر للأبرياء فلا دخل لهم في هذه الحرب, إفتح المعابر قبل أن تُفتح لك أبواب جهنم يوم القيامة. توقف عن صبغ شعرك وانظر حولك, هل أنت أعمى ؟ أتمنى أن تجدي معك نفعاً هذه اللغة. وهذا فيديو لتضامن أطفال طنجة مع اخوانهم في غزة السنة الماضية :