يتزايد عدد المهاجرين الذين ينهون التحصيل العلمي وينالون شهادات علمية، وبالتالي يتناقص عدد العاطلين عن العمل منهم، ومداخليهم المالية تزداد ببطء ولكن بثبات. بيد أن تحسن وضعهم لا يعني انه أصبح مشابها لوضع الهولنديين الأصليين. هذا ما تبين من تقرير مكتب التخطيط الاجتماعي والثقافي، الذي عاين تطور التنمية الاجتماعية في هولندا خلال السنوات العشر الماضية. ويعيش في هولندا 16 مليون ونصف المليون شخص، وقد ارتفع عدد المهاجرين في الأعوام العشر الماضية من 16% إلى 20% من سكان هولندا، وفي وقت كان نصف السكان من الهولنديين يعتبرون منذ عشر سنوات أن هناك الكثير من المهاجرين في هولندا تراجع اليوم هذا العدد الى39%. يقول روب بايل نائب مدير مكتب التخطيط الاجتماعي والثقافي" ان عدد الهولنديين الذين يتذمرون من المهاجرين بدأ يتراجع، ولكن مازال أربعة هولنديين من اصل عشرة يعتقدون أن البلاد تعج بالأجانب. هذه نسبة عالية وتدعو للقلق". ويعتقد الباحثون أن التغيير الحاصلفي التفكير قديعود إلى طريقة طرح الأسئلة في هذا التحقيق. إذ تم استعمال كلمة الخلفية العرقية بدلا من كلمة عرق مثلا. كما بينت البحوث التي أجريت هذا العام أن المواقف الايجابية لناحية المهاجرين يجب التعامل معه بحذر. التوترات أظهرت الدراسة المذكورة أن الهولنديين يشعرون بالتوتر والاختلاف الكبير بين المهاجرين والسكان الأصليين. عن هذا يقول روب بايل " تشهد بعض الأحياء السكنية التوتر بشكل مستمر بين الجانبين وهذا يجذب اهتمام الأعلام دائما. الأمر يستدعي العمل لتحسين الوضع. نحن لا نقول أن كل شيء يسير على ما يرام في ما يتعلق باندماج الأجانب في المجتمع. كلا، على العكس من ذلك، الطريق طويل لتحقيق هذا". يعتقد الهولنديون أن على المهاجرين بذل مجهودا اكبر لتعلم اللغة الهولندية والاندماج في المجتمع، وهذا لا يعني أنهم يجب يتخلوا عن ثقافتهم في حال قيامهم بذلك. ويتفق معه القسم الأكبر من المهاجرين على ذلك. الشبان ارتفعت نسبة المتعلمين بين الشبان المهاجرين، ويعتقد الباحثون أن السبب يعود إلى أن الكثير منهم يكملوا تعليمهم الدراسي بالكامل في هولندا. في وقت أن معظم المهاجرين الذين درسوا في بلادهم لا يتمتعون بمستوى تعليم جيد. خطى الشبان من أصول تركية ومغربية خطوة كبيرة إلى الإمام. فواحد من اصل ثلاثة فقط ذو مستوى تعليم منخفض. في وقت كان أكثر من 85% من المهاجرين الأوائل أميين أو شبه أميين، فإن الجيل الشاب حاله أفضل بكثير. كما يقول روب بايل " وجدوا انفسهم في نوع من السباق لتخطي الفرق ما بينهم وبين الشبان من اصل هولندي، هذا أمر ايجابي جدا، العديد من العائلات المهاجرة تواجه بعض الصعوبات المادية. غالبا ما يكون دخلها منخفض وأحيانا في حالة بطالة، غير أن الأولاد في كثير من الأحيان وضعهم جيد جدا في مجال الدراسة".
"وهناك أيضا تحسن طفيف وملحوظ في سوق العمل، نسبة المهاجرين العاطلين عن العمل اقل مما كانت عليه في عام 1998. لذلك لديهم إمكانية اكبر لصرف الأموال، وانخفضت نسبة العائلات المهاجرة الفقيرة. ونرى الآن أن هناك العديد من العائلات من أصول سورينامية وتركية ومغربية تملك بيتا خاصا بها. المصدر: إذاعة هولندا العالمية