انتزع فيلم "المر والرمان" للفلسطينية نجوى نجار "جائزة الجمهور" لافضل فيلم عربي في الدورة الاولى من مهرجان الدوحة -ترايبيكا الذي اختتم فعالياته مساء الاحد خلال حفل اقيم في الهواء الطلق في حديقة المتحف الاسلامي وكان مفتوحا امام الجمهور. وتسلمت نجوى نجار الجائزة التي تبلغ قيمتها 50 الف دولار من يد الفنان العالمي روبرت دي نيرو صاحب النسخة الاساسية من مهرجان ترايبيكا العريق الذي يقام في نيويورك والذي وصل الى الدوحة قبل ساعات فقط من موعد الحفل الذي جاء ليتوج خمسة ايام من العروض المتنوعة التي شهدت اقبال الجمهور. وبدت نجوى نجار في غاية الانفعال عقب تسلمها الجائزة وبعد نزولها من المنصة مع ابرز ممثلي فيلمها قالت لوكالة فرانس برس، "نريد فلسطين حرة. احسست ان الناس هنا احبوا الفيلم كثيرا وكان من المهم جدا بالنسبة لي ان احوز جائزة الجمهور في الدوحة". واضافت "احب فكرة ان يكون مشاهدو الدوحة هم من منحوني الجائزة. ردود فعل الجمهور كانت جميلة وهو منحني طاقة باقباله على الفيلم. شهدت جوا مريحا في هذا المهرجان اقرب الى الجو العائلي". ويتناول فيلم "المر والرمان" الذي عرض اول مرة قبل نحو عام، حكاية امراة فلسطينية شابة سجن زوجها من قبل الاسرائيليين الذين يريدون مصادرة ارضها. ويطرح "المر والرمان" على خلفية الاحتلال الذي يربك السير الطبيعي للحياة الفلسطينية وعلى نحو جريء وان غير مكتمل سينمائيا اوضاع المراة الممزقة بين رغباتها في ان تكون حرة وبين احكام المجتمع الخانق في جو الانغلاق الكلي الذي يفرضه الاحتلال اضافة لتدخلات الاهل والاقارب في ادق خصوصياتها. وفي غياب الزوج تنشأ علاقة عاطفية بينها وبين احد الفلسطينيين القادمين من بيروت لتدريب فرقتهم على الرقص واذا كانت العلاقة تنشا على نحو عفوي فهي ستقودها لطرح الكثير من الاسئلة حول وضعها ومستقبلها وممارستها الرقص. وكشفت نجوى نجار لفرانس برس كونها تضع حاليا اللمسات الاخيرة على سيناريو فيلمها الثاني الذي سيتناول "الغيتو الفلسطيني ضمن حبكة درامية لا تخلو من تشويق بوليسي". وعبرت المخرجة الفلسطينية عن رغبتها في ان يكون سعيها لانتاج عملها الطويل الثاني اسهل مع نيلها هذه الجائزة وبعد سنوات اربع قضتها في تحقيق فيلمها الاول وتأمين الانتاج له. وذهبت جائزة الجمهور لافضل فيلم اجنبي على نحو بديهي لفيلم "قطر تيم" الوثائقي للمخرجة البريطانية ليز ميرمين التي رافقت اول فريق قطري للتناظر والمؤلف من خمسة طلاب متعددي الثقافات وتتراوح اعمارهم بين 15 و17 سنة في رحلة معرفية تطل على الكثير من جوانب حياة الشباب. وترافق الكاميرا هذا الفريق وهو يتدرب على يد خريجين من اوكسفورد واصحاب خبرات في فن الخطابة للمشاركة في اول مناظرة تنافسية لهم في بطولة العالم للتناظر بين المدارس كما ترافق الكاميرا الفريق في رحلته من الدوحة الى نيويورك مرورا بلندن. ورويدا رويدا تدخل الكاميرا عالم هؤلاء الشباب فتكشف خلفيتهم ومحادثاتهم البريئة حول قضايا معقدة بينها الدين والسياسة ونظرتهم الى الافكار السائدة. وتسلمت ليز ميرمن بدورها شيكا بمبلغ 50 الف دولار من المهرجان ورعاته. اما جائزة افضل عمل من دقيقة بنتيجة ورشة التدريب التي اشرف عليها الفلسطيني اسكندر قبطي فمنحت للقطرية صوفيا المري عن تجربتها خلال الورشة وحيث قدمت عملا يلفت الى ضحايا حوادث السير في قطر. بذلك يكون الفوز في الدورة الاولى من مهرجان الدوحة -ترايبيكا نسائيا بحتا وياتي ليكرس قضايا مطروحة في الاعمال الفنية واحبها المهرجان ومشاهدوه. وخلال الدورة الاولى من المهرجان اعطى عدد من المخرجين دروسا في السينما مثل الفلسطيني ايليا سليمان والمخرجة الهندية ميرا نايير فيما تغيب داني بويل مخرج شريط "سلامدوغ ميليونير" في حين اعلن انه سيشارك في التدريب. ونظم المهرجان عددا من الندوات التي اطلق عليها اسم "حوارات الدوحة" وهي حلقات تفاعلية ونقاشات ضمنها ندوة حول "صناعة الافلام الوثائقية" تم خلالها مناقشة صعوبات انتاج فيلم وثائقي راهنا بدءا من التمويل وصولا الى التوزيع ودراسة طبيعة السوق.