كشف قيادي في حركة حماس ل'القدس العربي'، الجمعة ان جولة الحوار الفلسطيني القادمة ستكون صعبة للغاية، ولا أحد يعلم إلى اين ستسير الأمور، وذلك لأن الجولة الماضية تأجلت بسبب طلب المصريين من حركة حماس تقديم 'شيء ما' لوزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك، بمعنى تقديم تنازل معين. واضاف القيادي الذي رفض الكشف عن اسمه ان هذا الموضوع اشعر قادة حماس بالقلق الشديد خصوصا عندما قال لهم مسؤول امني مصري رفيع ان باراك سيذهب الى الكنيست بيدين فارغتين، وان المطلوب من حركة حماس ان تضع بيديه أي شيء ليقف في الكنيست ويقدم على اتخاذ خطوات ستستفيد منها حركة حماس. واضاف المسؤول أن حركة حماس شعرت انها تتعرض ل'عملية ابتزاز غير مسبوقة'، وهو ما اثار قلق قادتها المشاركين بالحوار، ودفعهم الى التوقف عن مواصلة الحوار وطلب تأجيله. وأشار القيادي الى ان هذا التصرف المصري 'ليس له ما يبرره'، فيما رأى مقربون من الحركة 'أن هذه المسألة هي عبارة عن 'رشوة' واضحة لباراك، وهذه الرشوة تأتي اثناء الحوار الفلسطيني الفلسطيني، وهي تكشف عدم حيادية مصر في مسألة الحوار، وأنها تسعى فعلا إلى الضغط على الأطراف الفلسطينية لتقديم تنازلات لصالح إسرائيل'. يذكر أن العلاقات بين حركة حماس ومصر شهدت توتراً اثناء الحرب على قطاع غزة، وشهدت اتهامات لمصر من قبل قياديين في حركة حماس، أشاروا في حينه إلى انحياز مصري لصالح إسرائيل. ويؤكد القياديون في الفصائل الفلسطينية المختلفة أهمية العامل الإقليمي في دفع الحوار الفلسطيني. وقال أمين سر تحالف فصائل المقاومة خالد عبد المجيد إن التدخلات الإسرائيلية والاشتراطات الأمريكية تعطل الحوار، وإنه يراوح مكانه في ظل إصرار مصر على 'احتكار هذه الورقة' دون إشراك أي قوة عربية. وأضاف عبد المجيد 'نريد جهودا عربية داعمة للجهد المصري'. ولفت إلى وجود قلق من الدور المصري الذي اعتبره منحازا لفريق السلطة الفلسطينية وراضخا لضغوط خارجية. وأضاف أن أدوارا لسورية والسعودية والأردن وقطر رئيسة القمة العربية ستدفع المصالحة إلى الأمام. بدوره قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد إن إشراك سورية سيسهم بدفع المصالحة. وأضاف 'هناك قوى وفصائل تفضل إشراك سورية في رعاية المصالحة لما يتمتع به الدور السوري من حضور وتأثير عميق على الوضع الفلسطيني'. وأكد مسؤولون فلسطينيون أن الوفد المصري أجرى حوارات مع المسؤولين السوريين تناولت طلب دعم سورية للحوار الفلسطيني، لكن لم يصدر عن دمشق أي معلومات حول أي من اللقاءات. والتقى الوفد الامني المصري الذي يضم كلا من اللواء محمد ابراهيم معاون اللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامة المصرية، ومدير مكتب اللواء سليمان أحمد عبد الخالق، في رام الله برئيس المجلس التشريعي الفلسطيني والقيادي بحركة حماس عزيز الدويك. كمال التقى بقيادات من حركة فتح. وقال عزام الاحمد رئيس كتلة فتح النيابية ل'القدس العربي' ان الوفد قدم عدة اقتراحات للحركة حول قضايا الحكومة والانتخابات والامن. واضاف الاحمد 'لم نشعر ان هناك جديداً في جعبة المصريين، وانا شخصيا لا اشعر ان حركة حماس لديها الرغبة في انهاء الانقسام'. ونفى الاحمد ان يكون هدف زيارة الوفد امصري هو بحث ملف الاعتقال السياسي مع حكومة سلام فياض، مشيرا الى ان قضية المعتقلين كانت اخر ورقة طرحها الوفد المصري على حركة فتح.