وصل هذا الأسبوع العدد رقم 101 من مجلة «إسرائيل ماغازين» (بتاريخ يوليوز2009) إلى أكشاكنا المغربية.25 درهما فقط لا غير، يمكن للقارئ المغربي أن يطلع على عصارة الفكر الصهيوني من خلال الشهرية « israel magazine» التي انتظرت عشر سنوات –أي منذ ميلادها- لتقتحم أول سوق عربية بفضل شركة «شوسبريس» المغربية الشريفة التي تضطلع بمهمة توزيعها في بلد أغلق مكتب الاتصال الإسرائيلي وتناسى إغلاق منافذ أخرى لتغلغل الخطاب الصهيوني الذي إن طردته من الباب عاد من النافذة. وسيكون من عبث العابثين التذكير بأن الحكومة المغربية سمحت لهذه المجلة الصهيونية بأن تلجأ إلى السوق المغربية، مرتبطة باتفاقيات والتزامات مع مخلوق عجائبي اسمه «الجامعة العربية» تقضي بمقاطعة إسرائيل ومنتوجاتها وبضائعها حتى البضائع الإعلامية منها. ولعل الذين منحوا تأشيرة الدخول إلى السوق المغربية لهذه «التحفة» الصهيونية انبهروا بمقالاتها حيث تتحدث عن «التقدميين العرب» الذين يرفضون أن يتحولوا إلى «إرهابيين». وقد أوصت المجلة خيرا بهؤلاء العرب «المعتدلين» الذين حاولوا حسب مجلة «إسرائيل ماغازين». أن «يعيدوا النظر في النظام التربوي العربي ومقاربتهم للإسلام في اتجاه التطبيع الكامل والشامل مع «دولة إسرائيل». واعترفت المجلة الصهيونية مع ذلك ب«شجاعة التقدميين العرب الذين يخاطرون بحياتهم» فداء لإسرائيل، ودعت إلى «بذل كل الجهود من أجل دعمهم». بكلمة أخرى تدعو المجلة إلى عملية قيصرية تسفر عن ميلاد «الصهاينة العرب»، وربما ستدعو في أعداد قادمة حكومة نتنياهو إلى إحداث وزارة إسرائيلية لدعم «الصهيونية العربية» وتمويلها وفتح كافة القنوات الدولية أمام توسعها وانتشارها عالميا حتى يتحول بعض العرب إلى مُبشّرين بتعاليم هرتزل بالوكالة عن الموساد والجمعيات الصهيونية النافذة من قبيل «إيباك» الأمريكية التي تتحكم في القرار الأمريكي المتصهين إلى أبعد الحدود. فتح وزير الاتصال الباب لمجلة «إسرائيل ماغازين» بالمغرب. لكنَّ صوتَها هنا سيظل مبحوحا، كما أن كاتم صوتها سيظل هو ذلك الإيمان المغربي العميق بعدالة الحق الفلسطيني، رغم الأصوات النشاز التي تَبْرزُ هنا بين الفينة والأخرى. لكن تأكدوا أن خُفَّاشاً صهيونيا واحدا لن يصنع أبدا ربيع الصهيونية في بلد يملك من الحصانة ما يكفي ضد «المُطَبّْعين بلا حدود».