تعتبر الكلية المتعددة التخصصات بالعرائش، التي ستفتح أبوابها في وجه طلبة البكالوريا في شتنبر المقبل، منارة لمية فتية هامة وفضاء لتكريس سياسة القرب في مجال التكوين الموجه للتنمية وللحاجيات المحلية.وستساهم هذه الكلية، فضلا عن تقليصها لمسافات التنقل بالنسبة لطلبة إقليمالعرائش الراغبين في الرفع من درجات مؤهلاتهم العلمية، بشكل كبير في التنمية المحلية بالنظر لنوعية التكوين المبرمج بها، والذي يستهدف في المقام الأول حاجيات المنطقة. ولتحقيق هذه الغايات تم الإعلان، خلال تنصيب عميد هذه الكلية مؤخرا بالعرائش، عن طبيعة التكوين الذي ستضطلع به، والمتمثل في تمكين الطلبة في مرحلة أولى من تكوين في مجالات الاقتصاد والتدبير والمعلوميات. وهذه التخصصات والمسالك، حسب مسؤولي الكلية، تم اختيارها بعناية فائقة لكي تساهم بالأساس في تأهيل موارد بشرية من شأنها المساهمة في تثمين مؤهلات إقليمالعرائش في مجالات الفلاحة والصناعة الغذائية والصيد البحري والسياحة. وستنخرط هذه الكلية مستقبلا في تكوينات أخرى حسب المتغيرات والمستجدات التي ستحصل في الدورة الاقتصادية بالإقليم، على أن تقوم لاحقا بفتح مسالك مهنية في إطار شراكات تتجاوز حدود الإقليم. وإذا كان الإقليم وما يزال خزانا مهما لأنواع عديدة ومتنوعة من المنتوجات الفلاحية ( البطاطس، توت الأرض، زيت الزيتون، الطماطم، قصب السكر، الشمندر السكري، عباد الشمس، إنتاج الدواجن، والأسماك)، فإن الوحدات العاملة في مجالات تصنيع وتصدير بعض هذه المنتوجات في حاجة ماسة ليد عاملة مؤهلة لكي تطور نشاطها، وهنا يبرز دور هذه الكلية، التابعة لجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، في توفير موارد بشرية تلائم حاجيات هذه الوحدات. ومن الحاجيات الأخرى التي ستوفرها الكلية في ما يتعلق بالموارد البشرية المؤهلة، تلك المرتبطة بمجال السياحة الذي يشهد حاليا طفرة نوعية بالعرائش بفضل ( المحطة السياحية الليكسوس) التي توجد أشغالها في المراحل النهائية. وبهذا المعنى، فإن هذه الكلية التي رصد لها غلاف مالي بلغ 13 مليار سنتيم، منخرطة في نهج الانفتاح الإيجابي للجامعة المغربية على محيطها ومجالها من أجل تحقيق نهضة اقتصادية واجتماعية وثقافية بالإقليم. ولبلوغ هذه المرامي، تشير معطيات تقنية حول هذه الكلية، إلى أن إدارة هذه الأخيرة ، التي خصصت لتشييدها مساحة إجمالية بلغت 36 هكتارا، ستحرص على إشراك كل الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المحلية في وضع البرامج التي ستعتمدها الكلية. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الكلية، التي بدأت الأشغال بها في يونيو الماضي وستفتح أبوابها في وجه أبناء المنطقة خلال الموسم الجامعي المقبل، تتوفر على مدرجات ومختبرات ومرافق رياضية وقاعات للتدريس والندوات والأساتذة. وما تزال الأشغال جارية بها على قدم وساق لكي تكون في الموعد الجامعي المقبل. إلا أن الأجمل في هذه المؤسسة هو معمارها الأخاذ وما رافق عملية البناء من حرص شديد على غرس نماذج من الأشجار والنباتات المتواجدة بالإقليم لتمكين الطلبة من تكوين صورة مصغرة عن الخيرات الفلاحية لمنطقتهم. ومادام الأمر يتعلق بأول مؤسسة جامعية بإقليمالعرائش أو نواة جامعية، فإن عيون الطلبة التواقين إلى مزيد من المعرفة، خاصة المتفوقين الذين تعوزهم الإمكانيات ويعانون من ضيق ذات اليد، يتطلعون بشوق كبير إلى اليوم الذي ستفتح فيه أبواب التسجيل وبالتالي الانخراط في مسيرة التعليم والتكوين. وحسب فعاليات ثقافية واجتماعية واقتصادية محلية، تم استيقاء آرائها في الموضوع، فإن هذه المنارة العلمية التي رأت النور بالعرائش بعد انتظار طويل، ستشكل حافزا للإقبال على العلم والقراءة بفضل خزانتها التي ستتوفر على رصيد هام من الكتب والمطبوعات ووسائل حديثة في التعلم. واعتبروا أن هذا المشروع الهام جاء في وقته للمساهمة في الدفع بعجلة التنمية المحلية التي ما تزال في حاجة ماسة لعنصر بشري مكون ومؤهل، وأشاروا في هذا الصدد إلى أهمية التكوين المبرمج بالكلية التي دخلت منذ البداية في علاقات شراكة وتعاون مع جامعة قاديس الإسبانية وتمثلت بالأساس في اللقاء العلمي المشترك حول البحر والبيئة والصيد البحري الذي عقد بمقر الكلية مباشرة بعد تنصيب عميدها.