احتفلت الكلية متعددة التخصصات بمدينة العرائش، اليوم الأربعاء، بالذكرى الأربعين ليوم الأرض، من خلال تنظيم يوم دراسي حول العلاقة بين التنمية المستدامة والمحافظة على الموارد الطبيعية فوق كوكب الأرض. ويهدف هذا اليوم الدراسي، المنظم بتعاون مع مجموعة الجماعات المحلية وعمالة إقليمالعرائش، إلى إتاحة الفرصة للمتدخلين الجامعيين والفاعلين الاقتصاديين وأصحاب القرار لمناقشة آثار التنمية على الوسط البيئي، إن على المستوى المحلي أو الوطني، على ضوء المشاورات الموسعة حول الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة. ويكتسي هذا اليوم الدراسي أهمية بالنسبة للفاعلين المحليين لكون إقليمالعرائش يتوفر على مؤهلات طبيعية وبيئية واعدة، ويعرف نموا عمرانيا متسارعا، يتعين معه إيجاد نقطة توازن بين الإكراهات التنموية الضرورات البيئية. وأشار مجموعة من المتدخلين، خلال هذا اليوم الدراسي، إلى أن الإقليم انخرط في مجموعة من الأوراش الكبرى الرامية إلى تثمين الموارد الطبيعية وضمان استمرارها للأجيال المقبلة، من قبيل تأهيل الأحواض المائية، وبناء السدود، وتهيئة المناطق الساحلية. وبهذا الصدد، أشار المتدخلون إلى أن هذه الأوراش ستمكن، من جهة، من استثمار المؤهلات الطبيعية من أجل تحقيق تنمية متوازنة والنهوض بالنسيج الإنتاجي المحلي (خصوصا الفلاحي والصناعي)، كما ستضمن، من جهة أخرى، استغلالا عقلانيا لهذه المؤهلات والادخار في استهلاك المواد الأولية والطاقة مع الرفع من معدل الإنتاجية. على مستوى الطاقات المتجددة، تطرق بعض المتدخلين خلال هذا اللقاء إلى مشاريع تطوير حقول الطاقة الريحية بشمال المغرب، بالإضافة إلى مشروع إنتاج الطاقة الحرارية بالمحطة الكهربائية تهدارت (إقليم طنجة أصيلة)، وهو ما يجعل جهة طنجة-تطوان رائدة على مستوى المغرب في مجال إنتاج الطاقات النظيفة بالاعتماد على مصادر غير أحفورية. وفي موضوع ذي صلة، أشار بعض المتدخلين إلى أهمية المحافظة على التنوع الإحيائي بالمنطقة، خصوصا وأن إقليمالعرائش يعتبر معبرا رئيسيا للطيور المهاجرة، كما يتوفر على غطاء نباتي متنوع، ويضم حوضا نهريا يعتبر من بين أغنى الوديان في مجال التنوع البيئي. كما تضمن برنامج هذا اليوم الدراسي مجموعة من العروض حول "المحيط البيئي بالبحر الأبيض المتوسط" و"الاقتصاد الدائري" و"جهة طنجة تطوان : الرأسمال البيئي" و"أثر التغيرات المناخية على التنوع البيولوجي". فضلا عن ذلك، تطرق المشاركون إلى معايير "التدبير المتكامل للمناطق الساحلية المتوسطية" واستعراض "المقاربة الجهوية لتنمية الطاقات المتجددة" و"مساهمة الاتحاد العام لمقاولات المغرب في مجال البيئة والتنمية المستدامة". كما شمل هذا اليوم الدراسي إطلاق حملة لتشجير مختلف مرافق الكلية متعددة التخصصات بالعرائش، بالإضافة إلى معرض يتمحور حول البيئة والتنمية.