كيف ترى أهمية انتخابات مجالس الجماعات المحلية والبلدية بالنسبة إلى المواطن في بلدية العرائش خصوصا وباقي الجماعات بالإقليم عموما ؟ أعتقد أن أهمية هذه الانتخابات الجماعية بالنسبة إلى مناضلي حزبنا تكمن في كون أن هذه المحطة الانتخابية، هي أهم محطة استحقاقية لأن لها ارتباط قوي بالمواطنين من حيث قضاء مآربهم وخدماتهم اليومية في ظل السنوات الست القادمة، كما أنها فرصة لتدبير الشأن العام تدبيرا مثاليا والقيام بمشاريع تنموية تخدم الساكنة والمدينة لذلك يستوجب على المواطنين اختيار مرشحيهم بعناية خصوصا ذوي الكفاءات منهم والذين يتوفرون على برنامج سياسي واضح عبر تحكيم ضمائرهم وإعمال عقلهم بعيدا عن كل الإغراءات المبسوطة أمامهم من طرف لوبي الفساد بالمدينة والأمر نفسه ينطبق على الإقليم . ما هي نظرتكم إلى التحالفات، خصوصا إذا كان القانون الجديد للانتخابات يحدد عتبة 6% وهي ليست متاحة للجميع، كما أنه ليس في استطاعة أية لائحة الحصول على الأغلبية المطلقة ؟ من السابق لأوانه الحديث عن التحالفات الآن، غير أننا نؤكد أن تحالفاتنا تتخذ منحى استراتيجيا تبتدئ بالتحالف على مستوى المجلس البلدي لتمر بعد ذلك إلى التحالف على المستوى الاقليمي، ثم الجهوي. ضمن هذا التصور نستحضر إمكانياتنا للعمل وفق المعطيات التي تتغير باستمرار بالتنسيق مع حلفائنا في الأحزاب الديمقراطية غير أننا نرفض رفضا باتا اللوائح التي تزرع الفساد وتوزعه بالمدينة لذلك ندعو المواطنين إلى المشاركة بكثافة يوم الاقتراع واختيار المرشحين ذوي الكفاءات العالية لتسيير الشأن العام بالمدينة. ماذا تقترحون لتحسين وتغيير حياة العرائشيين ؟ اقتراحاتنا كثيرة ومتعددة ،تسعى جميعها إلى تلبية حاجيات المواطنين وتعزز قيم المواطنة خصوصا في : - توفير الحق في الأمن من خلال الصيانة البنيوية كتعبيد الطرق وتعميم الإنارة؛ - ترسيخ الحلول المستدامة لأزمة السكن الحضري ؛ - وضع مخطط لتشجير المدينة والأحياء الهامشية وتوسيع خارطة المجالات الخضراء ؛ - توسيع خطوط النقل الحضري وإحداث خطوط خاصة بالنقل المدرسي لتعزيز ربط المدينة بالضواحي ؛ - تعميم ودعم التنشيط الرياضي والثقافي والاجتماعي مع دعم وتأهيل المجتمع المدني؛ - إصلاح وتأهيل المرافق الرياضية والعمل على التعتيم التدريجي للفضاءات الرياضية (فضاء لامبيكا والهوامش ) في إطار برنامج ً الرياضة للجميع ً؛ - إحداث مجلس جماعي موازي خاص بالطفل على شاكلة برلمان الطفل . كل هذه الاقتراحات وغيرها مما هو مسطر في برنامجنا سيتم في إطار تصور كلي يجعل من السكان هم المدبرون لاستراتيجيات التنمية المحلية باحترام تام للخصوصيات الثقافية والاجتماعية لمدينة العرائش لأن الاستراتيجيات إذا سطرت بعيدا عن المقاربة التشاركية المباشرة مع المستفيدين لن تعطينا إلا التهميش والإقصاء وانتشار البناء العشوائي ودور الصفيح والفوضى في العمران وفقدان جمالية وهوية المدينة والعبث بخيراتها... الخ. لذا نتصور أن التنمية المحلية التي نتوخاها ونحن على أبواب انتخابات جماعية هامة رهاننا الأول فيها هو رفع نسبة المشاركة، بالإضافة إلى رهان التنمية المحلية المستدامة في إطار جهة قوية سياسيا واقتصاديا لنعيد روح المبادرة والمشاركة السياسية من جديد. وفي السياق نفسه سنعمل على تكوين الأطر السياسية والجمعوية المحلية في مجالات التدبير السياسي والاقتصادي والثقافي، مما يعطينا فعاليات سياسية وجمعوية مكونة وقادرة على تدبير الشأن المحلي باقتدار وتصبح هي المدبرة كليا لشؤونها السياسية والاقتصادية باحترام وتوافق تام مع الاستراتيجيات الكبرى المركزية للدولة. ما هو تقيمكم لعملكم في المجلس طوال الست سنوات الماضية ؟ أعتقد أننا قمنا بعمل هام خلال السنوات الست الماضية، سواء من حيث التواجد في البلدية لخدمة المواطنين وقضاء مآربهم أو من خلال المساهمة في التنمية المحلية عبر الاقتراحات التي كنا نتقدم بها بين الفينة والأخرى، كما أن تسييرنا للمجلس الاقليمي للعمالة والذي كان حزبنا يرأسه مكننا من برمجة مليار سنتيم في مشاريع تنموية همت مجالات الرياضة والبنية التحتية والطرق وتأهيل الموارد البشرية، خصوصا وأن مجموعة من الدواوير من بينها لغديرة وبكارة ورقادة كانت محسوبة على الوسط الحضري دون أن تستفيد من مزاياه، وهاهي اليوم تستفيد من هذه البرمجة وكانت هذه الخطوة سابقة في تاريخ الإقليم ؛وطبعا كانت البلدية هي المدخل الأساس لرئاسة المجلس الاقليمي غير أننا لاقينا صعوبات جمة أثناء تحالفنا لتسيير المجلس البلدي في الفترة السابقة نلخصها في نقطتين : ضعف مداخيل المجلس رغم خيرات المدينة البادية للعيان وكثرة المصاريف مما يحد من القيام بمشاريع تنموية هامة . ومع ذلك طالبنا برفع المداخيل عبر تهيئ وكالة المداخيل وتأهيل مواردها البشرية ومدها بالأطر الكافية للقيام بعملها في أحسن الظروف، وخلق التحفيزات الضرورية لعامليها، مع مراقبة سير عملها عبر لجنة مختصة لهذا الغرض وإحداث مرافق تذر الدخل على البلدية مع قيام لجنة الاستخلاص بحملة على مدار السنة بأكملها، لتكون المردودية أنجع وأفضل، خاصة في الباقي استخلاصه الذي يناهز 6 ملايير سنتيم، كما أننا تصدينا للاختلالات في المصاريف خاصة المتعلقة بالوقود والكهرباء وقطع الغيار والصفقات وغيرها ووقفنا سدا منيعا في وجه المفسدين بالبلدية وطالبنا باستبدال مجموعة من رؤساء المصالح المفسدين وهو ما تم فعلا على أرض الواقع، ناهيك عن فضحنا للوبي الأكواخ القصديرية بشتى تجلياته في دورات المجلس وفي احتجاجاتنا بجانب السكان الفقراء على مستوى الميدان . كيف تقيمون أجواء الحملة الانتخابية ؟ لعل أول ملاحظة تثير الانتباه في هذه المحطة الاستحقاقية هو الاستعمال المكثف والمختلف لأشكال الفساد الانتخابي من طرف بعض اللوبيات والجهات وعلى رأسها المسؤول الأول عن تسيير المدينة لولايتين متتاليتين ( 12 سنة ) حيث اختارت هذه الأطراف كعادتها أن تخوض غمار هذه التجربة بتسخير سلطة المال واستغلال النفوذ وتضليل المواطنين والضغط عليهم وترهيبهم أمام مرأى ومسمع السلطات المحلية دون أن تتدخل هذه الأخيرة لوضع حد لهذه المهزلة، معتبرين أن الحياد السلبي الذي تتعامل به السلطة مع عملية الإفساد هي مباركة علنية وصريحة لصالح هذه الجهات .ونحن إذ نشيد بنضج المواطنين الذين تجاوبوا بقوة مع قوى التغيير والإصلاح، نؤكد أننا عازمون على التصدي لهذه اللوبيات مهما كلفنا ذلك من ثمن، علما أننا أصدرنا بيانا مع الأحزاب الديمقراطية بالعرائش نندد فيه بهذه الخروقات المسكوت عنها .