وابدى زوليك الذي يشارك السبت في اجتماع وزراء المالية والمصارف المركزية لدول مجموعة العشرين في جنوبلندن، مخاوف خاصة من تصاعد النزعة الحمائية. وقال "حين تحصل تقلبات اقتصادية خطيرة، ما اخشاه بصورة خاصة هو ان تسجل البطالة ارتفاعا ويطلب الرأي العام من قادته القيام بامر ما، وحين يستنفد هؤلاء القادة الادوات البناءة، يبدأون بتوجيه اصابع الاتهام الى بعضهم البعض وباتخاذ تدابير حمائية وانعزالية، انها الدوامة السلبية التي شهدناها في ثلاثينات" القرن الماضي. واضاف "لا اتنبأ بالعودة الى الثلاثينات (لكن ينبغي) الرد بشكل منسق والقيام معا بتحركات ترتد ايجابا على التجارة وخطط انعاش الاقتصاد واعادة رسملة المصارف". وفي وقت يقوم خلاف في وجهات النظر على ما يبدو بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي حول سبل الخروج من الازمة اذ تدعو واشنطن الى خطط انعاش اقتصادي فيما تصر بروكسل على تشديد الضوابط على القطاع المالي، رأى زوليك ان وضع تحقيق نمو بنسبة 2% من اجمالي الناتج الداخلي هدفا لخطط الانعاش الاقتصادي طبقا لما اقترحه صندوق النقد الدولي (والولاياتالمتحدة ايضا اخيرا) "معيار جيد". ومع ذلك فان زوليك اعرب عن خشيته من "عدم القيام سوى بالقليل وبشكل متأخر جدا" مشيرا الى ان خطط الانعاش لا تتجاوز حاليا 1,4 بالمئة من اجمالي الناتج المحلي خاصة مع "احتمال متزايد بان يعم الانتعاش في 2010". لكنه اضاف ان "خطط الانعاش وحدها غير كافية" داعيا الى استكمالها باجراءات تتعلق خصوصا بالمصارف وتحديد حجم "معقول" لها حتى لا تتسبب في عجز فائق في الميزانيات العامة يقوض ثقة المواطنين اكثر. وكرر ان البلدان الفقيرة تعاني بشكل متزايد من الازمة مع خطر "وفاة 200 الف الى 400 الف رضيع سنويا". وقال "ان دعم قمة مجموعة العشرين لزيادة موارد صندوق النقد الدولي وتنديدها بالنزعة الحمائية وتكفلها بسلسة من الحلول العملية، سيشكل مؤشرا ايجابيا". واضاف "ان جزءا من ذلك يتمثل في تعزيز النظام المالي والتركيز على مراحل عملية اكثر من التصريحات الرنانة". واعرب عن قلقه بشأن الوضع في اوروبا الشرقية ودعا البنوك الخاصة الغربية الى دعم فروعها. كما دعا زوليك الدول الغربية الى انشاء "صندوق (مواجهة) الهشاشة" (الاقتصادية) وتخصيص "0,7 بالمئة من خطط الانعاش" له. واكد انه "لم يعد من الممكن الاعتماد على نماذج الانعاش الاقتصادي القديمة" وان "الاستهلاك الاميركي لم يعد بامكانه وحده انقاذ العالم". واضاف "يتعين علينا اعتماد مقاربة تتسم بالبساطة في مواجهة هذه المشاكل (..) والاقرار بانه ستكون هناك افعال تليها تعديلات ثم افعال ثم تعديلات...".