لكن رياح الأندلس جاءت بما لا تشتهي سفن كاطالونيا، فسقط فريق برشلونة في ملعب رويث ذي لوبيرا بتعادل إيجابي 2-2 أمام بيتيس إشبيلية في مقابلة مثيرة في حين فاز ريال مدريد على فريق هويلبا برباعية نظيفة. لكن الصّحافة الكاطالونية قلّلت من أهمية هذا التعثّر و تمسّكت بعلم الرياضيات و أجمعت على أن البارصا ما يزال يتزّعم الترتيب بفارق جد مريح ( 10 نقاط) ، وأنه ليس هناك أي داع لدّق جرس الإنذار. لكن صحافة العاصمة كانت قد بدأت تسترجع ثقتها في الفريق ومعها أمل مشجعي الريال في العودة للمنافسة على اللّقب. لكن القادم كان أعظم. ليلة أمس حدث ما كان يخشاه مشجعي البارصا و يتمناه عشاق الريال. البارصا يسقط على أرض ميدانه، و أمام من؟ أما جاره فريق إسبانيول، الأخ العدو، الذي كان قد أهدى منذ مدّة ليست بالبعيدة، منذ سنتين، لقب البطولة لفريق ريال مدريد بعد أن تعادل 2-2 في نيوكامب. إذن و ضدّ كل التوقّعات إسبانيول يعيد الكرّة و يهزم البارصا في عقر دارها بهدفين مقابل هدف واحد، ليتلقّى بذلك هزيمته الثانية هذا الموسم . ولكن الأمر لم يتوقّف عند هذا الحدّ. فعندما كان عشّاق البارصا يشاهدون كيف أن فريقهم يسقط لأوّل مرّة منذ 26 سنة أمام الجار في نيوكامب، كان راوول و رفقاؤه يسحقون فريق بتيس بستّة أهداف مقابل هدف وحيد، ليتقلّص الفارق بذلك بين برشلونة المتصّدر وريال مدريد الوصيف إلى سبع نقاط فقط ، بعد أن كان الفارق قد وصل إلى 12 نقطة قبل أسبوع فقط. بعد هذه الدّورة أصبح الصّراع على الظّفر بالّلقب مفتوحا على كلّ الاحتمالات، خصوصا إذا علمنا بأن البارصا سيزور الأسبوع القادم الكالديرون، ملعب أتلتيكو مدريد الطامح للعودة إلى طريق الانتصارات مع مدربه الجديد أبيل ريسينو. فهل سيعيش عشاق فريق برشلونة كابوسا آخر كالذي عاشوه منذ سنتين بعد أن تمكّن فريق ريال مدريد من اللّحاق به في الصّدارة و الفوز بالبطولة في آخر دورة، أم أنّ رفاق غوارديولا سيستفيقوا من الصدمة ويواصلوا مشوارهم الناجح هذه السنة. هذا ما سنراه في الدّورات القليلة الأيّام القادمة.