فالطفلة 'ليال' البالغة من العمر 3 اعوام والقاطنة في بيت لحم جنوبالضفة الغربية تحاول على مدار الساعة اغلاق باب ونوافذ منزل عائلتها خشية من قوات الاحتلال التي باتت ترى فيهم مصدر خطر عليها وعلى عائلتها. وتشتكي والدة ليال من ان ابنتها منذ الايام الاولى للحرب الاسرائيلية انخرطت مع افراد العائلة بمتابعة ما يجري من جرائم ضد اهالي غزة، الامر الذي انعكس على سلوكها وتحول الى فزع على مدار الساعة حيث تصر دائما على اغلاق نوافذ المنزل والباب الرئيسي بحجة انه هناك جيش، وذلك في اشارة للجيش الاسرائيلي. واوضحت الام أنها لم تتنبه الى ضرورة منع اطفالها من مشاهدة ما كان يجري في قطاع غزة الا بعد ان اكتشفت أن المناظر التي كانت تعرض للشهداء والجرحى والقصف الاسرائيلي على اهالي غزة انعكس بصورة خطيرة على طفلتها التي باتت فزعة ومذعورة بشكل دائم. واشارت الام الى ان ما زاد الامر تعقيدا هو تدخل طفلتها الكبرى البالغة من العمر 10 اعوام في تهدئة روع شقيقتها حيث شرحت لها بان اغلاق نوافذ المنزل والباب على مدار الساعة لن يمنع قوات الاحتلال من قتلهم اذا ارادوا ذلك، وقالت 'اذا ما اتى الجيش لمنزلنا ورأى الباب والنوافذ مغلقة فسيقصف منزلنا من السماء' الامر الذي زاد من حدة خوف تلك الطفلة التي باتت تلح على والدتها بشكل مستمر على مغادرة المنزل. ومعاناة تلك الطفلة التي لم يتعد سنها 3 سنوات لا تختلف عن معاناة باقي اطفال فلسطين وخاصة في قطاع غزة الذين باتوا بحاجة لعلاج نفسي من شدة هول ما عايشوه من عنف وقتل على يد آلة الحرب الاسرائيلية. واكدت تقارير صحية ان نحو 50 'من أطفال قطاع غزة بحاجة لعلاج نفسي جراء الصدمات التي تعرضوا لها خلال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة. وشددت التقارير الصحية على ان العدوان الاسرائيلي أثر بشكل عام على جميع الفلسطينيين وخاصة الاطفال. وأوضحت بأن أكثر الأعراض التي ظهرت على المواطنين سيما الاطفال منهم هي الخوف والقلق وعدم الرغبة في الأكل 'فقدان الشهية'، عدم القدرة على النوم، القفز من النوم بشكل مفاجئ، التبول اللاارادي وقلة التركيز. وألمحت المصادر بأن بعض الأطفال خصوصاً الذين فقدوا أباءهم سيلجأون إلى استخدام السلاح في المستقبل كمصدر قوة بفعل ما تعرضوا له وفقدانهم كرمز حمايتهم. وحملت المصادر الطبية إسرائيل المسؤولية الكاملة عن خروج جيل بأكمله يكن الكره والبغض لها بفعل ما ارتكبته من جرائم في قطاع غزة. ولا بد من الذكر ان العنف الذي يعيشه اطفال فلسطين جراء الاحتلال الاسرائيلي انعكس عليهم حتى بات محركا لهم في العابهم اليومية. فهذا الطفل فتحي ابن السنتين والستة شهور من مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية الذي يحمل بندقيته البلاستيكية يوميا وهو يغطي رأسه بالكوفية الفلسطينية ضاغطا على لعبته التي تخرج اصواتا حربية وسط ترديد عبارة 'على غزه رايحين' 'على غزه رايحين' 'غزة لا تهتزي' ما هو الا صورة مصغرة لأطفال فلسطين الذين سيطرت على أذهانهم وذاكرتهم صور ومشاهد قاسية جراء العدوان والحرب على غزة. فلسطين - من وليد عوض لشبكة طنجة الإخبارية