استمرارًا للنجاحات المبهرة وغير المسبوقة في مجال الأبحاث والدراسات المتعلقة بالخلايا الجذعية، كشفت دوائر طبية في الولاياتالمتحدة عن أن المرضى المصابين بالشلل سوف يصبحون بعد عدة أشهر أول أشخاص في العالم يتلقون علاجًا يقوم على الخلايا الجذعية الجنينية، وهي الدراسة البحثية التي تعلن بصفة رسمية عن بدء الدخول في حقبة طبية جديدة، وفقا لرأي الأطباء.وذكرت تقارير صحافية أن أول تجربة بشرية لتلك التقنية العلاجية الجديدة التي تمنح الأشخاص المصابين بالشلل فرصة كبيرة للعلاج، ما زالت مثار جدل واسع خاصة وأن بعض الجماعات "المؤيدة للحياة" تعتبرها طريقة غير أخلاقية لأنها تقوم على تدمير الأجنة، لكن وبحسب ما كشفت عنه صحيفة التايمز اللندنية، فقد أعلن مجموعة من المشرعين الأميركيين عن إجازة الاستعانة بهذا الأسلوب العلاجي الجديد لهؤلاء المرضى. وأشارت الصحيفة في الوقت ذاته إلى أن هذا القرار يمثل تغييرًا كبيرًا في المواقف التي كانت تنتهجها الحكومة الأميركية تجاه الخلايا الجذعية، حيث يتحضر الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما لرفع القيود التي سبق وفرضها الرئيس بوش وكانت تتسبب في إعاقة إحراز أي تقدم في هذا المجال المهم. وتعهد أوباما في خطابه الافتتاحي خلال حفل التنصيب بأن يعيد العلم لمكانه الصحيح، وأن يضع حدا لعرقلة البيت الأبيض لبحوث الخلايا الجذعية. وأوضحت الصحيفة أن القرار الذي أصدرته وكالة الغذاء والدواء الأميركية "FDA" سوف يسمح للأطباء بحقن خلايا خاصة من العمود الفقري تم إنماؤها من الأنسجة الجنينية داخل المرضى الذين أصيبوا بالشلل في أجسامهم بدءًا من منطقة الصدر إلى الأسفل. ويأمل في أن تساعد عمليات زرع الخلايا على إعادة إنماء الخلايا التالفة ، واستعادة الإحساس والحركة لدى المرضى الذين لولا هذا الأسلوب المستحدث لكانوا قد أصيبوا بالشلل مدى الحياة. وسوف يتم تطبيق هذا الأسلوب على الأشخاص بعد أسبوع أو اثنين من إصابتهم في العمود الفقري، ووفقا للأطباء، فإن هذا الأسلوب لن يفلح في مساعدة هؤلاء الأشخاص المصابين بالشلل بالفعل. وذكرت الصحيفة أن إجراء تلك التجربة بنجاح أمر من شأنه أن يحول حياة الآلاف من الأشخاص الذين لا تتاح أمامهم سوى قدر قليل من الخيارات العلاجية. وإذا تبين بعد ذلك أن نتائج التجربة إيجابية، فالعلاج قد يحظى بالموافقة ليتم استخدامه على نطاق واسع في غضون فترة تتراوح ما بين ثلاث إلى خمس سنوات. وقال توماس أوكارما، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "غيرون" التي طورت هذا الأسلوب العلاجي المبتكر :" يمثل هذا الأسلوب بداية ما يمكن أن نطلق عليه فصلا جديدا في العلاجات الطبية، هذا الفصل الذي يمكن فيه معالجة الأشخاص بعيدًا من الأقراص والحبات الدوائية ، كما أنه يمثل مستوى جديدا للعلاج: متمثلا في استرداد وظائف العضو والأنسجة عن طريق حقن الشخص المريض بخلايا تعويضية سليمة. والهدف الأساسي من تلك التجربة هو استرداد وظائف العمود الفقري بشكل تام ". هذا وتعتبر الخلايا الجذعية الجنينية هي الخلايا الرئيسة في الأجنة البشرية ، التي تتسبب في إنشاء أكثر من 200 نوع متخصص من الأنسجة في أجسام الأشخاص البالغين. كما أن لديهم تأثيرا طبيا كبيرا لأن لديهم قابلية النمو في هيئة أي نوع من أنواع الأنسجة لاستبدال الخلايا التالفة نتيجة الإصابة بأحد الأمراض أو التعرض لإحدى الإصابات. ومن الممكن أن تستخدم الطرق العلاجية التي تعتمد على الخلايا الجذعية في معالجة بعض الحالات مثل داء البول السكري والشلل الرعاش وكذلك الشلل. ومع هذا فإن استخدام الخلايا الجذعية عملية متواصلة لأنها يجب أن تحصد من الأجنة البشرية، التي تدمر في تلك العملية. وهو الأمر الذي أثار العديد من الاعتراضات الأخلاقية من هؤلاء الأشخاص الذين يؤكدون أن الأجنة لهم حقوق الأشخاص نفسها الذين على قيد الحياة ، ويعتبرون تلك التقنية المبتكرة على أنها طريقة علاجية غير أخلاقية.