احتضنت مدينة أصيلة المغربية فعاليات ملتقى أصيلة الوطني الثالث للقصة القصيرة بالمغرب و التي تم الاحتفاء خلالها بالمنجز الإبداعي والنقدي للكاتب، القاص، الروائي و الناقد المغربي حميد ركاطة الذي حملت الدورة الثالثة اسمه بحضور ثلة من القاصات و القاصين و النقاد و الروائيين ومهتمين بالشأن الأدبي و الثقافي و فعاليات مدنية وفنية وإعلامية وطلبة من مختلف ربوع المغرب، يمثلون أزيد من 17 مدينة مغربية، و نظم هذا الملتقى بشراكة بين جمعية أجيال المبادرة بأصيلة و المطعم الثقافي الأندلسي، و ذلك يوم السبت 9 يناير 2016. وقد افتتحت فعاليات الملتقى صباحا بمجموعة من الورشات التكوينية في الكتابة الإبداعية القصصية لفائدة بعض تلاميذ المؤسسات الثانوية بالمدينة أطرها قاصّين مغاربة في كل من ثانوية الإمام الأصيلي الإعدادية (تأطير محمد الكلاف) و ثانوية المغرب العربي الإعدادية (تأطير محمد العتروس وحسام الدين نوالي) وثانوية وادي الذهب (تأطير مصطفى بلوافي). فيما كان للحاضرين - من المشاركين و الجمهور المتنوع- موعد آخر بعد الزوال بدار الشباب بأصيلة حيث انطلق حفل الإفتتاح بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ألقتها المقرءة الشابة وفاء عمران، بعدها تم عرض تقرير مصور لورشات الكتابة القصصية الموازية لفعاليات الملتقى التي استفاد منها تلاميذ المؤسسات الثانوية بأصيلة في الفترة الصباحية للملتقى. بعدها ثم عرض فيلم وثائقي عن القاص و الناقد و الروائي حميد ركاطة تضمن شهادات قيمة في حق المحتفى به، من إعداد نادي المختبر السينمائي التابع لجمعية أجيال المبادرة و الموقع الإليكتروني أصيلة 7. وبعدها ألقى كل من السيدين محمد لوديي مدير المطعم الثقافي الأندلسي و هشام البوعناني رئيس جمعية أجيال المبادرة كلمة بإسم الجهتين المنظمتين للملتقى أعلنا من خلالها إنطلاق الدورة التي استهلت بحفل تكريم حميد ركاطة ضيف شرف الدورة، الحفل إفتتحه مدير إتصالات الملتقى الأستاذ و الكاتب محمد البغوري بتقديم شهادة في حق المكرم أعقبها تقديم الهدايا للمحتفى به تمثلت في بورتريه لحميد ركاطة ولوحة تشكيلية من إنجاز الفنانين التشكيليين الأصيليين عثمان الحناى و محمد العربي المسناني و هدايا أخرى، تعبيرا عن الإعتزاز والتقدير و صدق المحبة للأستاذ حميد ركاطة و التي جمعت مبدعين جاؤوا من مدن مختلفة ليخلدوا يوم الإحتفاء بحميد ركاطة الإنسان والمبدع والصديق، و سلمت الجهتان المنضمتان للملتقى شهادة تقديرية للمحتفى به إعترافا و تقديرا لإسهاماته الأدبية الإبداعية و النقدية في الساحة الثقافية المغربية، ثم جاءت كلمة المحتفى به القاص و الروائي و الناقد و المسرحي حميد ركاطة التي عبر فيها عن إمتنانه و شكره لكل الكتاب و النقاد الذين حضروا هذا الملتقى و القائمين عليه، و اعتزازه بهذا التكريم الذي إعتبره دافعا قويا للإجتهاد و العطاء، و اختتم حفل التكريم بعرض لوحة للرقص التعبيري من أداء فرقة ثاء التأنيث قدمتها مريم احلالوم و تيمية الكلاعي. و جاء حفل القراءات الإبداعية القصصية الذي نشطته الإعلامية غزلان اكزناي، ليحتفي بالقصة القصيرة بالمغرب، في فقرتين تخللتهما وصلة موسيقية من أداء حميد فيلالي (ألة العود) و أحمد الوزاني (ألة الكمان) و إبراهيم لزعر (الإيقاع). هذا الحفل الإبداعي رصع بقراءات قصصية متميزة أطلق عنانها أزيد من 25 قاص و قاصة من مختلف ربوع المملكة، كان للحاضرين شرف الاستماع إليها و الإستمتاع بها والتعرف على أحدث إبداعات السرد القصصي القصير بالمغرب، و كان إبن مدينة الخنيفرة القاص حسام الدين النوالي قد خطف أنظار الحمهور حين فاجأه بنزع حذائه وجلوسه القرفصاء ليؤثث لطقس فريد في قراءة نصه القصصي، فيما ركب صهوة القصة القصيرة و السفر بالحضور من خلالها في عوالم الخيال و الإبداع كل من القصاصين: زهير الخراز و مصطفى البعليش و مصطفى بلوافي (أصيلة)، أحمد شكر و ربيعة عبد الكامل و زهرة رميج و عمر العسري و ليلى بارع و محمد كويندي (البيضاء)، عز الدين ماعزي (الجديدة)، قاسم لوباي (الخنيفرة)، حسن الرموتي (الصويرة)، سميرة المنصور (سلا)، مصطفى الكليتي (القنيطرة)، محمد العتروس (بركان)، خالد أقلعي (تطوان)، حسن إغلان (سطات)، مصطفى المؤدن (سيدي سليمان)، نادية الأزمي و عبد اللطيف الزكري و عبد النور مزين (طنجة)، ثريا البدوي و محمد الحاضي (مشرع بلقصيري) و محمد مباركي (وجدة). و تواصلت فعاليات الملتقى الوطني الثالث للقصة القصيرة بالمغرب مساء بفضاء المطعم الثقافي الأندلسي بحفل توقيع الإصدارات القصصية والروائية للمحتفى به "حميد ركاطة، و الذي نشطه المبدع القاص صخر المهيف، و أستهل بشهادات في شخص ضيف شرف الدورة، لكل من المبدعين عبد السلام الجباري (أصيلة)، و عبد الواحد كفيح (الفقيه بن صالح) و الناقد عمر العسري، فكانت الشهادات وكأنها شهادة واحدة تتحدث عن حميد ركاطة كما وصفه أصدقاؤه, القاص والروائي والناقد والمسرحي ... والإنسان المبدع المتنوع الإهتمامات الأدبية والفنية , فهو الذي حفر اسمه عميقا في ذواتهم وقلوبهم وعقولهم بإزميل الإجتهاد والتواضع الشامخ كما قال عنه القاص عبد الواحد كفيح, وهو الذي يرعى ويهتم للأقلام الجديدة القادمة فيقدم لها ويشجعها بكتاباته ومتابعاته، بعدها تم تقديم قراءات نقدية لرواية "مذكرا ت أعمى" قدّمها كلّ من الكاتب محمد الكلاف (أصيلة)، ونجيب الخمليشي ومحمد المسعودي (طنجة) ، و اختتم الملتقى بتوقيع رواية "مذكرات أعمى" للروائي حميد ركاطة. و كان ملتقى أصيلة الوطني الثالث للقصة القصيرة بالمغرب ، فرصة جيدة للتعارف بين المبدعين, و تبادل كتاباتهم وإصداراتهم و أفكارهم عن واقعهم الإبداعي و تطلعاتهم للقصة القصيرة، فجلسات كؤوس الشاي الأصيلي و هدوء و جمالية و تاريخية فضاءات أصيلة و نسمات رذاذ الأطلسي و كرم ضيافة الأهالي، ألهمت و أنعشت خيال المشاركين للإبداع في جو ساده تبادل الأفكار و المزحة الخفيفة بين الأصدقاء القاصين و الكتاب و النقاد و المثقفين و المهتمين, كل هذه الهوامش خدمت و أثرت و أنجحت الملتقى و زادته قيمة و غنى و رسوخا في الذاكرة الثقافية لأصيلة، و إعتباره بشهادة كل المشاركين و المتتبعين إضافة كمية و نوعية لملتقياتها الثقافية و الإبداعية و مكسبا للقصة القصيرة بالمغرب.