يقول المثل الفرنسي: L'habit ne fait pas lemoigne أي أن الزي لا يصنع الوقار. كلّ منا يتمتّع بصفات إيجابيّة وأخرى سلبيّة ، ومهما تلونت صفاتنا بكل ألوان التقلب والتقافز من حبل الى حبل ، فلابد لها في يوم ما من أن تعود لطبيعتها وأصلها , ومهما انسلخت أو تبرجت أو انجرت نحو نزوات النفس الأمّارة بالسوء ، فلابد من صدمة تعيدها إلى معدنها ، وتجبرنا على إعادة قراءتها من مختلف زواياها ، ويجعلنا نعيد النظر في فحواها .. التي لم تعد قادرة على خداع الناس أكثر مما مضى .. ومن غريب أمر رجال الدين المسلمين وأئمتهم وشيوخهم وفقهاءهم ووعاظهم وخطباءهم الذين يحثون الناس على الصلاح والتقوى ، هم أنفسهم ومن دون سائر الجماهير ، الذين يخالفون ما يحضون الغير عليه ، وينصحونهم به ، وهم الذين ينجرون نحو نزوات النفوس الشريرة الأمّارة بالسوء ، ويستسلمون أكثر من غيرهم لإغواء الجسد وشهوات الجنس ، التي تخطوا فيها كل الخطوط الحمراء ، وتجاوزوا في ممارستها كل نواهي وتعاليم الدين ، إلى درجة أصبحوا فيها مضربا للأمثال بين اخلاف القبائل والشعوب العربية وأسلافها ، وداع ذكرهم في براعة حرث النساء ، بكل أنواع الحلال والطرق الطبيعية ، وجميع أشكال الحرام والطرق غير الطبيعية ، من زراعة الإماء ، وصناعة الجواري ، ومضاجعة القيان ، ومرافعة الغلمان ، ومفاخذة الرضيعة ، والطفلة الصغيرة ، حتى التي لم تطق الإيلاج ، ولا ضرر من الاستمناء بيدها ولا ضير حتى من القذف في فيها ولو كانت بنت سنة أو أقل ، ولا بأس من الاستمتاع بها ضما ولثما ولحسا ، وغير ذلك من حالات وحشية الذئاب البشرية التي اتخذت الدين غطاء لإرضاء شذوذ بعض رجالاته الذين اتخذوا الهمجية والجاهلية -التي لا تنتمي إلى دين سماوي ولا قانون أرضي يعنى بالإنسان والإنسانية - دستورا للتحرش والاغتصاب ، وتقطيع الاجساد قربان لملذاتهم باسم السنة النبوية ، وتحت أعين ومسمع ورصد وترصد من كتاب الأنكحة .. إنه لفحش خطير والمعصية الكبيرة ، مقارنة سنة نبينا بهؤلاء الذين تجاوزت فضائحهم الجنسية كل فضائح اعتداءات الكهنة والقساوسة الكاثوليك على الأطفال والتحرش بالنساء ، والتي لم يعد بالإمكان اغفالها أو تلفيقها بالأوهام بعد أن تفشت على نطاق واسع في المجتمع العربي والغربي -الذي هم فيه، يا حسرة، سفراء الدين الإسلامي إلى أهله الكفار "- وتكشفت الوجوه على حقائقها ، وظهرت عوراتها على شبكات التواصل الاجتماعي وكل وسائل الإعلام الدولية الأخرى التي أزاحت عن بعضهم ما كانوا يتسترون تحته من استثناء مزعوم وطهر ....، خاصة بعد تورط العديد منهم في جرائم اغتصاب وتحرش مستغلين ما تخوله لهم مناصبهم الدينية ، من سلطة روحية ، تمكنهم من التمادي في ارتكاب جرائمهم المتعددة ، واستخفافهم بمن وثقوا بهم بكل يسر وسهولة .. ، ما فضح عوراتهم ونشر سوءاتهم على الهواء مباشرة ، وأمام من كانوا يعتقدون أنهم رجال لله ، ودعاة مبادئ دينه الإسلام ، وحماة تعاليمه وأخلاقه السمحة , إلى درجة جعلت العامة يعتقدون أنهم اقرب منهم إلى الله والإسلام ، وأنهم هم من يرسمون وبحروف من نور صفحات تاريخ ومستقبل المسلمين , وكانوا يتغنون بكل ما يلقنونهم به من شعارات دينية ، وتهتز كياناتهم حينما يدعونهم علنا للثقوى والفلاح والالتزام بسنة رسول الله العظيم وهم أول من يخرقها .. كما أوردت ذلك صحيفة "هافينغتون بوست " نقلا عن وثيقة "ادوارد سنودن" السرية التي كشفت تجسس "وكالة الامن القومي الاميركية (ان اس ايه) " الواسع النطاق على الاسلاميين المتشددين بهدف فضحهم وكشف نفاقهم ، حيث ثبت لديها لها ان أكثريتهم يدعون في العلن الى الجهاد والإلتزام الديني ، في حين انهم في السر يواظبون على دخول المواقع الاباحية وياتون الموبقات التي يحرمونها على غيرهم . هذا الواقعِ الحرج والمُتشابِكِ الأطرافِ والدّوافعِ ، يحرض الكثير من المتتبعين لحال بعض أئمة المسلمين على اجتراح الإجابة السهلة والجاهزة التي لا تحتاج إلى حجة أو إقناع ، عن السّؤال الحرج والمتشعّب في أدغالِ الإلتباس : " هل هذه هي حقيقة أئمتنا ؟"، ويقولون بسهولة انها : لا أنها مؤامرة أعداء الإسلام القادمة من الغرب عامة وإسرائيل وأمريكا على وجه الخصوص... قول فيه من الصحة والوجاهة التي لا يمكن لأي كان أنكاره ولو للحظة واحدة ، لأن أيدي أعداء الشرق الأوسط والإسلام القذرة تعمل في العلن والخفاء على تشويه الإسلام وضرب المسلمين وشق صفوف المسلمين . لكن ما يجري على الساحة العربية والإسلامية ، والذي لم يعد خاف على أحد اليوم مهما كان علمه غبيا أم ذكيا ، بسيطا أم عالما ، من هتك للأعراض ، وإباحة ووحشية واستهتار بأبسط القيم الإنسانية ، والذي لم تصل فيه أي فئة او مجتمع ، لحال مجتمعاتنا العربية والإسلامية التي زخرت بالفضائح التي كان أبطلها أولئك الذين ملأوا الدنيا وشاغلوا الناس بالدين وما فيه من الثواب والعقاب ، الجنة والنار ... ولكي لا نختبئ خلف إصبعنا , ونكون على قدر من المسؤولية ازاء موضوع فضائح بعض رجال الدين المسلمين الخادشة للحياء ، المعقد والخطير ، الذي ربما لم يلق عليها ضوء كاف ، أو لم يلق عليها أي ضوء على الإطلاق ، يجب علينا أن نورد بعض النماذج منهم ، لكن وقبل ذلك نستسمح جميع رجال الدين الشرفاء الصادقين ، وكل أئمة المسلمين المعروفين بالنخوة والكرم والإباء والشهامة ومخافة الله ، بانهم غير معنيين ، وان هذا ليس اتهاما لجميعهم وإنما لأولئك الذين يدعون الى الالتزام الديني في علنهم ، ويواظبون على افساد الدين في سرهم.. الذين فضحتهم وسائل الإعلام استنادا على حقائق وتصريحات مسؤولين أقروا بأن الحقيقة هي الحقيقة مهما تأخر النطق بها ،. والتي سأكتفي بهذا النزر القليل منها على سبيل المثال لا الحصر ، لكثرة تعدادها الذي فاق كل تصور .. ونبدأ من السعودية قبلة المسلمين ومهبط الوحي ، والتي نجد أن صحافتها الورقية والإلكترونية زاخرة بوقائع التحرش والإعتداءات الجنسية على الأطفال والمحارم ، أبطالها بعضها من الشيوخ والدعاة والفقهاء وأئمة المساجد .. كما يظهر ذلك من خبر اعتداء إمام مسجد (في السعودية) يبلغ من العمر 46 عاما ، على صبي في الخامسة عشرة من عمره ، ويعاني من تخلف عقلي ، بعد أن أغراه بمبلغ من المال. وحسب مصادر أمنية ، أنه بعد التحقيق اعترف الإمام بجريمته وتم تصديق أقواله شرعا لدى قاضي محكمة "تثليث" بالسعودية، ثم أحيل إلى السجن تمهيدا لمحاكمته. ولم تقتصر تلك الفضائح على أئمة المساجد ، بل شملت أعضاء من "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" المكلفة بتطبيق قوانين الشريعة الإسلامية في السعودية ، التي يواجه مؤخراً بعض من رجالها الخمسة آلاف ، انتقادات بسبب الأساليب والتصرفات داخل المجتمع ، حيث عثرت السُّلطات السعودية - خلال متابعة خمسة منهم بتهمة التسبب في مقتل شقيقَين في حادث مطاردة - على صور جنسية ومقاطع خلاعة وإباحية في جوال أحد أعضائها والذي يدمن على الدخول المتكرر لأحد المواقع الجنسية .. وبعيدا عن السعودية ، فقد ذكرت صحيفة "الديلي ميل" أن الباكستاني محمد حنيف خان ، 42 عاما إمام مسجد ، والذي كان شخصية هامة جدا في أوساط المسلمين بمدينة "نوتنجهام" بانجلترا ، إلى درجة أتباعه كانوا مستعدون للموت فداء له. حوكم في بتهم التحرش الجنسي واغتصاب الأطفال الذين يترددون على المسجد لتلقي الدروس الدينية ، حين اعتدى جنسيا على فتى في ال 12 من عمره ، وتورط في أربع حالات اغتصاب وثلاث محاولات أخرى ، بالإضافة إلى اتهامه بالقيام بأنشطة جنسية مع طفل في تواريخ تقع بين يوليو وأكتوبر 2009 ، و قد كان غالبا ما يمارس طقوسه الشاذة عقب صلاة العشاء ، كما اعترف أحد الأطفال المتحرش بهم ، أنه كان يأخذه إلى غرفة داخل المسجد بعيدا عن الأماكن المراقبة بالكاميرات ، وأنه في كثير من الأحيان كان يسأله قبل اغتصابه : "هل تريد؟ " وعندما يرد الولد بالرفض ، يقول له : "لأجل الله ، قل نعم " . وأوردت الصحف المصرية ان أهالي دائرة كرموز ، بالإسكندرية شكوا في امر أحد الأشخاص المتنكرين في نقاب النساء ، والذي تبين بعد القبض عليه وتسليمه لقسم شرطة العطارين ، انه إمام مسجدهم 33 عاما ، وقد اعتاد التخفي بالنقاب لزيارة عشيقته. ولم يتوقف هذا الشذوذ عند الفقهاء وأئمة المساجد ، بل تعداه إلى نواب الأمة من السلفيين ، وتشهد على ذلك فضيحة "على ونيس" عضو مجلس شعب بدائرة "بنها" عن حزب النور السلفي ، الذي ضبطته دورية أمنية بإدارة الطرق والمنافذ بمديرية أمن " القليوبية " بصحبة طالبة منقبة من كلية التربية النوعية في وضع جنسي فاضح داخل سيارته على الطريق الزراعي السريع بمدينة " طوخ " -محضر الشرطة رقم 5794 إداري طوخ -الحدث الذي كاد أن يؤدي إلى أزمة سياسية في مصر ما بعد الثورة ، بين حزب النور السلفي والسلطات المصرية .. أما في الجزائر ، فقد كشفت مصادر أمنية عن توقيف إمام مسجد الهدى ب"الرايس حميدو" غرب العاصمة الجزائرية ، بسبب تورطه في فضيحة شذوذ جنسي رفقة شاب عمره 21 سنة ، حيث ضبطا في حالة تلبس بشاطئ " الصابلات " بالعاصمة. ومن بين فضائح الاستغلال الجنسي للدين الذي يقوم به بعض المكبوتين من رجال الدين التي كشفت عنها بعض المواقع الاجتماعية والتي لا يصدقها العقل والذوق السليم ، ما اكتشفته "جدة أسيوية" صدفة ، بعد ضبطها لمحفظ القرآن الذي يأتي للبيت لتحفيظ الأحفادها آيات كتاب الله ، وهو يتحرش بحفيدتها البالغة من العمر ثماني سنوات ، اثناء تحفيظها ، في صورة تبرز حجم التناقض بين الهدف الذي أُحضر من اجله ، و"سموم الفحشاء " المخزنة في تفكيره. ولعل آخر فضائح رجال الدين ، وليس أخيرها ، تلك التي وقعت في "سوريا" وبالضبط ب"إدلب" والتي كان بطلها شيخ سبعيني من شيوخ السلفية وقائد كتيبة "أحباب الصحابة"، المدعو الشيخ "محمد قاسم النصوح" الذي كان من اوائل مشايخ السلفيين الذين أفتوا بجواز "نكح المحارم في زمن الجهاد "، والذي ضبط وهو يمارس الجنس مع حفيدته التي تبلغ من العمر 18 عاماً تقريباً ، والتي قالت أنها اقنعت بشرع نكاح الجهاد وقبلت بإعطاء جدها ما أقنعها به .