ضمن سياق مشروع:" انجرة حاضرة العلم والعلماء" الذي يقوم فيه المجلس العلمي المحلي بإقليم الفحص أنجرة بتكريم العلماء العاملين الذين نفعوا العباد اعترافا بجميل فضلهم ووعيا منه بقيمة جهودهم العلمية والمعرفية التي بذلوها وقدموها لهذا البلد. فالمغاربة نور الله بلدهم بنور الإسلام بإجلالهم للعلماء، وبرفع قدرهم لحملة كتاب الله والمتفوقين في الدين، وفي هذا الإطار نظم المجلس العلمي المحلي لإقليم الفحص أنجرة يومه الخميس 11 شعبان 1434 ه الموافق ل 20 يونيو 2013 م التكريم الرابع للشيخ العلامة الفقيه سيدي محمد الانجري تحت شعار " العلماء ورثة الأنبياء " وقد تضمنت الجلسة التكريمية كلمة في حق المحتفى به لعدد من العلماء والباحثين منهم سيدي محمد كنون الحسني ومحمد التمسماني ومصطفى الهروس ومحمد الخطاب وأحمد فاتح ومحمد العشوبي وعبد الودود الشنواني . وهذا التكريم الذي أقامه المجلس هو تكريم وتشريف للعلم واعتراف لأهله في هذه المنطقة الانجرية منطقة طالع الشريف وللشيخ سيدي محمد الانجري وجهوده القيمة في خدمة هذا العلم الشريف وتكوين الأجيال من طلبة العلم والمعرفة. فمن هو هذا العالم المحتفى به؟ انه السيد محمد بن محمد الانجري المعروف بالبيضاوي أو الفقيه رياش من مواليد قرية طالع الشريف التي تبعد عن طنجة ب 17 كيلومتر سنة 1937 ولما وصل سنه إلى حد التمييز أخذه والده إلى الكتاب أو المسيد لحفظ القران الكريم ولازم الفقيه السيد محمد بن الحاج سليمان الملقب باجحير شيخ القرية وقد ساعده في الحفظ ثلاثة من الأجلاء من أسرته هم والده وأخوه وشيخه باجحير. وفي سنة 1948 أكمل حفظ القران الكريم حفظا تاما ثم قام بجولة لطلب استكمال تصحيح حفظ القران الكريم ضبطا ورسما على رواية ورش عن نافع وعندما انتهى من هذه المرحلة سافر في الرحلة لطلب العلم الشرعي وكانت محطته الأولى قبيلة بني كرفط وتفقه فيها على يد الفقيه السيد العربي فبقي هناك سنة ثم رجع إلى قريته فقرا الاجرومية مرتين على أبيه وكذلك المرشد المعين مرتين كما درس على احمد المساري نفس الفنين . وبعد ذلك انتقل إلى قبيلة بني اسريف ( عين منصور ) فقرأ على الشريف سيدي أحمد غيان الكرفطي الالفية والاجرومية والفرائض والتحفة لابن عاصم والأربعين النووية كما درس على شيخه سيدي العزيز الصمدي الالفية والموضح واللامية والاجرومية والمرشد وأخر العاصمية والفرائض . كما كان يقرأ أيضا على سيدي احمد الحميدي المرشد والفرائض والذكاة كما درس في هذه الفترة على الفقيه سيدي بولوفة والفقيه سيدي محمد الخادر وفي هذه الفترة كان يقرا مع الطلبة اللامية والفرائض والاجرومية . وبعد ذلك انتقل إلى مدينة طنجة للنهل من علم علمائها فدرس على الفقيه الجليل الأوحد سيدي محمد البقالي رحمه الله الذي قرأ عليه التفسير والحديث . كما درس على الشيخ العلامة سيدي محمد بنعجيبة وسيدي عبد العزيز بن الصديق الحسني وسيدي الحسن بن الصديق ويوسف الصمدي وسيدي عبد المجيد الفاسي . وبعد هذه الرحلة الطويلة والشاقة والممتعة رجع إلى مسقط رأسه ليبدأ رحلة التدريس وقد أسس هناك مدرسة لتدريس العلم الشرعي وذلك سنة 1970 ومن ذلك الحين إلى يومنا هذا وهو يزاول هذه المهمة ،حيث سهر كل السهر على إعداد العلماء والفقهاء ، وقد تخرج على يديه العديد منهم.