سؤال طرحته و أنا أقف قُبالتها ... جاءني الرد عجيبا ..زاد من حيرتي ، و من عفوية ما أقدمتْ عليه ، و أَربكتنِي ..بحيث ارتمت عليَّ واضعة رأسها على كتفي و احتضنتني بقوة باكية ..أحسست بأنفاسها و دموعها المتواترة الحارة التي تنزل تباعا دون توقف...و ردَّدتْ في صوت غير مفهوم عَمِّي مَاتْ أَنَادْيَة، كَانْ فْحَالْ بَّا،...... قالت الكثير و هي تنتحب..تركتها تعبر عما بداخلها و أنا بالكاد أتفهم ما تقول فرأسها مدفون بين كتفي و صوتها تسكنه حشرجة ألم ترمي بك داخل غياهب اللاعودة .. تمالكت نفسي وقلت لها ... إن لله و إن إليه راجعون ،الْبَرَكَة فْرَاسْكْ...رْبِّي عْطَا رْبِّي دَّا ..وْعَمّْكْ كًيْحْتَاجْكْ تْدْعِي مْعَاهْ مَاشِي تْبْكِي عْلِيهْ ..سَعْدَاتُوا مَاتْ فْالعْوَاشْر ْ.. رغم مُفرداتي تلك التي حاولت بها التخفيف من مصابها ..لكن وربي فكري ذهب أبعد من هاته البقعة..راح بعيدا جدا حيث القهر الحقيقي..و الظلم والتجبر ..حيث دماءنا تسفك ولا من مجيب..من لأولئك المنكوبين الذين اغتصبت أراضيهم وانتهكت محرماتهم ..و الآن يتم إبادتهم أمام أعين العالم ..و الكل يشاهد و يسمع إذا كانت فاطمة الزهراء التي فقدت عمها في شكل كبير العائلة الذي ساندهم بعد وفاة والدها رحمهم الله جميعا.. انتحبت بتلك الصورة فما وجه المقارنة؟ كيف لأمة جمعتها أواصر لا تُعد ولا تحصى أن تترك أبناءها ضحية همجية بني صهيون؟ أين حكام العرب الذين أجمعوا على عقد قمة طارئة بعد أسبوع من الهجمة؟ الطارئ لدى حكامنا يعني أن نترك الفرصة لبني صهيون لابادة ما تبقى من إخوتنا في غزة..و أن نمنحهم فرصة سحق النخوة العربية ..و أن نقول للعالم أجمع على لسان حكامنا ...الكرسي أبقى و الأمة تأتي بعدها أمم لا بأس فقد كنا ولا أمل في أن نعود.... لنا الله يا أمة الإسلام ..و ياغزة صموداً جميلاً و نصراً كبيراً بعد تحقيق الشهادة.... باذن الله تعالى