هزيمة مدوية بكل ما تحمله الكلمة من معنى تلك التي مني بها فريق اتحاد طنجة لكرة القدم نهاية الأسبوع الماضي في إطار الدورة 27 من بطولة القسم الوطني الثاني أمام فريق مغمور يتذيل سبورة الترتيب، بهدفين لواحد لتقذف به إلى الأسفل ليكون بذلك فارس البو غاز من الفرق المرشحة فوق العادة للمغادرة نحو قسم الهواة . لنعود مرة أخرى تكرار ما كنا ولا زلنا ننبه إليه من كون الفريق المسير لاتحاد طنجة لا يفقه ولا يفهم في كرة القدم، وأن عليه الرحيل، لأنه بكل بساطة لم يستطع أن يضع سكة النادي على الطريق الصحيح، فبعد أن كانت جماهير فارس البوغاز العريضة والعاشقة حتى النخاع لفريق تكالبت عليه المجموعات "المتربصة" به من كل الجوانب طمعا في "غنيمة" أو "قرب" تمني النفس بصعود إلى قسم الأضواء يعيد الأمجاد، أصبحت فقط تترجى بقاء النادي ضمن أندية القسم الثاني بعد أن أصبحت كل الدلائل تفيد أنه قد يهبط إلى القسم الشرفي . واليوم نتساءل بعد هذه الفضيحة وهي كذلك وبكل المقاييس التي نتمنى أن تشمل الفريق الألطاف الإلهية ويبقى ضمن أندية القسم الثاني، أين هؤلاء الذين أمطرونا بوابل من الوعود الممزوجة بخضروات معسولة ؟ أين أولئك الذين كانوا يتبجحون ويتصدرون واجهة الفريق؟ لماذا تختبئون اليوم بعد أن أوصلتم الفريق إلى الحضيض؟، حيث كنتم في كل مناسبة تتاح لكم تؤكدون وبثقة عمياء في النفس أن فارس البوغاز صاعد لا محالة نحو الأضواء،وأن على الجماهير أن تطمئن وترتاح ؟ اليوم تفيق الجماهير على هول صدمة النزول إلى قسم الهواة، ليطرح السؤال مرة أخرى من يتحمل حقيقة المهازل المتكررة لفريق كبير اسمه اتحاد طنجة، لأتجرأ وأقول أن الذي يتحملها بالدرجة الأولى هي السلطة المحلية التي ما فتئت تتدخل بطريقتها الخاصة لتصنع في كل مرة (جمع عام) مكتب مسير بعيد مسافة السماء عن الأرض عن شيء اسمه كرة القدم، وكانت تعتمد أساسا على معيار القرب ومعايير أخرى لا يعرفها إلا الراسخون في السلطة . ومنذ بدأت أزمات فريق اتحاد طنجة لكرة القدم والمكتب المسير للفريق يتوصل بالملايير قد تصل في بعض الأحيان حسب مصادرنا إلى 4 ملايير سنتيم سنويا، ليبقى التساؤل المطروح أين تصرف كل هاته الأموال، ويا ليت كانت معها النتائج السارة التي غابت عن سماعها الجماهير ولم يعد لها من أثر ؟ والمطلوب اليوم إحالة مالية الفريق على المجلس الجهوي للحسابات ليكشف لنا طرق صرف كل سنتيم، لأنه لا يعقل أن يبقى صندوق الفريق بعيدا عن المساءلة وكأنه سر من أسرار الدولة، وأن على المتتبعين أن يعرفوا ما الذي يجري وراء الستار؟ وأعتقد أن الجمعيات والمجموعات الممثلة والمشجعة لفريق أصبحت علامات الاحتضار بادية على وجهه أن تضع هذا ضمن أولوياتها، وتطالب بافتحاص لصندوق اتحاد طنجة . إن ما يشهده فريق اتحاد طنجة لكرة القدم لهو مشهد صارخ من مشاهد أزمة التسير والتدبير بهذا البلد، وليس كما يحاول البعض أن يوهمنا بعكس هذا، فكيف يعقل أن يأتي مكتب مسير بدون برنامج عمل وبدون ميثاق سنوي يحاسب عليه كما جرت العادة في المؤسسات الديمقراطية عند نهاية كل ولاية، ويكفي يعقل أن تصرف الملايين على لاعبيين انتهت صلاحيتهم في فرقهم الأصلية، في مقابل تهميش العناصر المحلية وما أكثرها ؟ ومع ذلك يذهب مكتب مسير ويأتي آخر لا ندري من يضعه، والنتائج تسير نحو الأسوأ، ولا حسيب ولا رقيب هي فوضى بكل المقاييس، وأين هي جماهير الفريق ؟