غادر عادل الدفوف رئاسة فريق اتحاد طنجة لكرة القدم بعد أن أوصله إلى "الحضيض"، ففارس البوغاز اليوم يحتل الرتبة الأخيرة وفي المجموعة الثانية بهزائم متتالية وبحصص كبيرة أوجعت الجماهير العاشقة لفريق طنجة الأول مما جعلها تخرج في أكثر من مناسبة للاحتجاج بطريقتها على هذه المهازل التي مرغت أنف المدينة الرياضي في التراب، وجعلت اسم عاصمة البوغاز الرياضي صغيرا أمام فرق صغيرة لم تكن تذكر تنتمي لمدن توصف ب"الهامشية"، فأصبحت بدورها تفتخر وترفع رأسها عاليا ومن حقها ذلك وهي "تبهدل" لاعبين جلبهم الفريق بملايين السنتيمات وبأجور شهرية لا توجد إلا في قسم الأضواء على الأرضية الجميلة والرائعة للملعب البلدي لمرشان . لجماهير طنجة الرياضية حلم لطالما عبرت عنه لحد الآن بطرق حضارية وسلمية باستثناء بعض الحالات الشاذة التي لا حكم لها، وهو الصعود إلى قسم الأضواء والتوفرعلى فريق قوي ينافس الأقوياء ويلعب أدوار طلائعية تؤهله للعب في المسابقات الإقليمية والقارية،وهو حلم مقبول وبسيط للغاية، إذا ما نحن وضعنا الإمكانات الهائلة التي يتوفرعليها الفريق سواء على المستوى المالي حيث يتأكد لنا بعد نهاية كل موسم من مصادرنا الخاصة أن ميزانية فريق اتحاد طنجة تفوق 3 ملايير سنتيم بقليل، وهو رقم ضخم يسيل لعاب العديد من أصحاب المصالح الذين "خرجوا" على الفريق بتقديم مصالحهم على المصلحة العامة للفريق، وعدم قدرتهم على تسيير فريق رياضي كبير،أو على مستوى "المادة البشرية الخامة" حيث تعج المدينة بالعشرات من النجوم في أقسام الهواة ولا أحد يلتفت أو يقترب منهم، بالإضافة إلى ما تتوفر عليه عاصمة البوغاز من بنيات تحتية معتبرة رغم ملاحظاتنا عليها، في مقدمتها ملعب طنجة الكبير. النقاد بطنجة يستغربون كما يتساءلون، كيف لرئيس أوصل الفريق بكل هاته الإمكانات الهائلة إلى هذا المستوى المتدني ويغادر تحت ضغط الجماهير ولا يخضع للمحاسبة والمساءلة كما هو متعارف عليه في مثل هاته الحالات، وكأنها "زريبة" يدخل إليها من أراد ومتى شاء ويخرج منها بدون مساءلة، وهي طريقة بالتأكيد تشجع من وصل دوره إلى الرئاسة بعد أن ترضى عليه السلطة على تكرار "الفعلة" وهكذا دواليك فيكون الخاسر الأول والأخير هي مصلحة الفريق ومن ورائه آلاف الجماهير التي لا أحد يعرف كيف سيكون رد فعلها إذا لم يتم ترتيب البيت الداخلي ل"فارس البوغاز" وفي أقرب الآجال فلا أحد بإمكانه الصبر أكثر على هاته الوضعية "المقرفة" . وإذا ما نحن رجعنا إلى الوثيقة الأساسية للمغرب التي "صادق" عليها المغاربة يوم فاتح يوليوز 2011 سنجد أنها تربط المسؤولية بالمحاسبة، وبالتالي فإخضاع اليوم المسمى عادل الدفوف "المستقيل" من رئاسة فريق اتحاد طنجة لكرة القدم للمساءلة أصبح أمرا ضروريا وملحا ليكون عبرة لمن يعتبر، وحتى يكون علامة لمن تسول له نفسه "اللعب" بمصالح الفريق من بعده، خاصة وأن الجماهير بدأت تنظم نفسها للاحتجاج السلمي على من أوصل الفريق إلى هذه الكارثة، والبداية ستكون من يوم الثلاثاء بساحة الأمم ان شاء الله .