ما وقع في جامعة ابن الطفيل بالقنيطرة لا يحمل رسائل طائشة فقط، بل بالبريد المضمون الذي تحمل عبء إيصاله إلى المعنيين بالأمر مئات من قوات السيمي وهي مدججة بكل عدتها وعتادها، ومدمرة لكل ما يقف في طريقها، حتى يصل البريد يدا بيد. فبعد التقدير لهذا المجهود الجبار، وهذه الآلية المخزنية في التبليغ، والتي كسرت من خلال إبداعها ثلاثة عشر سنة من التردد في نسف الملتقيات الطلابية الوطنية، نقف مع بعض ما حمله البريد من مضامين: 1- الهجمة الهمجية على الملتقى الطلابي الوطني تمت ضمن سياق مسلسل من الهجمات على المواقع الجامعية، والتي كان من أبرز حصيلتها استشهاد الطالب محمد الفيزازي، وفبركة ملفات جنحية وجنائية للعديد من المنضلين الذين كانوا يطالبون بحقهم في السكن الجامعي. 2- الهجوم الهمجي على الملتقى الطلابي شكل سابقة لم يشهدها الحرم الجامعي لا في عهد الملك الراحل، ولا في عهد البصري. وهو ما يعني أن القادم أسوأ. 3- الهجوم الهمجي على الملتقى الطلابي الوطني يضع حزب العدالة والتنمية في لحظة فارقة، فهو يقع تحت المسؤولية المباشرة للعديد من وزرائه: فوزير التعليم العالي البيجيدي مسؤول على حرمة الجامعة، ووزير العدل والحريات البيجيدي مسؤول على حفظ حقوق الطلبة، ووزير الإعلام البيجيدي مسؤول على إثارة الموضوع في القنوات التي يشرف عليها. أما رئيس الحكومة البيجيدي فهو كبيرهم، ومسؤوليته مضاعفة. وفي مثل هذه الأحداث، لا تقبل أنصاف مواقف. 4- الهجوم الهمجي على الملتقى الطلابي يجري في توقيت واحد مع ملتقى لمنظمة التجديد الطلابي لحزب العدالة والتنمية بسطات، وهو ما يعني أن المستقبل المراد ترسيمه في الواقع هو إبادة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، واستنبات مجموعة منظمات طلابية تابعة لأحزاب معلومة، ولا تجد إشكالا في الاعتراف القانوني، وتصريف "نضالات" خمس نجوم في جامعاتنا البئيسة. 5- الهجوم الهمجي على الملتقى الطلابي جرى بطريقة العصابات، هجوم مسلح بالهراوات وما شابه، وتنسيق مع إدارة الكلية لتقطع التيار الكهربائي ، وإخلاء الكلية من الطلبة، وحصار المناضلين، ثم هجوم منسق وكاسح رافقه سرقة لوازم الملتقى التي تقدر بالملايين. مرحبا بالمقاربة التشاركية التي تستنطق روح القانون! وقفنا عند البريد الذي هم الطلبة، والذي تحول إلى ملتقى وطني لأشكال من أجهزة القمع، ونقف في جولة مناسبة أخرى على ما يتجاوز أسوار الجامعة .